تقنية للتعلم من بُعد في المخيمات السورية.. بلا إنترنت

المدن - ميديا

الإثنين 2021/02/22
أنشأت شركة "كيمونكس انترناشيونال" (Chemonics International)، ابتكاراً يتيح للأطفال السوريين النازحين داخل سوريا مواصلة التعلم عن بعد من دون الحاجة إلى إنترنت، في زمن بات فيه التعلم عن بعد هو القاعدة عالمياً بسبب قوانين التباعد الاجتماعي الناتجة عن انتشار فيروس كورونا منذ العام الماضي.

وقال موقع "ساينس أند ديفلوبمنت" المتخصص في أخبار التكنولوجيا، أن غالبية مخيمات النزوح واللجوء في سوريا بقيت بعيدة من هذا الواقع التعليمي، لمشاكل عدة أبرزها عدم توافر الإنترنت والكهرباء، لكن تقنية "إنترانت" (Intranet) ستييح للأطفال السوريين في تلك المخيمات مواصلة تعلمهم من دون الحاجة إلى الإنترنت أو أجهزة الكومبيوتر، باستخدام الهواتف الذكية فقط.

وأوضح مدير المشاريع في الشركة التي تتخذ من العاصمة الأميركية واشنطن مقراً لها، محمد يوسف: "قمنا بإنشاء شبكة داخلية لتمكين التلاميذ من الاتصال في المخيم الذي يفتقر إلى البنية التحتية الأساسية"، بما في ذلك الكهرباء، لكنه لم يكشف عن اسم وموقع المخيم لأسباب أمنية، علماً أن هذه الخطوة هي الأولى من نشر المشروع الرائد في 15 مخيماً مختلفاً.

وأشار يوسف أن هذا النظام صمم ليعمل على الهواتف المحمولة المتوفرة لحوالى 80% من النازحين في الداخل السوري، موضحاً أنه "بعد استكشاف التقنيات البديلة، صممنا شبكة داخلية محلية نجحنا من خلالها في إجراء مكالمات صوتية مباشرة"، حيث "يمكن للطلاب استخدام الشبكة للاتصال بتطبيق دردشة وإنشاء فصل دراسي افتراضي من دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت".

وهنا، سيحصل الطلاب في المخيمات على القدرة على الاتصال عبر تقنية "إنترانت" التي تعتمد على تزويد ذاتها بالطاقة عبر ألواح شمسية، معتمدةً في ذلك على تقنيات وبرامج مفتوحة المصدر. وتعرف هذه التقنية بأنها نظام "الشبكات الداخلية الخاصة" التي تستخدمها المنظمات عموماً لتوزيع الاتصالات على العاملين لديها، واستخدمت هذه التقنية لعقود من المؤسسات لبناء اتصالاتها الداخلية.

في السياق، علق أحد المعلمين في المخيم الذي رغب في عدم الكشف عن هويته: "أعادت الشبكة الداخلية المحلية ربط الطلاب بمعلميهم، وسمحت للطلاب بالوصول إلى المعلومات في أي مكان، مع جعل العملية أكثر حيوية وتفاعلية"، علماً أن الابتكار حصل العام الماضي على جائزة التنمية العالمية، كما فاز بجائزة "أفضل عرض تقديمي" في المؤتمر السنوي لجمعية التنمية الدولية.

ونقلت وسائل إعلام سورية معارضة عن "وحدة تنسيق الدعم" أن نحو 1.5 مليون طفل شمال غربي سوريا، محرومون من حقهم في التعليم، 51% منهم خارج صفوف المدرسة ويعملون لإعانة أسرهم. ومن بينهم 9% يعملون في مهن شاقة لا تناسب أعمارهم وتهدد حياتهم بالخطر. فيما وثقت الوحدة  دمار 242 مدرسة بفعل قصف الطيران الحربي، في حين دمرت مدافع النظام السوري 61 مدرسة.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" قدرت في حزيران/يونيو الماضي، أن الصراع في سوريا حرم 2.8 مليون طفل سوري من الحق في التعلم، وقالت حينها أن كل مدرَستين من أصل خمس مدارس باتت غير صالحة لاستقبال الطلاب بسبب دمارها بفعل الأعمال العسكرية، مشيرةً إلى أنها وثقت، منذ العام 2014 وحتى 2019، استهداف 533 مرفقاً تعليمياً في سوريا.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024