في تطوّرٍ حقوقيٍّ وسياسيٍّ استثنائيّ شهدته المنطقة اليوم، جرى، للمرّة الأولى على الأرجح، تواصُلٌ مباشرٌ بين عضوٍ بارزٍ في الكونغرس الأميركي، النائبِ جو ويلسون، وأحدِ المعتقلينَ السوريّين داخل سجنِ رومية في لبنان، وذلك بتيسيرٍ من الجهةِ المُنَسِّقةِ للاتصال.
وأفادت الجهةُ المُنَسِّقةُ بأنّ المعتقَلَ، الذي تحفظَت عن ذكرِ اسمِه، هو من السوريّين الذين أُوقِفوا في لبنان، مؤكِّدةً أنّه محرومٌ من حريّته وأنّ توقيفَه مرتبطٌ بمواقفِه المعارضةِ لنظامِ الأسد. وخلال المكالمة، وجّه المعتقَلُ رسالةً مؤثِّرةً لم تعبِّر عن معاناتِه الشخصيّةِ فحسب، بل عن حالِ آلافِ السجناءِ السوريّين واللبنانيّين القابعين في رومية، فقال: "نُعاني الظُّلمَ وتَلفيقَ التُّهَم، والاحتجازَ من دونِ اتّهام، وحملاتِ اعتقالٍ طاولت سوريّين في المخيّمات، وتعذيباً وتهديداتٍ باغتصابِ المحارم، وسيطرةً حزبيّةً على المنظومةِ القضائيّة، وظروفاً مُريعةً داخل السجن، مع غيابِ الطبابةِ والرعاية"، مضيفاً: "يَئِسَ بعضُ السجناء إلى حدِّ الانتحار عَجزاً عن الحصولِ على حبّةِ دواءٍ تُسَكِّنُ ألمَهم".
واستمعَ النائبُ ويلسون مطوّلاً إلى إفادةِ المعتقَل، وشكرَه على شجاعته وشجاعةِ زملائه السوريّين واللبنانيّين، مؤكِّداً أنّ "الإفراجَ عن المظلومينَ وإغلاقَ هذا السجنِ سيّئِ الصِّيتِ ضرورةٌ إنسانيّةٌ، كما أنّه يصبُّ في مصلحةِ لبنانَ وسورية". كما أعلنَ عزمَه "العملَ مع السفيرِ توم براك والرئيسِ دونالد ترمب للضغطِ من أجل الإفراجِ عن السجناءِ المظلومين في رومية".
وأشارت الجهةُ التي تولّت الترجمةَ خلال الاتصال إلى تأثُّرِها البالغِ بشهادةِ المعتقَل، قائلةً: "لا يَعرِفُ مرارةَ الاعتقالِ ظُلماً إلّا مَن ذاقَه"، ولافتةً إلى "أناةِ النائبِ ويلسون وإصغائهِ من دونِ مقاطعة، وتصميمِه على متابعةِ الملفّ فوراً عقب انتهاء الاجتماع".
وختمت الجهةُ المُنَسِّقةُ بالتشديد على أنّ "الثورةَ ليست تُهمةً ولا جناية"، معتبرةً أنّ "السوريّينَ الموقوفينَ على خلفيّةِ مواقفِهم السياسيّةِ هم معتقلو رأيٍ يجبُ إنصافُهم"، وداعيةً السلطاتِ اللبنانيّة إلى "معالجةِ أوضاعِ جميعِ الموقوفين، سوريّين ولبنانيّين، وفقَ المعاييرِ القانونيّةِ وحقوقِ الإنسان".