وإذْ تستمرّ الاعتداءات الإسرائيليّة وتتوالى أعداد الشهداء والإصابات البالغة، فإنّه بعد أسبوعين على إصابة الشابة نوال صافي عوض، ابنة مدينة صور، أُفيد اليوم عن استشهادها متأثّرةً بجراحها الّتي أُصيبت بها خلال الغارة بالطيران الإسرائيليّ المُسيَّر الّتي استهدفت مدينة صور قبل نحو أسبوعين.
مخلّفات العدوان
على صعيدٍ آخر، عثر الجيش اللّبنانيّ في سهل القليلة جنوبيّ لبنان على قذائف قيد التجهيز لإطلاقها، لكن من دون العثور على أشخاص في محيطها. وبعد الكشف عليها تبيّن أنّها من مخلّفات العدوان الإسرائيليّ، وكانت تستلزم عملياتٍ إضافية لتصبح جاهزة للإطلاق.
صاروخ كفرتبنيت
توازيًّا، سُمع ظهر اليوم دويّ انفجارٍ اعتقد كثيرون أنّه ناجم عن استهداف طائرة مسيَّرة معادية لأحد المنازل في الأطراف الجنوبيّة لبلدة كفرتبنيت، ليتبيّن بعد المتابعة أنّه، ونتيجة حريقٍ في مكبٍّ للنفايات في المنطقة، انفجر صاروخ مُرمى في المكبّ، وتطاير مقذوفه باتجاه منزلٍ يعود لآل جابر في الطريق الجنوبي لكفرتبنيت، مخترقًا جداره ومتسبّبًا بأضرارٍ داخله.
إلى ذلك، صدر عن "اليونفيل" بيان، أكدّت فيه أنّها "تواصل رصد الوجود الإسرائيليّ والضربات الجويّة الّتي تستهدف الأراضي اللّبنانيّة". وشدّدت اليونيفيل على أهمية احترام جميع الأطراف للقرار 1701، محذرةً من أنّ أي تصعيد قد يعرض الاستقرار الهشّ في لبنان للخطر.
أورتاغوس: نزع سلاح "حزب الله" شرط
من جهتها، شدّدت نائبة المبعوث الأميركيّ إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، على أنّ "على لبنان نزع سلاح حزب الله بالكامل"، واصفةً الحزب بأنّه "سرطان" يجب استئصاله "إذا أراد لبنان التعافي" . وفي مقابلة تلفزيونيّة، أكّدت أورتاغوس أنّ "إيران جرّت المنطقة إلى مرحلة خطرة من عدم الاستقرار"، مشيرةً إلى أنّ "الجيش اللّبنانيّ قادر، بإمكاناته الحالية، على تنفيذ عملية نزع السلاح".
ورأت المسؤولة الأميركيّة أنّ "الطريق الوحيد لخروج لبنان من أزمته هو رفض أيّ دور لإيران وحلفائها"، كاشفةً عن "توقعات متفائلة في واشنطن حيال الدور الذي قد يضطلع به رئيس مجلس النواب نبيه بري في المرحلة المقبلة". وفي الملف الاقتصاديّ، أوضحت أورتاغوس: "نتوقّع إصلاحات في لبنان، لكن لصبر إدارة الرئيس دونالد ترامب حدود"، مؤكدةً رغبة واشنطن في أنّ "يشعر اللبنانيون بالأمان عند إيداع أموالهم في المصارف". وأشارت إلى أنّها أبلغت المسؤولين اللبنانيين "عدم التعويل على اجتماع البنك الدولي قبل إقرار الإصلاحات في مجلس النواب"، مضيفةً أنّ "على المسؤولين اللبنانيين أن يبرهنوا للبنك الدولي جديّتهم بالأفعال، لا بالأقوال".
لقاءات عون
سياسيًّا، استقبل رئيس الجمهوريّة جوزاف عون، ظهر اليوم في قصر بعبدا وزير الدفاع اليوناني نيكولاوس ديندياس، بحضور وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى. وأكدّ الرئيس عون خلال اللقاء أنّ العلاقات اللبنانية‑اليونانية "متجذّرة في التاريخ"، وأنّ التعاون بين البلدين يشمل مجالات عدة، معلنًا عزمه على "تفعيل هذه العلاقات وتطويرها لما فيه مصلحة البلدين الصديقين اللذين تجمعهما قواسم مشتركة كثيرة". ونوّه عون بالتعاون القائم بين الجيشين اللّبنانيّ واليونانيّ، مثنيًا على مساهمة اليونان في القوّة البحريّة العاملة ضمن قوّات "اليونيفيل". كما رحّب بأيّ دعم تقدّمه أثينا للمؤسسات العسكرية اللّبنانيّة، "لأنّه دليل على الحرص المتبادل على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى متقدّم".
وعرض الرئيس اللبناني لضيفه الوضع في الجنوب، مشيرًا إلى الدور الذي يضطلع به الجيش في القرى والبلدات التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي أخيرًا. ولفت إلى أنّ استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، وعدم الانسحاب من "التلال الخمس"، وعدم إطلاق الأسرى اللبنانيين، يشكّل انتهاكًا لقرار مجلس الأمن 1701 وللاتفاق الذي أُبرم في تشرين الثاني الماضي، ما يهدّد الاستقرار في المنطقة.
كما تطرّق عون إلى لقائه الأخير في باريس مع رئيس الوزراء اليونانيّ كيرياكوس ميتسوتاكيس، بحضور الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون والرئيس القبرصيّ نيكوس خريستودوليدس، وما جرى بحثه في إطار التعاون الثلاثيّ بين لبنان واليونان وقبرص. وتناول البحث أيضًا الوضع على الحدود اللّبنانيّة‑السّوريّة. من جهته، أعرب الوزير ديندياس، الذي رافقته سفيرة اليونان في لبنان ووفد مرافق، عن سعادته بلقاء الرئيس عون، مهنئًا إياه بتسلّمه مهامه الرئاسية، ولافتًا إلى أنّ انتخابه "أحدث ارتياحًا واسعًا لدى الشعب اللبناني وأصدقائه حول العالم، وفي مقدّمهم الشعب اليوناني". ونقل تحيّات رئيس الوزراء اليوناني، مؤكدًا استعداد بلاده لتقديم الدعم اللازم للقوات المسلحة اللبنانية وفق حاجاتها والاستفادة من الخبرة اليونانية في مجالات عسكرية متعددة، ولا سيّما في ما يتعلّق بتطوير البنى العسكرية.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها