الإثنين 2025/06/09

آخر تحديث: 00:04 (بيروت)

"انتظارية" لبنان على قارعة طريق المنطقة: من سيمسك ملفه؟

الإثنين 2025/06/09
"انتظارية" لبنان على قارعة طريق المنطقة: من سيمسك ملفه؟
يعتبر الأميركيون أن لبنان لا يزال متخلفاً عن المسار الذي يفترض أن يسلكه (Getty)
increase حجم الخط decrease
لا يزال الغموض يكتنف مصير الملف اللبناني في الولايات المتحدة الأميركية. لم يتبلغ لبنان رسمياً، حتى الآن، بإزاحة الموفدة مورغان أورتاغوس عن الملف. كما لم يتبلغ بالشخصية التي ستخلفها. علماً أن التداول كان قد جرى باسم جويل ريبرون كمسؤول عن ملف الشرق الأدنى، وهو منصب تابع لوزارة الخارجية الأميركية. فيما هناك معطيات أخرى تشير إلى مساعي السفير الأميركي في تركيا ومبعوث ترامب إلى سوريا، توم باراك، ليتسلم بنفسه ملف لبنان.
كل هذه الضبابية تتصل بكيفية توزيع الأدوار داخل إدارة دونالد ترامب، الذي كان يركز على أدوار مبعوثيه وليس المؤسسات الأميركية، وخصوصاً وزارة الخارجية. في المقابل، هناك معطيات تشير إلى سعي الخارجية الأميركية لإعادة تثبيت دورها وفعاليتها.
 
الروح الانتظارية
الأكيد أن الأميركيين يطالبون لبنان بأكثر مما تحقق. ويعتبرون أنه لا يزال متخلفاً عن المسار الذي يفترض أن يسلكه كما هو الحال بالنسبة إلى سوريا. في موازاة الضغوط الأميركية، برزت مواقف على لسان شخصيات في الحزب الجمهوري من أصل لبنان، لوّحت بأنه في حال فشلت الدولة اللبنانية في الإقدام على ما هو مطلوب منها، والالتزام بكل الشروط المفروضة، فحينها قد تتجه واشنطن إلى التفاوض المباشر مع حزب الله، وعندها يتم تهميش دور الدولة. 
البعض في لبنان يفضل الانتظار وعدم الدخول في أي صدام أو مواجهة على الساحة الداخلية. وهو ما ينطلق من خلفية حماية السلم الأهلي وحماية الاستقرار، ومنع تعريض البلد إلى اهتزازات متتالية. لذلك يتم اللجوء إلى خيار الحوار، على قاعدة أن ما تمت مراكمته على مدى أكثر من 40 سنة لا يمكن الانتهاء منه في 40 يوماً. البعض الآخر يعتبر أنه لا بد من انتظار مآلات التفاوض الإيراني الأميركي، وكيف سينعكس على وضع المنطقة ومن ضمنها لبنان.
 
في الملف السوري؟
عملياً فإن حالة الانتظار تبقى قائمة، لاتضاح الصورة في الولايات المتحدة الأميركية، مع الإشارة إلى أنه في السنوات الماضية وقبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على المنطقة، كانت المنطقة ككل من ضمن السلة التفاوضية الإيرانية الأميركية. فمثلاً عندما كان روبرت مالي هو مسؤول الملف الإيراني في الإدارة الأميركية، كان لديه تأثير واضح ومباشر على ملفات المنطقة ككل، ومن بينها سوريا ولبنان. بمعنى أن الشخصية التي كانت تتسلم ملف إيران هي صاحبة التأثير على ملف لبنان. اليوم هناك متغيرات بدأت تظهر بوضوح، خصوصاً من خلال ارتكاز ترامب على شراكته مع السعودية وتركيا وتحديداً في سوريا، بالإضافة إلى توجيه النصائح للبنان بضرورة سلوك المسار السوري نفسه.
ذلك يمكن أن يؤسس لتسليم ملف لبنان لمن يتسلم ملف سوريا، وهنا يمكن لتوم باراك أن يتخذ دوراً أكبر، وذلك لا ينفصل عن المعلومات التي يتم تسريبها عن إجراء زيارة قريبة لباراك إلى بيروت. أي زيارة أميركية ستضع برنامج عمل أو خريطة طريق واضحة أمام لبنان والخطوات التي يُفترض به اتخاذها بالنسبة إلى الأميركيين. هنا أيضاً لا يمكن إغفال الاختلاف الأميركي الفرنسي حول مقاربة الملف اللبناني، لا سيما أن باريس لا تبدو مؤيدة لكثرة الضغوط، وتشير إلى ضرورة إطلاق مسار إعادة الإعمار، وتخفيف حدة المواجهة مع حزب الله. 

تأثير تركيا
في هذا السياق، ستكون تركيا أكثر ارتياحاً لخطوة تسليم باراك ملف سوريا، وهي ستكون مرتاحة أكثر في حال تسليمه ملف لبنان. إذ حينها ستكون أنقرة صاحبة تأثير أكبر في الملف اللبناني، وذلك انطلاقاً من الملف السوري الذي تتشارك فيه تركيا مع السعودية والولايات المتحدة الأميركية. هذه الخطوة حتماً ستحدث تضارباً مع الفرنسيين، الذين يختلفون مع المقاربة الأميركية، وحتماً هم على تعارض كامل مع تركيا ومشروعها ونفوذها. وهنا لا بد من العودة إلى الاختلافات التركية الفرنسية على الساحة اللبنانية التي برزت منذ سنوات. إذ في إحدى زيارات لودريان الى بيروت، عندما كان وزيراً للخارجية، وجّه تحذيرات كبيرة للبنانيين من توسع النفوذ التركي. بعدها جاءت زيارة وزير الخارجية التركي إلى لبنان مولود جاويش أوغلو، لإثبات الحضور والإعلان عن النية في تقديم مساعدات.
و"للمصادفة" أن لودريان يزور لبنان لعقد لقاءات، والمشاركة في مؤتمر للدول المانحة يعقد في السراي الحكومي يوم الثلاثاء. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها