وأشارت المعلومات إلى تجدّد الإشكال بين الأهالي و"اليونيفيل" حين حاولت قوّةٌ من قوّات حفظ السلام الدخول مجدّدًا إلى دير قانون، غير أنّ الإشكال فُضَّ سريعًا.
سلام يُدين
وقد أدان رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، بأشدّ العبارات، الاعتداءات المتكرّرة على قوّة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان "اليونيفيل"، مؤكّدًا أنّ هذه التصرفات "تعرّض أمن واستقرار جنوب لبنان وأهله للخطر وتمسّ بالمصلحة الوطنية". وشدّد الرئيس سلام على "حرص لبنان على التجديد لقوات يونيفيل بما يضمن المضيّ قدمًا في تنفيذ القرار 1701 والحفاظ على الأمن والاستقرار على الحدود الجنوبيّة". كما وجّه سلام الأجهزة المعنيّة إلى "التحرّك الفوري لإيقاف المعتدين على قوات الطوارئ الدولية وإحالتهم إلى القضاء المختصّ".
بيان الخارجية
من جهتها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية في بيانٍ "الاعتداء على أحد عناصر قوّات اليونيفيل"، مؤكدةً "ضرورة عدم التعرّض لسلامة وأمن عناصرها وآلياتها"، وطالبت "بمحاسبة الفاعلين عن هذا الاعتداء المخالف للقوانين اللبنانيّة والدوليّة". وشدّدت الوزارة على "تمسّك لبنان بدور هذه القوّات، ودعم عملها وولايتها ومهامها وفق قرار مجلس الأمن 1701، بهدف الإسهام في حفظ السّلْم والأمن في جنوب لبنان".
بيان "اليونيفيل"
وكانت "اليونيفيل" قد كشفت عن تفاصيل الحادثة الّتي وقعت اليوم بين "أهالٍ" في بلدة الحلوسية وجنودٍ من قوّات حفظ السّلام، بعدما تطوّرت إلى تلاسنٍ وتضارب في سياق حوادث مماثلة شهدتها المنطقة أخيرًا. وأصدرَت البعثة بيانًا أكّدت فيه أنّه "من غير المقبول استمرار استهداف جنودنا"، في مقابل بيانٍ آخر صدر عن بلدية بدياس استنكرت فيه التعرّض للدورية وأشادت بدور "اليونيفيل" في الجنوب.
وجاء في بيان "اليونيفيل" أنّه "صباح اليوم، وأثناء قيام جنود حفظ سلام تابعين لليونيفيل بدورية مُخَطَّط لها بالتنسيق مع الجيش اللبنانيّ، واجهتهم مجموعةٌ من المدنيين في محيط الحلوسية التحتا، جنوب لبنان، وحاولت عرقلة الدورية بوسائل عدوانية، منها رشق الجنود بالحجارة. تعرّض أحدُ جنود حفظ السلام للضرب، ولحسن الحظّ لم تُسجَّل أي إصابات".
وأضاف البيان "ردًّا على ذلك، استخدم عناصر اليونيفيل تدابير غير فتاكة لضمان سلامة أفراد الدورية والموجودين في المكان. وأُبلغ الجيش اللبنانيّ على الفور، فوصل إلى موقع الحادث بعد وقتٍ قصير، وسيطر على الوضع بسرعة، وتمكّنت الدورية من متابعة مهمّتها". وتابع "إنّ حرية الحركة شرطٌ أساسيّ لتنفيذ ولاية اليونيفيل، وتشمل القدرة على العمل باستقلاليةٍ وحياديةٍ كما يبيّن قرار مجلس الأمن 1701. ويُعَدّ أيّ تقييدٍ لهذه الحرية—سواء أثناء القيام بأنشطةٍ عملياتية مع الجيش اللبناني أو من دونها—انتهاكًا لهذا القرار. ومن غير المقبول استمرار استهداف جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل، وتدعو البعثةُ السلطات اللبنانية إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتمكين قوّاتها من أداء مهامها دون عوائق أو تهديد".
تضارب وتلاسن
وكان قد سُجّل إشكالٌ جديد بين "اليونيفيل" و"أهالي" بلدة بدياس؛ إذ دخلت قوّةٌ من البعثة إلى قطعة أرضٍ في البلدة، فاعترض بعض الأهالي طريقها، وحصل تلاسنٌ فتراجعت الدورية وغادرت المكان. وتوجّهت دوريةٌ أخرى إلى قطعةٍ من الأملاك الخاصة على طريق الحلوسية–دير قانون من دون مرافقة الجيش اللبنانيّ، فتجمّع عددٌ من شبّان المنطقة واعترضوا طريقها لإجبارها على المغادرة. وبالرغم من تواصل الأهالي مع قيادة الجيش اللبنانيّ، وقع تضاربٌ وتلاسنٌ بين بعض الشبّان الذين اعتدوا على قوات "اليونيفيل". كما وأُفيد مساءً بأنّ "مجموعةً من الأهالي في بلدة المنصوري- قضاء صور، اعترضت الطّريق أمام دوريّة لـ"اليونيفيل" كانت تمرّ داخل البلدة".
بيان بلدية بدياس
وأعربت بلدية بدياس في بيانٍ عن استنكارها الشديد للحادثة التي وقعت صباحًا، حين اعترض عددٌ من الشبان إحدى دوريات قوّات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل)، ووصفت ما جرى بأنّه "تصرفٌ فرديٌّ مرفوض لا يعبّر عن موقف أهالي البلدة أو أبناء الجنوب عمومًا". وأكدت أنّ بدياس وأهلها يكنّون كلّ الاحترام والتقدير لـ"اليونيفيل" ودورها في حفظ الأمن والاستقرار، مشيدةً بـ"التعاون القائم والبنّاء بين القوّات الدولية والبلدة". وختمت البيان بالتشديد على ضرورة الحفاظ على الهدوء والتفاهم والابتعاد عن أيّ تصرّفاتٍ فردية قد تسيء إلى البلدة أو إلى العلاقة الإيجابية التي تربطها باليونيفيل.
شهيدان في شبعا
تزامنًا مع هذه الأحداث، تتصاعد وتيرة الاستهدافات الإسرائيليّة جنوبًا؛ فقد شهدت أطراف شبعا اليوم اعتداءً مزدوجًا، إذ نفّذت طائرةٌ مسيّرة إسرائيلية غارةً استهدفت مواطنين في البلدة، ما أدّى إلى استشهاد المواطن محمد كنعان ونجله العسكريّ في الجيش وائل، وإصابة نجله الآخر هادي. وقبل الغارة، أطلقت القوّات الإسرائيليّة النار على الضحايا لمنعهم من الوصول إلى أطراف شبعا حيث اعتادوا رعي مواشيهم.
ونقل الصليب الأحمر اللبنانيّ جثماني الشهيدين والجريح الثالث من المكان المستهدف. ويُذكر أنّ شقيق محمد كنعان كان قد استُشهد في المنطقة ذاتها خلال العدوان المستمرّ بينما كان يرعى قطيعه. وأعلن مركزُ عمليات طوارئ الصحة العامّة التابع لوزارة الصحة، في بيان، أنّ "الغارة التي شنّتها مسيَّرةٌ للعدو الإسرائيلي على بلدة شبعا أدّت إلى سقوط شهيدين وإصابة شخصٍ بجروح".
إلى ذلك، أعلن المتحدّث باسم الجيش الإسرائيليّ أفيخاي أدرعي، في بيانٍ صحافيّ أنّ قوات جيش الدفاع :قضت، في وقتٍ سابق اليوم، على أحد عناصر حزب الله وعنصرٍ آخر في تنظيم السّرايا اللّبنانيّة الذي يعمل بتوجيه من حزب الله"، وذلك خلال عملية عسكريّة في قرية شبعا بجنوب لبنان. وأفاد البيان بأنّ "العنصرين كانا متورّطَين في استخدام أسلحة وظّفها حزب الله لأغراضٍ إرهابية، كما قاما بعمليات استطلاع استهدفت قوّات جيش الدفاع المنتشرة في المنطقة". وشدّد أدرعي على أنّ "هذه الأنشطة تُعدّ خرقًا فاضحًا للتفاهمات القائمة بين إسرائيل ولبنان"، مؤكّدًا أنّ الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل لإزالة أي تهديد يستهدف دولة إسرائيل.
مساءً، توغّلت قوّة تابعة للجيش الإسرائيليّ، مدعومة بآليتين وجرافة مجنزرة، داخل الأراضي اللبنانيّة في منطقة كروم المراح شرقي بلدة ميس الجبل، بعد أنّ خرقت السّياج التقنيّ.
تقرير إسرائيليّ
هذا وكشفت "القناة 14" الإسرائيليّة، اليوم الثلاثاء في تقرير لها، عن إخفاقات حكوميّة كبيرة في التعامل مع تداعيات الحرب على الجبهة الشماليّة، والّتي أثرت بشكلٍ غير مسبوق على مئات الآلاف من سكّان شمال إسرائيل. وأشار التقرير إلى أنّ التداعيات كانت استثنائيّة من حيث النطاق الواسع والشدّة والمدّة الطويلة. كما انتقد الفشل المستمر للحكومة في تقديم حلول فعّالة لأزمة النازحين وتأمين احتياجات السكّان المتضرّرين، رغم مرور أشهر على تصاعد التهديدات الأمنيّة في المنطقة.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها