للمرة الثانية.."جيش الإسلام" يحاكم "طلعنا ع الحرية"

المدن - ميديا

الجمعة 2017/08/11

بعد خمسة أشهر من صدور "أحكام قضائية" تعسفية بحقها، عادت قضية مجلة "طلعنا ع الحرية" السورية المعارضة إلى الواجهة من جديد، بعدما أصدرت محكمة "بداية الجزاء الثانية" في دوما في الغوطة الشرقية، الجمعة، قرارها بشأن القضية التي تواجه فيها المجلة والقائمون عليها اتهامات بالإساءة للذات الإلهية واحترام المعتقدات الدينية.

ونصّ القرار الذي نشرته المجلة المتوقفة عن الصدور، على تبرئة معاون رئيس تحريرها أسامة نصار المقيم في  مدينة دوما، فيما تمت إدانة رئيسة التحرير ليلى الصفدي، وشوكت غرز الدين كاتب المقال المثير للجدل الذي حمل عنوان "شيلني يا بابا" وتناول قصة الطفل السوري عبد الباسط صطوف الذي بترت قدماه نتيجة قصف وحشي للنظام السوري في ريف أدلب الجنوبي في شهر شباط/فبراير الماضي.

وحكمت المحكمة التي تتبع لـ"مجلس القضاء الأعلى" الأعلى التابع بدوره للقيادة الموحدة في الغوطة الشرقية التي يقوم بتسيير أعمالها جيش الإسلام وحده بعد انسحاب باقي فصائل الغوطة منها، غيابياً على كل من الصفدي وغرز الدين بالسجن لمدة شهرين، كما نص القرار على منع نشر المجلة في المناطق المحررة، علماً أن المجلة كانت قد أوقفت كامل نشاطها في الداخل السوري منذ شهر آذار/مارس الماضي.

وجاء في مقدمة القرار عبارات تتحدث عن الأمم المتحدة والقانون الدولي، للوصول إلى نتيجة بأن "المجلة بنشرها هذا المقال قد تجاهلت مشاعر المسلمين في جميع أنحاء المعمورة"، وهي مقدمة لا تتماشى مع الطبيعة الراديكالية لـ "جيش الإسلام" أو للفصائل الإسلامية التي كانت السبب في قمع المجلة، في الغوطة الشرقية والشمال السوري على حد سواء.

وفي تعليقه على القرار قال نصار: "كثيرون من الأصدقاء يعتبر أن المشكلة مرّت بأقل الخسائر؛ مقارنة بخسائر محتملة مثل اشتعال فتنة كبيرة أو تعريض حياة أشخاص للخطر. ورغم ذلك، أرى أنه كان من الممكن تجاوز الأمر بكلفة أقلّ، لكن تسييس المسألة وجعلها فرصة لتصفية خصوم أو مساحة لحسابات أيديولوجية حال دون ذلك".

من جهتها أعربت الصفدي عن ارتياحها لتبرئة أسامة، في الوقت الذي استهجنت فيه إدانة المجلة ومنع انتشارها في المناطق المحررة، كما عبرت عن استيائها من الحكم الصادر بحقها والذي يتساوى مع الحكم الصادر بحق كاتب المقالة، وذلك بالرغم من اعتذارها المعلن عن نشر المقالة ونفيها لقصدية الإساءة وتأكيدها على وجوب احترام المقدسات والعقائد، مؤكدة أنه بالإمكان استئناف الحكم الصادر "إلا أنها تنتظر مبادرة من فريق المجلة وإدارتها، أو من صحافيين وناشطين مهتمين فيما لو كانوا معنيين بذلك" حسب تعبيرها.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024