أكّد المتحدّث باسم قوّات "اليونيفيل" في لبنان أندريا تيننتي، أنّ "مجلس الأمن الدوليّ لم يتخذ أي قرار بعد بشأن عمل القوّات الدوليّة في جنوب لبنان". وشدّد تيننتي في حديثٍ صحافيّ على "ضرورة الحذر من التقارير غير المؤكّدة حول الاتفاق الأميركيّ - الإسرائيليّ بشأن إنهاء مهمة "اليونيفيل" في جنوب لبنان"، مضيفًا: "علينا الانتظار حتّى نهاية آب، عندما تنتهي ولاية اليونيفيل". وأشار إلى أنّ "القوّات الدوليّة تواصل تنفيذ أنشطتها كما في السّابق، ونعمل مع الجيش اللّبنانيّ لدعمه في نشر قواته بالكامل".
وتابع: "قمنا خلال الأشهر الثلاثة الماضية بالعثور على عددٍ كبير من الأسلحة والمخازن والمواقع، ولا نزال نعمل لدعم السكّان المحليين من أجل تحقيق استقرار طويل الأمد في هذه المنطقة". وأوضح تيننتي أنّ "المناقشات لم تبدأ بعد في مجلس الأمن الدوليّ، وهو الجهة الوحيدة المسؤولة عن تقرير مصير مهمة القوّات الدوليّة، والذي يتكوّن من خمسين عضوًا".
وفي السّياق ذاته، أشار إلى أنّ "تمويل الأمم المتحدة لهذه القوّات من المقرّر أنّ يُناقش أيضًا في الجمعية العامّة، وهذه مسألة أخرى علينا انتظارها".
مذكّرة تفاهم
من جهتها، وقّعت وزارة الدفاع الوطنيّ وقوّات الأمم المتحدة الموقّتة في لبنان (اليونيفيل) مذكرة تفاهم، بمشاركةٍ ودعمٍ من الحكومة الفرنسيّة، تهدف إلى الاتفاق على هبةٍ مخصّصة لتلبية حاجات المؤسّسة العسكريّة في مجالي المحروقات والتغذية. وجرى ذلك خلال حفلٍ أُقيم ظهر اليوم في اليرزة، حيث وقّع المذكرة كلٌّ من وزير الدفاع الوطنيّ اللواء ميشال منسى، وقائد قوّات الأمم المتحدة المؤقّتة في لبنان اللواء أرولدو لازارو، بحضور قائد الجيش اللّبنانيّ العماد رودولف هيكل، والمستشار الأوّل برونو باريرادا دا سيلفا ممثّلًا السفير الفرنسيّ في لبنان هيرفي ماغرو.
وتحدّث كلّ من الجنرال لازارو والمستشار الأوّل للسفير الفرنسيّ عن أهميّة توقيع مذكرة التفاهم الّتي تعكس التزام فرنسا بدعم الجيش اللّبنانيّ، وكذلك مواصلة "اليونيفيل" القيام بدورها في هذه الظروف الدقيقة ومساندة الجيش والحكومة اللّبنانيين.
وفي كلمةٍ له بالمناسبة، شكر وزير الدفاع الوطني فرنسا على مواقفها الداعمة للبنان عمومًا وللمؤسّسة العسكريّة خصوصًا، كما شكر قيادة قوّات "اليونيفيل" على جهودها المتواصلة وتضحياتها الثمينة من أجل الحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان وتعزيز التنسيق مع الجيش اللبنانيّ. وأكّد الوزير منسى أهميّة استمرار هذه القوّات في أداء مهامّها، معربًا عن أمله في تجديد ولايتها في شهر آب المقبل من دون أيّ عراقيل.
وقال منسى: "يسرّني ويشرّفني أن أرحّب بكم اليوم في وزارة الدفاع الوطني لنتشارك معًا هذا الحدث البارز؛ توقيع مذكرة تفاهم بين قوّات الأمم المتحدة المؤقّتة في لبنان (اليونيفيل) ووزارة الدفاع الوطني، بمشاركةٍ ودعمٍ من الحكومة الفرنسية. إنّ وجود قوّات اليونيفيل في لبنان، منذ عقود، لم يكن يومًا خيارًا ظرفيًّا، بل حاجةً دائمةً وضرورةً ملحّة في ظلّ الظروف الحسّاسة التي تشهدها المنطقة والتهديدات المتكرّرة التي تستهدف السيادة اللبنانية. ومن موقعنا نؤكّد أهميّة استمرار هذه القوّات في أداء مهامّها، ونعرب عن أملنا في تجديد ولايتها في شهر آب المقبل من دون أيّ عراقيل".
وأضاف: "أتوجّه بجزيل الشكر والامتنان إلى قيادة قوّات اليونيفيل على جهودها المتواصلة وتضحياتها الثمينة من أجل الحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان وتعزيز التنسيق مع الجيش اللبناني. كما نثمّن عاليًا مساهمات وحداتها، سواء على الصعيد العسكري أو المدني، ونقدّر ما تقدّمه من مساعداتٍ إنمائيةٍ وإنسانيةٍ للسكان المحليين في منطقة جنوب الليطاني. إنّ الهبة الكريمة الّتي نوقّع اليوم اتفاقها، والمخصَّصة لتأمين حاجات المؤسّسة العسكرية في مجالي المحروقات والتغذية، تكتسب أهميّةً من جهتين: أوّلًا لطابعها الحيوي في هذا الظرف الاقتصادي الصعب، وثانيًا لما تعكسه من تفهّم أصدقائنا لحاجات الجيش اللبناني وظروف عمله".
وتابع: "لقد أثبتت فرنسا أنّها شريك صادق وموثوق يدرك خصوصيّة الواقع اللبناني ويقدّر حجم التحدّيات التي يواجهها الجيش، والدليل الأوضح على ذلك هذه المبادرة النوعيّة التي تمّت بالتعاون مع قوّات اليونيفيل. إنّ هذه المساعدة المباشرة التي تصل إلى وحدات الجيش المنتشرة في الجنوب تساهم بفعاليّة في تمكين المؤسّسة العسكرية من تنفيذ مهامّها الوطنية، كما تدعم التزام الدولة اللبنانية بتطبيق القرار 1701 وتثبيت اتفاق وقف الأعمال العدائية".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها