رضا الباشا.. هكذا يعلو صوت الموالاة ضد "مافيات النظام"

المدن - ميديا

السبت 2019/01/19
أثار الصحافي السوري رضا الباشا، جدلاً واسعاً بين مؤيدي النظام، بحديثه عن تفشي الفساد داخل مؤسسات الدولة.


وقال الباشا، الذي يعمل لصالح قناة "الميادين" (إيرانية التمويل والمفترض أنها موالية للنظام)، أن الحرب التي خاضها النظام أسهل بمليون مرة، من الحرب الداخلية التي تشنها "مافيات الحرب والفساد" على الشعب. وأشار عبر مقطع فيديو نشره في "فايسبوك" وتداوله ناشطون على نطاق واسع، إلى الوضع المأساوي في مناطق النظام التي تشهد نقصاً حاداً في توفر المواد الأساسية، أبرزها: الغاز، والمازوت، والحليب.



وتساءل الباشا بسخرية: "هل نناشد الرئيس التركي أم الروسي أم الإيراني؟ نحن مواطنون عند من؟" كما أشار إلى عجز رئيس النظام السوري بشار الأسد عن السيطرة على مسؤوليه، الذين يتعمدون مخالفة أوامره، بحسب قوله. وأضاف: "ليه الوزراء عندهم احتياطي استراتيجي من الغاز والمازوت والحليب؟".

وسخر الباشا أيضاً من مطالب النظام للسوريين في الخارج بالعودة إلى "حضن الوطن"، في ظل الأزمات التي تمر بها البلاد، وقال: "ننصح المواطنين بالعودة إلى الوطن أي أرض وطن علشان تذلوه على دوره في جرة غاز ويقف 10 ساعات في اليوم ويمر أسبوع وأسبوعان وما يطلع له جرة واحدة بيتساومونا على لقمة الخبز فيه أزمة غاز وأزمة أفران وحليب أطفال".

وقال الباشا أن تسجيله للفيديو جاء بعد وقوفه ساعتين أمام أحد المخابز التي تعاني شح المواد أيضاً، فيما يعتبر نقده من أقسى الاحتجاجات الحالية التي تشهدها البيئة الموالية، فقال: "يجب على الصحافيين أن يصفقوا، يجب أن يؤيّدوا، ويجب أن يقولوا: شكراً سيادة الوزير، شكراً سيادة المدير، شكراً سيادة الرئيس!"، لكنه نشر منشوراً آخراً في وقت لاحق قال فيه أن "الرئيس خط أحمر".



وتوقع رضا الباشا أن يتم سجنه أو معاقبته بسبب الفيديو، قائلاً أنه لا يجد حرجاً في دخول السجن، على غرار الإعلامي، الموالي للنظام أيضاً، وسام الطير، الذي اعتقل قبل أسابيع ولم تعرف أي معلومات بشأن مصيره، رغم مناشدات عائلته المتكررة للأسد بإطلاق سراحه.

إلى ذلك، أوضح الباشا أن مسؤولين في النظام السوري بعثوا برسائل له مفادها أن ضمانة استمرارية عمله في الصحافة، ستكون مقابل صمته عن التحدث في القضايا الداخلية الحساسة، وهو ما رفضه الباشا، علماً أن البيئة الداخلية للنظام تشهد مزيداً من الانتقادات للوضع المعيشي والخدمي. كما شن فنانون وإعلاميون موالون للنظام هجوماً عنيفاً على الحكومة، منهم أيمن زيدان وشكران مرتجى، متهمينها بالتسبب في "موت الناس جوعاً".

يذكر أن الباشا سبق له أن أثار قضية "التعفيش" في محافظة حلب، عندما سيطر عليها جيش النظام السوري العام 2016، وصرّح بأسماء جهات عسكرية تابعة للنظام السوري، تقف وراء سرقة بيوت أهالي المحافظة. فتم منعه من العمل على الأراضي السورية منذ ذلك التاريخ.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024