وتابع قائلًا إنّه "قدّم للجيش تقارير عن كلّ التحقيقات، وطرح فيها المشكلات التي وجدها والحلول التي أوصى بها"، مضيفًا أنّ "الجيش عالج معظم القضايا واستثمر في ذلك الكثير من الأموال، لكن بسبب الثقافة التنظيمية المعيبة، تدهور بعض تلك القضايا مرة أخرى". ولفت إلى أنّه في عام 2018 طلب منه وزير الجيش آنذاك أفيغدور ليبرمان فحص جاهزية الجيش الإسرائيلي للحرب في قيادة المنطقة الشماليّة أمام حزب الله على الحدود مع لبنان، وأمام السوريين في هضبة الجولان، موضحًا أنّه قام بزيارة جميع مواقع الجيش على مستوى السرايا على طول الحدود مع لبنان وسوريا.
وأكّد على أنّ النتائج كانت صادمة للأسوأ، إذ تبيّن وجود نقصٍ مطلقٍ في الجاهزية لشن حرب، سواء على صعيد الدفاع أم الهجوم، مشيرًا إلى أنّه عرض النتائج القاسية على ليبرمان، الذي استدعى بدوره رئيس الأركان في حينه غادي أيزنكوت، وقائد المنطقة الشماليّة آنذاك الجنرال يوئيل ستريك، لاستيضاح الأمور.
وأردف قائلًا: "بدلًا من أن يقبل رئيس الأركان وقائد المنطقة الشماليّة نتائج الفحص ويسرعا إلى إصلاحها، حاولا التملّص من النتائج القاسية، وقدّما مبرّراتٍ عديدة ومختلفة خلال فترة خدمتهما، في حين أنّه لم يتم فعل أيّ شيءٍ لتحسين الوضع".
وتطرّق إلى زيارة مراقب الدولة متنياهو أنغلمان في تموز 2023، لفحص استعداد الجيش لمواجهةٍ مع حزب الله، قائلًا إنّ "الوضع مقلق" نتيجة الإخفاق في جاهزية الجيش للحرب في قيادة المنطقة الشماليّة على طول الحدود مع لبنان. ولفت إلى أنّ هذا الفحص سبق هجوم حركة حماس، مشدّدًا على أنّه خلال سنواتٍ، صَدرت عشرات التقارير التي تؤكّد عدم جاهزية الجيش للدفاع أو الهجوم في المنطقة الشماليّة. ورأى أنّ الفشل في الاهتمام بالحدود أمرٌ مشتركٌ بين الحدود الشماليّة والحدود الجنوبيّة، مؤكّدًا أنّ "إسرائيل نجت بمعجزةٍ فقط من كارثة على الجبهة الشماليّة، كما حدث في الجنوب".
وتابع بقوله: "فشل السابع من تشرين الأول هو فشلٌ مشتركٌ بين الشمال والجنوب، والفرق في النتائج الصعبة يعود إلى الحظ الكبير والمعجزة في الشمال. من هنا ينبغي البحث عن سبب الفشل على تلك الحدود".
وأشار إلى أنّ المسؤولين في الجيش، حين أدركوا أنّ الحدود الشماليّة غير جاهزة للدفاع، فضّلوا الاعتماد على المعجزات، وردّوا بغطرسةٍ وغرورٍ وتهرّبوا من المسؤولية، موضحًا أنّهم بعد وقوع الكارثة لا يعالجون إلّا الأماكن التي حدثت فيها المشكلة، ولا يعدّون الجيش للدفاع عن بقية الحدود.
اعتداءات إسرائيليّة
إلى ذلك، اجتازت قوّة مشاة إسرائيليّة الحدود ودخلت إلى متنزهات الوزاني، فيما سُجّل تحليقٌ للطيران الحربيّ الإسرائيليّ في أجواء القطاعين الغربي والأوسط. وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم، أنّ "قواتنا تواصل عملها على الجبهة الشماليّة وتنتشر على الحدود وفي خمس نقاط داخل جنوب لبنان".
وعلى صعيدٍ متّصل، أكّدت رئيسة مكتب الإعلام العربي في الجيش الإسرائيليّ ونائب قائد وحدة المتحدّث باسم الجيش، كابتن أيلا، عبر حسابها على منصّة "إكس"، أنّ القوات الإسرائيلية تواصل تنفيذ عملياتها الدفاعية في عدّة جبهات. وقالت: "في القيادة الشماليّة، تواصل القوات الإسرائيلية أعمالها لحماية بلدات الجليل، حيث تنتشر القوات على طول الحدود وأيضًا في خمس نقاط داخل جنوب لبنان".
وأوضحت أنّ العمليات العسكرية تهدف إلى حماية الحدود الشماليّة لإسرائيل والتعامل مع أيّ تهديداتٍ قد تنشأ من المناطق المحاذية للبنان، مؤكّدةً أنّ القوات الإسرائيلية تقوم بعملياتٍ متعددة لضمان الأمن في هذه المنطقة الحيوية.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها