الخميس 2025/05/08

آخر تحديث: 00:11 (بيروت)

"الصمدان" وجهًا لوجه: انتخابات بخعون تحاكي الاشتباك النيابي المُقبل

الخميس 2025/05/08
"الصمدان" وجهًا لوجه: انتخابات بخعون تحاكي الاشتباك النيابي المُقبل
يغيب الطابع الحزبي المباشر عن المعركة في ظل انسحاب تيار المستقبل من المشهد البلدي(علي لمع)
increase حجم الخط decrease
تستعد بلدة بخعون، كبرى بلدات قضاء الضنية على المستويين البلدي والديمغرافي، لخوض استحقاق بلدي مفصلي يوم الأحد المقبل، يتمثل بانقسام عمودي حاد بين لائحتين متنافستين: "بخعون عائلتي" المدعومة من النائب جهاد الصمد (8 آذار)، و"كلنا بخعون" المدعومة من النائب عبد العزيز الصمد (تيار المستقبل).

ويبلغ عدد الناخبين في البلدة 9148 ناخباً، موزعين على ثلاث عائلات رَئيسة هي آل الصمد، آل محيش، وآل جبارة. وقد استقر العرف منذ عام 1953 على تولي أحد فروع عائلة محيش رئاسة البلدية، فيما يكون المقعد الاختياري من نصيب آل الصمد، باعتبار أن المختار كان الواجهة الأولى للبلدة حينها. على أن يحظى آل جبارة بوظيفة إدارية رسميّة (كاتب البلدية).

صراع داخلي…تحت سقف العرف
عائلة محيش يتفرّع منها عائلات: يوسف، وعبيد، وديب، وجمال، والغول. وتبعاً للتفاهمات التاريخية، تنتقل رئاسة البلدية دورياً بين هذه الأفخاذ، وفي هذه الدورة كانَ من المفترض أن يرسو الدور على آل الغول. إلا أن هذا الإجماع الداخلي لم يمنع انقساماً رأسياً بين أفراد الفخذ نفسه، فانبثقت لائحتان يقودهما أبناء العم: عبد الرزاق الغول في لائحة "بخعون عائلتي"، وعلاء الغول في "كلنا بخعون".

ولعل أبرز مفاجآت الانتخابات الحالية خرق لائحة "بخعون عائلتي"، المدعومة من جهاد الصمد، العرف المتعلق بنائب الرئيس. فقد كان منذ عام 1953حكراً على آل شاكر الصمد، أحد أفخاذ عائلة الصمد. لكن "بخعون عائلتي" قرر تقاسم هذا المنصب بين قاسم بكري الصمد (من آل حمدة الصمد) لمدة ثلاث سنوات، وعلي محمد خضر شاكر (من آل شاكر الصمد) لثلاث سنوات أخرى، ما اعتُبر خطوة غير مسبوقة في تقاسم السلطة داخل المجلس البلدي.

معركة لوائح بالأسماء والعائلات
تضم لائحة "بخعون عائلتي" عبد الرزاق الغول (رئيساً)، وقاسم بكري الصمد وعلي محمد خضر شاكر (نائبا الرئيس بالتناوب)، وإيهاب محمود الصمد، وماجد يوسف الصمد، وعبد المطلب عباس الصمد، ومحمد حكمت الشعار، ومصباح عبيد، ومحمد رهيف يوسف، وعلي جمال الشيخ، ورضوان أيوب، وخليل البب، ويحيى الشرقاوي، وغسان جبارة، ومظهر ديب، وهشام جمال، وأحمد ورور.

أما لائحة "كلنا بخعون" فهي برئاسة علاء الغول وتضم خضر رضوان شاكر (نائباً للرئيس)، وأحمد ممتاز شاكر الصمد، ومحمد مصطفى الصمد، ونوح جمال، ومهاد ديب، وآلاء البياع، ومهند جبارة، وصفية جبارة، ومروان عبيد، ومحمد زياد خالد، وعبد الرحمن الغول، وهشام الشعار، وإبراهيم البب، وعماد مصباح الشيخ إبراهيم، وفواز راشد الصغير، وعبد الناصر عثمان.

ومع تقاسم اللائحتين لعائلات محيش والصمد وجبارة تتجه الأنظار إلى العائلات الصغرى، التي ترجّح من يحسم المعركة. وتشير المعطيات إلى أن هذه الكتلة الصامتة "توزن بميزان الذهب"، ويسعى كل طرف لاسترضائها واخذ النصيب الأوفر منها بشتّى السبل.

محاولة التوافق بين الصمدين
ما يُميز هذه المعركة البلدية هو غياب الطابع الحزبي المباشر، في ظل انسحاب تيار المستقبل من المشهد البلدي، رغم ارتباط النائب عبد العزيز الصمد تاريخياً بـ"التيار الأزرق" وتماهي النائب جهاد الصمد (تاريخياً 8 آذار) مع غالبية مواقف التي ينادي بها "المستقبل".

حتى وقت قريب، ظلّت الآمال معقودة على ولادة لائحة توافقية واحدة تحفظ العرف وتجنب البلدة انقساماً حاداً. فزيارة وفد منسقية تيار المستقبل في الضنية، بتوجيهات من القيادة المركزية، عُدّت مُبادرة جدّية. وقد لاقت أصداء إيجابية أولية، غير أن خلافات حول اختيار الأسماء والتوزيع العائلي، إضافة إلى اشتباك النفوذ بين الصَمَدَين، حالت دون الوصول إلى اتفاق شامل.

ورغم أهمية التوافق كضمان للاستقرار البلدي ومنع الانقسام المجتمعي، إلا أن أصواتاً داخل البلدة رأت فيه خطراً يكرّس المحاصصة ويمنع الإصلاح والتجديد. وعلى هذا الأساس، جاءَ الانقسام: بين من يعتبر "التوافق أفضل من المعركة"، ومن يرى في "التنافس فرصة لاختيار الأكفأ".

ولعل البعض يقرأ في معركة بخعون البلدية ما قد تؤول إليه من نتائج تمهّد لمعركة أكبر في الاستحقاق النيابي المقبل.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها