في المشهد المدني، برزت لائحة "للفيحاء" برئاسة سامر دبليز، وهي ذات طابع مدني علماني وتضم شخصيات معروفة بتوجهها العلماني ولديها باع طويل في العمل البلدي والمدني في طرابلس. وهي بخلاف لائحة "نسيج طرابلس"، التي يرى فيها كثيرون أن الطابع الذي يطغى على مرشحي اللائحة هو الطائع الإسلامي، وإن كان معتدلًا. كما تضم شخصيات مدنية وكفاءات عالية عملت لسنوات في خدمة المدينة على الصعيدين الإنمائي والبلدي.
وتشهد الانتخابات البلدية في طرابلس معركة ضارية بين اللوائح، بانتظار يوم الأحد 11 أيار. ومن الهواجس البارزة في بلدية طرابلس تحقيق التوازن الطائفي في تمثيل مختلف المكونات في المجلس المكون من 24 عضوًا، عبر انتخاب ما لا يقل عن عضوين مسيحيين وعضوين من الطائفة العلوية.
وبحسب معلومات "المدن"، تدور المعركة البلدية بشكل رئيسي بين ثلاث لوائح: رؤية طرابلس، نسيج طرابلس وحراس المدينة، مع إمكانية تحقيق لائحة للفَيحاء بعض الخروقات، رغم أن الخصوم يرون أنها تعاني من ضعف حظوظ مرشحها برئاسة المجلس البلدي.
لائحة الحلف السياسي
بعد خلافات طويلة وعميقة، تمكن ريفي وكرامي وكبارة والأحباش، من التوصل إلى اتفاق على تشكيل لائحة "رؤية طرابلس"، برئاسة كريمة، وهو عضو حالي في المجلس البلدي، ويشوب أداءه الكثير من الشبهات. ويعتبر خصوم هذه اللائحة، أن كريمة لم يثبت جدارته خلال عمله البلدي في مجلس تأثرت قراراته بالخلافات الشخصية، ما أدى إلى سحب الثقة منه وتغيير رئيسه مرتين بين الرئيسين رياض يمق وأحمد قمر الدين.
وتفيد معلومات "المدن"، أن رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، يدعم سراً أيضًا لائحة التحالف السياسي، من خلال تجيير أصوات قاعدته الشعبية لصالحها. وهناك معلومات تشير إلى أن النائب إيهاب مطر، ورغم دعمه للائحة "نسيج طرابلس"، إلا أنه يجري لقاءات سرية لدعمها أيضاً، حفاظًا على علاقاته مع السياسيين للانتخابات البرلمانية المقبلة، وعلى رأسهم مع ميقاتي الذي يعد حليفه الأبرز في الشمال.
وجرى الإعلان عن لائحة "رؤية طرابلس" في 5 أيار، بعد مباحثات شاقة. وأعلنت عن برنامج انتخابي يتعلق بالبنية التحتية والتنظيم المدني والاقتصاد المحلي والتنمية، والصحة والخدمات الاجتماعية والبيئة.
وإلى جانب المرشح كريمة، تضم اللائحة 23 مرشحاً، معظمهم من العائلات التقليدية لطرابلس، وهم: أحمد البقار، أمين مقدم، إسبيرو سميرة، بلال حسين، توفيق العتر، توفيق ناجي، خالد كبارة، خضر شعراتي، رؤوف ضناوي، رولا عوض، رشيد شبطيني - سالم حلبي، عمار كبارة، عبد الله نابلسي، عادل عثمان، فادي الكيلاني، فلاح النمل، كريم مبيض، ماهر باكير، مروان صابونجي، محمد بكري، ميرنا زيني ومحمد نصار.
لائحة نسيج طرابلس
بعد فشل الوساطات ومحاولات تشكيل لائحة واحدة تجمع بين "نسيج طرابلس" برئاسة وائل زمرلي و"حراس المدينة" برئاسة خالد تدمري، أعلنت "نسيج طرابلس" عن لائحتها، وهي تتميز بحراك شعبي واسع لجذب الأصوات الناخبة، لا سيما في الأحياء الشعبية.
وفي بيان إعلان اللائحة، أشارت إلى أنها تضم "مجموعة من أبناء وبنات المدينة من خلفيات مهنية متعددة، تشمل الهندسة والتعليم والعمل الإغاثي والحرف والمبادرات المحلية، وهي لائحة مستقلة لا تنتمي إلى خلفيات سياسية أو طائفية، بل انطلقت من الحاجة إلى مقاربة مختلفة في إدارة الشأن البلدي".
وإلى جانب زمرلي، تضم اللائحة 23 مرشحاً معظمهم أيضًا من العائلات الطرابلسية التقليدية، وهم: أحمد فردوس، أنس القاري، إقبال ناصر عويضه، باسم زودة، باسم عساف، جلال الست، رنا علي، رويدا الرافعي، سامر خلف، سبيرو سميرة، صفوان شهال، طه محمد يحيى ميقاتي، عبد الله زيادة، عبد الرحمن دبوسي، عصمت صالح، مايا صافي، محمد إبراهيم (درويش)، محمد حروق، محمود سليمان، مصطفى فخر الدين، هيثم سلطان ووائل ووليد الحمصي.
لائحة حراس المدينة
رغم بروز "حراس المدينة" في السنوات الماضية، كأحد أبرز الحركات المدنية الناشطة في طرابلس، إلا أن هناك العديد من الشبهات التي أثيرت حول أدائها وعلاقاتها سواء بالسياسيين أو بالأجهزة الأمنية. بالإضافة إلى النزعة الانتقامية لرئيس حراس المدينة الدكتور بديع مطر، الذي كان يعمل في السابق مع "نسيج طرابلس" وتركها بسبب خلافات شخصية كبيرة وصلت إلى حد تبادل الاتهامات بين الطرفين.
وفي العام الماضي، انسحب مطر أيضًا من عضوية مجلس إدارة أوقاف طرابلس، ثم انضم لاحقًا إلى حراس المدينة ومدّها بدعمه ماليًا، بعد انفصاله عن "عمران" (نسيج طرابلس).
ويرأس لائحة "حراس المدينة" عضو البلدية الحالي المهندس خالد تدمري. وتضم إلى جانبه كل من: مؤمن دبوسي، يوسف سلطيه، أحمد حلواني، عبد الرحمن الصمدي، أحمد إبراهيم، رأفت الصوفي، مايا طرابلس، أحمد عبد الله، نبراس نجا، إبراهيم العبيد، وليد مطر، حسام بزال، عيسى زويتيني، حسام الشامي، فراس شعراني، إبراهيم حمزة، إيهاب مجذوب، سعيد خضر، محمد تامر، رنا الزعبي، رهيف صوراني، كاظم طحان ودوره عريضه.
لائحة للفيحاء
في صورة مفاجأة، أعلن مجموعة من المرشحين المدنيين عن لائحة غير مكتملة "للفيحاء" برئاسة سامر دبليز، وهي تحمل برنامجًا متقدمًا في الإنماء البلدي. ويعرف المرشحون اللائحة بأنها تضم رجالاً ونساء وشباناً وشابات غير مرتهنين ومن مختلف الاختصاصات، ويحملون برنامجاً واقعياً وعملياً يحاكي حاجات المدنية وتطلعات أهلها.
وتضم اللائحة 15 اسمًا، إلى دبليز وهم : احمد يوسف، شادي عرداتي، إبراهيم غزال، ايلي بورصان، مصباح رجب، مروى الملقي، نذير حلوان، توفيق علوش، رانيا الجمل، محمود ضاحي، علي جوهر، خالد الحجة، هادي الكردي وسمير الحسن.
لائحتا الساعات الأخيرة
في الساعات الماضية، شهدت طرابلس إعلان لائحتين جديدتين، وذلك ضمن مشهد انتخابي متصاعد. اللائحتان تشكلتا بعد أن تمسك مرشحوها بترشحهم، رغم انسحاب العديد من المرشحين الذين لم يتمكنوا من الانضمام إلى أي لائحة أخرى.
الأولى هي لائحة "سوا لإنقاذ طرابلس" برئاسة محمد مجذوب، وهي لائحة غير مكتملة تضم 21 مرشحًا، لكنها تفتقر إلى أي مرشح مسيحي. وأشار المرشحون في بيانهم إلى أنهم يمتلكون برنامجًا فعالًا يمتد على مدى ست سنوات ويشمل مجالات الأمن والإنماء والاقتصاد والبيئة.
أما اللائحة الثانية، فقد تشكلت في الساعات الأخيرة تحت اسم "طرابلس عاصمة" برئاسة أحمد مصطفى ذوق، وهي تضم 23 مرشحًا.
الحظوظ الضائعة
هكذا إذن، تشكل مشهد الانتخابات البلدية في طرابلس. وفي حال تمكنت القوى السياسية من ضمان تصويت بلوكات انتخابية لصالح لائحة "رؤية طرابلس"، فقد تكون حظوظها كبيرة، لا سيما أن أطرافها يمتلكون ماكينات انتخابية قوية، ولديهم خبرة واسعة في التنظيم والتمويل، خلافًا للوائح المجتمع المدني.
كما يروج داعمو لائحة "رؤية طرابلس" في الأوساط أنها تحظى بدعم سعودي عبر النائب فيصل كرامي والأحباش، علمًا أنه لا توجد معطيات موثوقة تؤكد وجود أي تمويل ودعم خارجي لهم.
أما المعضلة الأبرز التي تواجه جميع اللوائح فهي التمويل، إذ تتحدث بعض المعلومات عن لجوء بعض المرشحين إلى تقديم خدمات ووعود ودفع بعض "الرشاوى" للمفاتيح الانتخابية في الأحياء الشعبية من أجل حشد الأصوات.
ومن السيناريوهات المرجحة أيضًا، توجه شريحة كبيرة من الناخبين في طرابلس إلى تشكيل لوائحها الخاصة والتصويت لمرشحين من لوائح مختلفة. مما قد يجعل المشهد الانتخابي مفتوحًا على احتمالات عدة، وقد تتباين النتائج بشكل كبير عن التوقعات الحالية.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها