يتقاطع الخطاب الإسرائيلي بخصوص لبنان، مع خطاب إعلامي، يعمد في الفترة الأخيرة إلى تكثيف التسليط الإعلامي على منسوب التهديد تجاه لبنان، توازياً مع الجهود الديبلوماسية القائمة حالياً على خط التفاوض غير المباشر مع إسرائيل، ووسط تصعيد إسرائيلي مكثف لناحية الغارات والتوغلات البرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في مناطق جنوب لبنان واستمرار احتلال النقاط. فيما يركز الإعلام الإسرائيلي على ما يعتبره إعادة بناء حزب الله لقدراته العسكرية. اليوم ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، نقلاً عن مسؤولين في جيش الاحتلال الإسرائيلي، زعمهم أن حزب الله يركّز جهوده على إعادة بناء قدراته العسكرية، مع تركيز عملياته شمال نهر الليطاني وليس قرب الحدود مباشرة.
وأضافت الصحيفة أن وتيرة إعادة تسلح الحزب تفوق وتيرة عمل الجيش اللبناني في تفكيك ترسانته العسكرية، مشيرةً إلى أن نشاط الحزب يتزايد، وقد يؤدي ذلك إلى توسيع نطاق الهجمات الإسرائيلية على لبنان. وبحسب الصحيفة، ونقلا عن مصادر فإنّ جهود حزب الله تشمل إعادة تأهيل خط نقل الأسلحة من إيران مروراً بالعراق وسوريا.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية كشفت في وقت سابق، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتصعيد ضد حزب الله في لبنان، بسبب ما يعتبره إعادة بناء الحزب لبنيته التحتية شمال نهر الليطاني. ونقلت الهيئة عن مصادر إسرائيلية قولها إن الحكومة اللبنانية تُظهر عجزها عن مواجهة هذا الحشد من جانب حزب الله، الأمر الذي قد يستدعي "رداً إسرائيلياً".
وأوضحت أن الاحتلال يعتبر وتيرة تعزيز حزب الله العسكري سريعة، ويستعد لتصعيد محتمل على الحدود اللبنانية، مشيرةً إلى أن الحزب يعمل على إعادة تأهيل بنيته التحتية شمال نهر الليطاني وفي منطقة بيروت، ما قد يصعّب أي عدوان إسرائيلي. يأتي ذلك فيما هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في وقت سابق بأن العاصمة بيروت لن تكون بمنأى عن أي هجوم محتمل.
بنى تحتية عسكرية
وفي تقريرٍ آخر، حمل رسائل تهديدية للبنان، اتهمت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، حزب الله بـ"إعادة بناء بنى تحتية عسكرية في بيروت وشمال نهر الليطاني"، معتبرةً أنّ "التنظيم يعزّز قدراته بوتيرةٍ متسارعة في مناطق تعتبرها إسرائيل محظورة بموجب القرار 1701".
ونقلت القناة عن مصادر أنّه "لن يكون هناك مكان محصن" إذا استمر حزب الله في تعزيز قدراته، مشيرةً إلى قلق متزايد داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مما وصفته بـ"تعاظم سريع" للحزب شمال لبنان. وأوضحت أنّ الجيش الإسرائيلي يراقب عمليات إعادة نشر وتحسين تحصينات ميدانية ومنشآت لوجستية تضررت خلال المواجهات الأخيرة، مؤكدةً أنّ الحزب "يعيد بناء منظومته الدفاعية والهجومية قرب بيروت".
في التقرير، اتهام أيضاً للحكومة اللبنانية بالتقاعس عن مواجهة "الانتهاكات المتزايدة"، محذّرةً من أنّ "استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى ردّ مباشر".
