اللاعب القطَري أكرم عفيف لـ"المدن":لم أكتب التعليق المهين للبنانيين!

علي شهاب

الجمعة 2019/01/11
حفلت مباراة المنتخب اللبناني، أمام نظيره القطري، بالكثير من الإشكاليات التي أثارت حنق اللبنانيين بفعل ما اعتبروه تحاملًا من الحكم الصيني للمباراة، إذ ألغى هدفاً لبنانياً رأى خبراء أنه صحيح، كما أعطى الفريق القطري ضربة حرة مشكوكاً في صحتها أدت إلى الهدف الأول. 
لكن المباراة لم تنته عند حد الخسارة، التي ما كان المنتخب اللبناني يستحقها لولا الأخطاء التحكيمية وإصرار المدرب على اللعب بخطة دفاعية طوال المباراة، مع أن لاعبي المنتخب اللبناني أثبتوا خلال الشوط الأول قدرتهم على الهجوم وصنع الفرص.

فما إن أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة، حتى تحولت صفحات التواصل الاجتماعي ساحة للتعبير عن الغضب اللبناني من الخسارة غير المستحقة، وقد تعدّى الموضوع التعبير عن الغضب إلى استخدام عبارات عدوانية ضد المنتخب المنافس.

وإذا كان هذا الأمر مألوفاً في الثقافة الكروية في لبنان، فإن الخطورة تكمن في تداخل السياسة مع الرياضة بهدف تشويه "الآخر" المنتصر وإثارة العصبيات.

فقد تناقلت صفحات وحسابات لبنانية صورة تُبين أنها تابعة لحساب اللاعب القطري أكرم عفيف في "انستغرام"، وتُظهر اللاعب أثناء احتكاك مع اللاعب اللبناني جوان العمري، مع تعليق منسوب إلى عفيف ورد فيه: "من أنتم؟ أبطال آسيا وأسياد أسيادكم".

سرعان ما انتشرت الصورة كالنار في الهشيم، مع سيل من الشتائم كرد فعل شعبي لبناني على ما تم اعتباره "تعالياً" قطرياً عليهم، مدفوعاً بشعور "القهر" من الخسارة غير المستحقة بنظر الكثيرين.

لم تقف الشتائم عند حدود المباراة، بل تخطتها إلى "شوفينية" حادّة تدمغ النظرة التاريخية اللبنانية للشعوب العربية، من دون أن يقدر أحد على اعتراض الموجة، كون "الخطأ" الأول قد بدأه طرف قطري بحسب الصورة المزعومة.

ومع تزايد "النقمة" الشعبية من تعليق اللاعب القطري، بادر الأخير إلى مراسلتنا، نافياً بشكل قاطع قيامه بكتابة التعليق الذي أثار الجدل. وأشار أكرم عفيف في رسالته إلى أن الصورة مركبة، لافتاً إلى نوع الخط المستخدم في كتابة العبارة المهينة باعتبار ان هذا الخط غير مألوف في جهاز "آيفون".

وأكد عفيف لـ"المدن" أنه يحترم الشعب اللبناني ومن "المستحيل أن ينشر بوست عن منتخب لبنان". وحرص اللاعب على التأكيد على عدم تبنيه الكلام الوارد في الصورة التي تبين أنّها أصلاً غير منشورة في حسابه في انستغرام، ما يدعم فكرة بأنها مُركَّبة بالفعل.

ويبقى السؤال، هل إن "تزوير" التعليق الوارد في الصورة المتداولة، هو فعل فردي غير مسؤول في خضم حالة الغضب الشعبي من خسارة رياضية؟ أم أن هناك جهة سياسية تقصدت إذكاء الفتنة بين اللبنانيين والقطريين؟

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024