إيمينيم لجمهوره: اختاروا.. أنا أو "العنصري ترامب"!

المدن - ميديا

الخميس 2017/10/12
ندد مغني الراب الأميركي الشهير إيمينيم بالرئيس دونالد ترامب ووصفه بالعنصري والزعيم المتهور في فيديو أذيع مساء الثلاثاء خلال حفلة توزيع جوائز موسيقية يقدمها تلفزيون "بلاك إنترتينمنت".


وسجل إيمينيم الفيديو، في مرآب بيته في مدينة ديترويت، وطلب فيه من جمهوره الاختيار بين تأييده أو تأييد ترامب، مضيفاً أن العنصرية هي الشيء الوحيد الذي يتميز به الرئيس المثير للجدل، في مزيج بين الراب والحديث العادي من دون أي موسيقى مرافقة، وكأنه فيديو ارتجالي أمام الكاميرا، ويظهر فيه إيمينيم متأثراً ومتحمساً لكل كلمة يقولها.


ونفى ترامب في السابق أنه عنصري، وقال في شباط/فبراير الماضي أنه "أقل الناس عنصرية"، حسبما نقلت وكالة "روتيرز"، علماً أن ممثلين عن البيت الأبيض رفضوا التعليق على التسجيل الذي تبلغ مدته أربع دقائق ونصف الدقيقة، وهو بات أحد أكثر المقاطع مشاهدة في "يوتيوب" خلال اليومين السابقين وتجاوز الـ18 مليون مشاهدة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها إيمينيم، ترامب، بمثل هذه الضراوة، إذ أطلق في تشرين الأول/أكتوبر 2016، أغنية "Campaign Speech" ضد ترامب ومؤيديه، كما شارك في أداء الأغنية الثنائية "No Favors" مع النجم الصاعد بيج شون، في شباط/فبراير الماضي، وفيها يطلق إيمينيم الشتائم لترامب متوعداً بإفشال علامته التجارية، منتقداً بحماسة شديدة وبشيء من العنف، قضايا حساسة في الولايات المتحدة مثل وحشية الشرطة والعنصرية التي عادت إلى البلاد وأزمة مياه فلينت.

يأتي ذلك في ظل معركة شرسة يخوضها إيمينيم ضمن مجتمع فناني الهيب هوب في أميركا ضد إدارة ترامب، في ملفات متعددة مثل حقوق المواطنين من أصول أفريقية أو الأجانب والمهاجرين واللاجئين وحقوق المثليين والنساء والحق في الإجهاض وغيرها. علماً ان إيمينيم يعتبر أشهر مغني الراب على الإطلاق، ويحتل الصدارة في لائحة أكثر مغنّي الراب مبيعاً في تاريخ الهوب هوب، ويبدو في كافة أغانيه ومقاطعه ضد ترامب، ناشطاً ثورياً وخطيباً سياسياً أكثر منه مجرد فنان ناجح.

والحال أن أبرز ما يعطي زخماً للراب الذي يقدمه إيمينيم ضد ترامب، هو نفسه ما يعطي الزخم لمسيرة إيمينيم الفنية، أي كونه رجلاً أبيض يقدم الراب المرتبط غالباً بفنانين سود، ويصبح الاندماج الذي يقدمه ترامب بين لون بشرته ونوع الفن الذي يقدمه رداً ساحقاً على العنصرية، وإشارة لتجاوز التصنيفات الجندرية والعرقية في الحياة المعاصرة.

ومن المثير للاهتمام أن الراب الذي يقدمه إيمينيم يصل إلى قاعدة جماهيرية واسعة ومختلفة عن الراب الذي يقدمه فنانون ببشرة داكنة، مثل كيندريك لامار أو جي زي وسنوب دوغ، حيث تتركز قاعدته الجماهيرية في أماكن ريفية مثل فيرجيينا الغربية وجنوب أوهايو وشرق كنتاكي، ومنطقة اوزاركس في ميزوري، وغيرها، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".

وقد يتحفظ المشاهير في الولايات المتحدة على الإدلاء بآراء سياسية، ضد رجال السياسة البيض تحديداً، وضد الجمهوريين بشكل خاص، لأن جزءاً كبيراً من الجمهور المؤيد للسياسات المحافظة يشتري منتجاته على اختلاف انواعها، بما في ذلك الأحذية الرياضية، كحال نجم كرة السلة مايكل جوردان الذي رفض في العام 1990 دعم مرشح ديموقراطي في ولاية نورث كارولاينا، أو الأسطوانات الموسيقية، كحال نجمة البوب والكانتري تايلور سويفت التي ظلت صامتة طوال الحملة الانتخابية الجدلية لترامب وطوال فترة رئاسته أيضاً.

ويبدو إيمينيم هنا شديد الجرأة في تحديه للناخبين الجمهوريين، ويقول لهم بصراحة أنه لا يريدهم أن يشتروا أغانيه ولا أن يستمعوا له. وفيما يبدو ذلك صدامياً بشكل يعكس مقدار الشرخ الحالي في المجتمع الأميركي بين تيارين فكريين شديدي الاختلاف يتنافسان على قيادة البلاد، إلا أنه قد يكون مشجعاً لكثير من الفنانين الآخرين على المجاهرة بآرائهم، حتى لو تعرضوا لمقاطعة الجمهور من الفكر السياسي المضاد، مثل الكثير من المعلقين الجمهوريين الذين تعهدوا في "يوتيوب" بعدم الاستماع لموسيقى إيمينيم.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024