أصغر رحالة: زارت 196 بلداً..ويتابعها نصف مليون في "انستغرام"

رنيم البزري

الأحد 2021/04/04
مع احتفالها بتخطي عدد متابعيها النصف مليون متابع، تخطّ الفتاة الاميركية لكسي ألفورد (23 عاماً) رحلة مختلفة في عالم المؤثرين في "انستغرام"، بعيداً عن الغناء والرقص وعروض الأزياء والاعلانات والسياسة، لتثبت ان انجازاً شبيهاً بما حققته خلال السنوات الماضية، يستطيع أن يخط طريقاً الى الشهرة، بمعزل عن سبل جمع المتابعين التقليدية. 

اختارت ألفورد السفر الى مختلف بلدان العالم، فزارت حتى الآن 196 بلداً رغم صغر سنها، ما أهلها للدخول الى موسوعة غينيس لكونها حققت الرقم القياسي في السفر لمختلف البلاد رغم صغر سنها، وتتأهب لاطلاق كتاب يلخص مغامراتها في دول العالم، كما تعلن في أحدث مقطع فيديو نشرته في "يوتيوب". 

وتنحدر ألفورد من عائلة تمتلك شركة سفريات، زودتها تلك الميزة بالخبرة والمعلومات الكافية عن طريق حجز التذاكر والتخطيط للرحلات، وبالطبع البحث عن الاماكن المميزة. 

رغم صغر سنها، لم تجد لكسي أي عائق في تحقيق رغبتها في السفر الى مختلف البلاد، فقد كانت في الثانية عشر من عمرها حينما قررت أن تخوض أول تجربة، وسجلت سفرتها الـ72 في عمر الـ18. 

كانت التكلفة المالية هي العائق الوحيد أمام لكسي، الا أنها لم تسمح لتلك العقبة بأن تعرقل رحلاتها. اعتمدت على نفسها، ومضت في العمل في أوقات الفراغ حتى استطاعت أن تمول معظم سفراتها بنفسها. 
يصفها الاعلام الاميركي بـ"الرحالة الصغيرة". بلباسها الخفيف، تحمل القليل من المقتنيات وأغراضاً تبيعها مع كاميراتها الخاصة في حقيبة ظهر وحيدة. فقد امتلكت مهارة التصوير ومولت رحلاتها من بيع المطبوعات والعمل في المولات، الى جانب المشاركة في ادارة بعض الحملات لتحصل على مدخول اضافي لاستكمال مسيرتها في السفر والتنقل. وأهلتها سفراتها الى تبوء وظيفة "مستشارة أسفار" لدى مكتب عائلتها للسفريات. 
رغبتها في اكتشاف العالم واكتشاف نفسها، غيّرت مسار حياتها منذ الطفولة التي قضتها في قرية صغيرة في كاليفورنيا تدعى "نيفادا" حتى الثانية عشر من عمرها، لتستكمل طفولتها في بلاد مختلفة وتتعرف على حضارات واسعة. الا أن تلك الرغبة الجانحة لدى لكسي جعلت منها شخصية مؤثرة وملهمة للكثيرين، لاسيما الفتيات الصغيرات. 
بدأت لكسي تنشر سفراتها مع رفاقها عبر تطبيق "انستغرام" كأي شخص يستخدم هذا التطبيق لمشاركة تجاربها، وقد وصل عدد متابعيها الى العشرة آلاف متابع. تلقت لكسي رسائل من إحدى الفتيات التي لم تكن تعرفها شخصياً، تخبرها بأن متابعتها لها يشكل إلهاماً لها على الصعيد الشخصي. حينها شعرت لكسي بأن ما تصنعه ليس لها وحدها، بل هناك مسؤولية نحو الاخرين، وخصوصا الفتيات، كما تقول في مقطع فيديو نشرته في حسابها في "انستغرام" أخيراً لمناسبة تخطي عدد متابعيها النصف مليون. 

وجدت لكسي أنها من خلال أسفارها ومقاطع الفيديو التي تشاركها، قادرة على مخاطبة الفتيات  وتحفيزهن على القيام بما يحلمن به بامكانيات بسيطة وببعض التدابير، مثلما فعلت هي لتدبر أمور السفر بأقل كلفة ممكنة، مثل اختيار خطوط الطيران غير المكلفة، والاقامة في مبيت غير فارهٍ أو حتى "موتيل"، فضلاً عن استخدام النقل العام. 

من الدول الاوروبية وشرق آسيا، الى الشرق الاوسط وافغانستان والعراق والبرازيل وليبيا وغيرها من بلدان تشهد مآسِ وحروباً، تحاول لكسي من خلال عرض الفيديوهات والصور الخاصة بسفرها أن تقدم مشاهد مختلفة عن العالم لمتابعيها. صورة أخرى عن تلك التي يعرضها الاعلام. فهي تجد الجمال واللطف  في كل الاماكن التي ترتادها، بعكس ما تعرضه وسائل الاعلام الاخبارية من موت ودمار وارهاب و"رعب". 

حبها للسفر والانغماس في العوالم المختلفة، لم يمنعها من استكمال دراستها، فقد تخرجت من احد معاهد بلدتها في عمر الـ18 لتركز في ما بعد على تحقيق هدفها في تحطيم الرقم القياسي في موسوعة "غينيس" لأصغر فتاة تجول العالم خلال ثلاث سنوات فقط. 

وخلافاً لمؤثرين آخرين في "انستغرام"، لا تبرز لكسي الحياة الفارهة، رغم انها رياضية وتمتلك مهارات جسدية وفكرية. فهي لم تعش أصلاً حياة استهلاكية مثل باقي فتيات جيلها المؤثرات في التطبيق المخصص للصور. لم تشترِ سلعاً غير ضرورية، وبقيت تعيش في منزل والديها، وتجنبت استلاف القروض لامتلاك سيارات جديدة، وادخرت المال من أجل أسفارها.  

اليوم تحتفل لكسي بوصول  متابعيها الى النصف مليون متابع. صفحتها الغنية بالرحلات والصور والفيديوهات الجميلة، تأخذ المتابعين في جولة فريدة من نوعها بعين ساحرة تتماوج بين جمال طبيعة تلك البلاد ونمط حياة اجتماعي مغاير. 
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024