سوريا "بلد الأمن والأمان": كذبة مازالت متداولة حتى اليوم

المدن - ميديا

الإثنين 2021/11/22
"بلد الأمن والأمان" هو الشعار الكاذب الذي كان يرفعه النظام السوري قبل الثورة السورية عند حديثه عن البلاد المشهورة عالمياً بكونها قابعة تحت حكم شمولي يخنق الحريات بقبضة حديدية، قبل أن يتوسع الشعار بعد الثورة العام 2011 بغرض مهاجمة المعارضين والتقليل من شأن مطالبهم بمزيد من الحريات.

وعادت صفحات سورية موالية لتداول الكذبة نفسها مؤخراً في مواقع التواصل. وتم تناقل منشور موحد جاء فيه أنّ "دبي احتلت المركز الأول في الأمان والخدمات، والأردن في المركز الثاني. وقبل 10 سنوات كانت سورية في المركز الأول"، لكن منصة "مسبار" لكشف الأخبار الكاذبة أوضحت أن السياق ككل مضلل، حيث لا يوجد مؤشر واحد خاص لقياس مستوى الخدمات، بل مؤشرات مختلفة.



وبحسب المنصة، لم تحتل الإمارات المركز الأول في الأمان، بل احتلت المركز الأول في "شعور السكان بالأمان عند المشي بمفردهم"، وهو مؤشر فرعي عن مؤشر"غالوب" العام للقانون والنظام والذي جاءت فيه الإمارات في المركز الثاني بعد النرويج لعام 2021.  ولم يأتِ الأردن في المركز الثاني في أيّ من المؤشريْن، ولم يأتِ ضمن المراكز العشرة الأولى.

وبحسب المنصة لم تحتل سوريا المركز الأول في المؤشر قبل عشر سنوات، إذ لم يبدأ إصدار المؤشر حتى العام 2015. ولم تكن سوريا حاضرة ضمن أيٍّ من المراكز المتقدمة فيه منذ إصداره.

ويمكن ملاحظة كيفية تلاعب الدعاية الأسدية بهذا النوع من المعلومات المضللة من أجل ضرب مصداقية الثورة السورية كفكرة نبيلة في وجه الاستبداد، وتصوير الحياة في سوريا قبلها على أنها كانت حياة مثالية وأن الخراب الواضح للعيان حالياً هو نتيجة جهل الشعب بما تقدمه له "القيادة الحكيمة"، لا أكثر، ويصبح الاستياء الشعبي الذي يعبر عنه السوريون في مناطق سيطرة النظام، قابلاً للتوجيه بعيداً عن النظام ومسؤوليه نحو السوريين الآخرين، من المعارضين.

وكتبت صفحة "جيشنا أملنا" على سبيل المثال: "بعض السوريين لم يعجبهم ذلك وجعلوا بلدهم تحتل المركز الأخير بالأمان والان يستهزؤون  ببلدهم بالتعليقات على مركز الأمان والخدمات".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024