الأحد 2025/04/13

آخر تحديث: 11:29 (بيروت)

ماكرون بذكرى الحرب: يمكن للبنان الخروج من حروب الآخرين

الأحد 2025/04/13
ماكرون بذكرى الحرب: يمكن للبنان الخروج من حروب الآخرين
ماكرون: فرنسا تقف إلى جانب لبنان من أجل المضي قدمًا في هذا الاتجاه (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
شارك الرئيس الفرنسي بتسجيل موقف في الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية في لبنان، فكتب عبر حسابه على "إكس": "منذ خمسين عامًا، اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية. في هذه الذكرى الحزينة، أحيّي جميع ضحايا ذلك الصراع الرهيب سواء من قضوا، أم من هم في عداد المفقودين ومن أجبروا على مغادرة وطنهم". ماكرون أضاف: "يمكن للبنان اليوم أن يخرج من حروب الآخرين، وأن يبني السلام والوئام الدائمين، في ظل دولة قوية وذات سيادة". وأكد أنّ فرنسا "تقف إلى جانب لبنان والشعب اللبناني من أجل المضي قدمًا في هذا الاتجاه". 

البابا فرنسيس: ليعيش في سلام وازدهار
كذلك استذكر البابا فرنسيس ذكرى الحرب الأهلية في لبنان وقال: "نتذكر لبنان الذي اندلعت فيه الحرب الأهلية لخمسين سنة خلت ليتمكن من أن يعيش في سلام وازدهار". 

سلام: الذكرى علمت فينا 
محلياً، ومن الساحة التي لطالما جمعت كل اللبنانيين، أكدّ رئيس الحكومة نواف سلام، بعد وضع إكليل على نصب الشهداء في وسط بيروت في الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية، على أهمية وحدة اللبنانيين، وقال "هذه ساحة شهداء كل لبنان التي طالما جمعت بين اللبنانيين. ويهمنا أن نستعيد ثقة اللبناني وأن نسهم في عملية الاصلاح". وأضاف سلام أنّ "هذه الذكرى علمت فينا ونتعلم منها في ألا نعيد ما كابده أهلنا. وحان الوقت لبناء دولتنا والثقة بها. وهذا الأمر مطلوب منا نحن المسؤولين عن هذا البلد".

وتطرق سلام إلى جملة من المواضيع منها زيارته إلى سوريا، إذ أكد على أنّ قضية المخفيين اللبنانيين في السجون السورية ستكون من ضمن المباحثات خلال زيارته غدا الى سوريا، وقال "نتمنى أن أعود بأخبار طيبة عن المخفيين في سوريا، وغدا أخبركم بالمزيد بشأن هذا الموضوع".

وعن الوضع في الجنوب، قال: "لا داعي لبقاء اسرائيل في هذه النقاط لأننا في زمن الأقمار الاصطناعية وبإمكان الجميع أن يعرف ما يجري على الأرض من دون أن يضع النقاط ويحتل". وفيما يتعلق بقانون السرية المصرفية، قال: "هناك من استفاد من السرية المصرفية لتبييض الأموال وأهمية الإصلاح في هذا الجانب أنه يسهم في استعادة الودائع".

ذكرى الحرب
وكان سلام كتب في ذكرى الحرب، على منصة "أكس"، مستذكراً التاريخ وداعياً إلى دقيقة صمت وطنية شاملة في هذه المناسبة، وقال: "في الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب اللبنانية، نقف اليوم لا لنفتح جراحًا، بل لنسترجع دروساً يجب ألا تنسى. كل الانتصارات كانت زائفة، وكل الأطراف خرجت خاسرة مهما تباينت الآراء حول أسباب الحرب، فهي تتقاطع عند مسألة غياب الدولة أو عجزها. لا دولة حقيقية إلا في احتكار القوات المسلحة الشرعية للسلاح".

وتابع سلام: "فلنطبق بنود الطائف بالكامل، ونصوّب ما طبق خلافا لروحه ونسد ثغراته. دولة تحفظ الذاكرة لنتعلم من ماضينا كي لا نكرر أخطاءنا، مسؤولية الدولة أن تعالج ملفات المفقودين والمخطوفين بجدية وشفافية. دعوة إلى دقيقة صمت وطنية شاملة ظهر 13 نيسان تحت شعار: منتذكر سوا لنبني سوا. فلنجعل من الذكرى الخمسين نقطة تحوّل... ولننظر معاً إلى لبنان جديد، يليق بتضحيات أبنائه".

باسيل: تقدمنا بقانون لكشف مصير المفقودين
من جهته، أشار رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في "دقيقة مع جبران" ولمناسبة الحرب، إلى أنه في 13 نيسان 1975 اندلعت حروب فجرت لبنان". وتابع: "صحيح أنّها كانت حروب الآخرين على أرضنا ولكنها كانت أيضا حروبنا على بعضنا البعض بسبب فشل دولتنا"، مؤكدا أنّ "الجميع دفع الثمن لناحية موت أشخاص وإصابة آخرين وخسارة الناس لأموالها، ولكن الأصعب الناس الذين فُقِدوا وإلى اليوم لا يزال مصيرهم مجهولا".

وأشار باسيل إلى أن " التيار الوطني الحر تقدم بقانون لكشف مصير المفقودين"، وأردف: "اننا في التيار الوطني الحر لم نكن في أي يوم ميليشيا ولن نكون، بل نقف إلى جانب الدولة والجيش والشرعية واليوم نجدد دعمنا لرئاسة الجمهورية وكل المؤسسات الدستورية والشرعية على حساب أي ميليشيا. لذا عندما تفشل الدولة وتفوز الميليشا نعود حكما إلى الحرب"، مضيفا: " إمّا نتفق على إصلاح الدولة وتحييد لبنان وحمايته من خلال قوته او نعود إلى 13 نيسان جديدة مع ضحاياها ودمارها". ورأى  أن "مقاومة الاحتلال حق، ولكن الواجب هو بناء دولة تمنع وقوع الاحتلال ومقاومته اذا حصل، فالكل قاتلوا وتقاتلوا وقَتلوا وقُتلوا ".

بلاسخارت: بلد التسامح والتعايش
وفي الذكرى الـ50 لاندلاع حرب لبنان، كتبت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جنين هينيس بلاسخارت عبر منصة "إكس": "تابعتُ مأساة الحرب الأهلية اللبنانية من بعيد وأنا أعيش في بيروت الآن، وأرى آثاراً للدمار الذي خلفته". وأضافت: "لكن هذه المدينة تُعدّ أيضاً شاهداً حيّاً على الإرث العريق لهذا البلد في التسامح والتعايش، وأعتقد أنّ هذا هو الإرث الذي سيدوم".


الراعي: للتعلم من أخطاء الماضي
وفي عظة قداس أحد الشعانين استذكرالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذكرى التي وسمت لبنان بطابع الخلاف، وأشار إلى أنّه تزامناً مع مناسبة الشعانين "يصادف اليوم مرور 50 عاماً على اندلاع الحرب الأهلية في لبنان، الحرب التي مزّقت حياتنا وطفولتنا وشبابنا، وشوّهت علاقاتنا بلبنان وبعضنا ببعض". وشدد الراعي على أنّ "لبنان طوى صفحة الحرب الأهلية، واليوم يطوي صفحة الخروج عن الشرعية ومحاربته، لكن طي الصفحات لا يكفي، إذ لا بد من قراءة الوقائع التي أوصلتنا إلى هذه الحال والتعلم منها، لأن من لا يفهم أخطاءه يكررها، ولا وقت للتكرار بعد اليوم".
ودعا الراعي إلى إعادة دراسة ما حصل، والمضي في طريق "المصالحة والمصارحة حتى نتخطى هذه المرحلة، تمامًا كما نجحت بلدان أخرى في ذلك"، معتبراً أنّ هذه العملية "تُسمّى تنقية للذاكرة".

عودة: لدولة قوية
وترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عوده قداس الشعانين في كاتدرائية القديس جاورجيوس بحضور حشد كبير من المؤمنين، وقال "اليوم ذكرى بدء الحرب المشؤومة التي خلفت دمارا وخرابا وحصدت أرواحا بريئة وندوبها لما تندمل بعد. صلاتنا أن يكون اللبنانيون قد تعلموا من دروس الماضي وأن تكون صور الحرب محفورة في ذاكرتهم كي لا تتكرر، وأن يشدوا العزم من أجل بناء دولة قوية موحدة لا تزعزعها رياح حرب أخرى، ولا تقوى عليها يد الشر فتخربها، وتبعثرها وهي لم تنهض بعد".


increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها