1975- 2025، هي رحلة في زمن مضى ولم يمض. زمن الخواف اللبناني المستحضر عند كل محطة أو مفصل. خمسون سنة على حرب توقف رصاصها وقنابلها وقذائفها، لكنها هي لم تتوقف، تتخذ أشكالها المتعددة، طالما لم ينجح اللبنانيون في الخروج عن أسبابها والانتقال إلى دولتهم الوطنية بشرعيتها الكاملة وديمقراطيتها المحترمة. عند أول انقسام سياسي، أو اختلاف يتحول إلى خلاف، يتجدد الاستقطاب الطائفي الذي يحيي الخوف من الانفجار الجديد، ليتعايش اللبنانيون مع "فوبيا" الحرب الدائمة.
يكتسب مرور خمسين عامًا على ذكرى اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية أهمية خاصة. فلقد ساهمت السرديات المتناقضة في تشكيل واقع سياسي واجتماعي مُثقل بإرث الانقسام، مما يُبقي المجتمع اللبناني منشغلًا بالماضي على حساب التوجه نحو المستقبل.
فُرض النسيان على الصعيد الرسمي بعد إقرار قانون العفو العام في عام 1991، مما حرم اللبنانيين من العدالة الانتقالية الضرورية في مسار إعادة بناء المجتمعات المتناحرة. وعلى مرّ السنوات، روجت الدولة لمحاولات كتابة سردية تعليمية عن الحرب ضمن كتاب تاريخ موحد، كوسيلة لتبرير العفو الذي ألغى العدالة. إلا أن هذه المبادرات كانت غالبًا ما تنتهي بإعادة إنتاج الانقسامات الرئيسية التي ميّزت الحرب نفسها.
ضد النسيان، وضد ديمومة أسباب الحرب، وطمعاً بخاتمة تتيح بداية المستقبل، كان هذا العدد الورقي الخاص من "المدن"، كوثيقة وشهادة، ومساهمة في تذكر الماضي وفي تجاوزه في آن معاً.
لتصفّح العدد (أنقر هنا)
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها