تتواصل التحذيرات الإسرائيلية للبنان، كان أحدثها ما صدر عن الجيش الإسرائيلي الذي حذر من احتمال توسيع نطاق عملياته العسكرية ضد حزب الله، في ظل ما وصفه بمحاولات الحزب المتزايدة لإعادة تأهيل قدراته العسكرية واستعادة نفوذه داخل لبنان. في وقت أفادت شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، في تقارير حديثة بأن حزب الله يعمل جاهدا لإعادة بناء قوته بعد الضربات التي تلقاها خلال الأشهر الماضية.
في سياق متصل، كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن إيران ضاعفت في الآونة الأخيرة دعمها العسكري للفصائل الشيعية في العراق، في خطوة وصفت بأنها "استعداد لمواجهة محتملة مع إسرائيل".
ووفقا للتقرير، تعمل طهران على نقل مركز ثقل نفوذها العسكري من لبنان وسوريا وقطاع غزة إلى العراق، بعد الضربات التي تلقاها ما يعرف باسم "المحور الموالي لإيران" في تلك الجبهات خلال العامين الماضيين.
ونقلت الهيئة عن مصادر عراقية مطلعة أن الدعم الإيراني اتسع بشكل ملحوظ، خصوصاً في مجال تزويد الفصائل بأسلحة متطورة، وتدريب عناصرها على تكتيكات جديدة تحت إشراف مباشر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
توجه إيراني لإعادة التموضع
وتشير المصادر إلى أن "طهران تهيئ وكلاءها في العراق لاحتمال شن عمليات ضد إسرائيل في حال اندلاع صراع جديد في المنطقة"، لافتة إلى أن هذه الفصائل "باتت قوة مؤثرة تتجاوز في بعض المناطق قدرات الجيش العراقي الرسمي، في ظل تراجع نفوذ الحكومة المركزية في بغداد".
وتضيف هيئة البث أنه "خلال المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وإيران، امتنعت الميلشيات عن المشاركة المباشرة نتيجة ضغوط أميركية وإسرائيلية على بغداد".
إلا أن التطورات الأخيرة، بحسب التقرير، تعكس توجها إيرانيا لإعادة التموضع الميداني، وضمان جاهزية هذه المجموعات لأي جولة تصعيد مقبلة.
ويأتي ذلك في وقت يستعد به العراق لإجراء انتخابات برلمانية جديدة هذا الشهر.
يأتي ذلك، في وقت يواصل الجيش الإسرائيلي خروقاته وانتهاكاته لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، إذ يواصل العمليات العسكرية اليومية على طول الحدود مع لبنان، وينفذ الغارات الجوية داخل الأراضي اللبنانية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة التي تحاول منع خرق الاتفاقات القائمة والحفاظ على استقرار الحكومة اللبنانية.