لبنانُ أمامَ منعطفٍ مصيريٍّ خطير: سلاحُ الحزب أم الاستقرار؟

المدن - سياسةالاثنين 2025/11/03
GettyImages-1756860569.jpg
يبقى المشهدُ الداخليُ ملتبسًا، إذ تبدو الدولةُ عاجزةً عن تنفيذِ قراراتِها. (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

تقفُ السّاحةُ اللبنانيّة على حافّةِ مرحلةٍ مفصليّةٍ عنوانُها إمّا نزعُ سلاحِ "حزبِ الله" جنوبيَّ نهرِ اللّيطاني، وإمّا زعزعةُ الاستقرارِ من جذوره. ومع اقترابِ انتهاءِ المهلةِ المحدَّدة لنزعِ السّلاح في غضونِ شهر، يتزايدُ القلقُ في إسرائيلَ كما في لبنان.

وفي قراءةٍ في المواقف الإسرائيليّة، كشفت القناةُ 12 الإسرائيليّة أنّ إسرائيل "في حالةِ تأهّبٍ قصوى، تحسُّبًا لتصعيدٍ محتملٍ خلالَ الأسابيعِ المقبلة"، بينما تحدّثت صحيفةُ "معاريف" عن مأزقٍ داخلَ "حزبِ الله"، إذ يخشى الحزبُ الردَّ على الضرباتِ الإسرائيليّة خشيةَ فتحِ أبوابِ جحيمٍ أوسع.

وأشارت "معاريف" إلى أنّ الجيشَ الإسرائيليَّ يستعدُّ لسيناريوهاتٍ متعدّدةٍ على الجبهةِ الشماليّة مع لبنان، لافتةً إلى أنّ الاستخباراتِ الإسرائيليّة وقيادةَ المنطقةِ الشماليّة رصدتا نشاطًا متزايدًا للحزب في عدّةِ مناطقَ لبنانيّة، من بينها شمالُ اللّيطاني والبقاعُ وجنوبُ بيروت. وأضافت الصحيفةُ أنّ الحزب يعملُ على إعادةِ بناءِ قوّةِ "الرّضوان" الهجوميّة، وإخراجِ أسلحةٍ من مخابئَ كانت إسرائيلُ قد قصفتها في جولاتٍ سابقةٍ من المواجهة.

وبحسب "معاريف"، يقومُ مبدأُ العملِ الجديدُ لدى إسرائيل على "منعِ أيِّ طرفٍ مُعادٍ من تعزيزِ قدراتِه العسكريّة قربَ الحدودِ الإسرائيليّة". وفي لهجةٍ تهديديّةٍ واضحة، قال وزيرُ الدّفاعِ الإسرائيليّ يسرائيل كاتس إنّ "بيروتَ نفسَها ستكونُ هدفًا إذا امتدّت يدُ الحزب إلى أيِّ بلدةٍ في شمالِ إسرائيل".

وبينَ السّطورِ تتردّدُ رسائلُ الولاياتِ المتّحدة، التي تُمارسُ ضغطًا متزايدًا على الحكومةِ اللبنانيّة لنزعِ سلاحِ الحزب، معتبرةً أنّ "استقرارَ لبنان لا يتحقّقُ إلّا بإنهاءِ هيمنةِ السّلاحِ خارجَ الدولة".

في المقابل، يبقى المشهدُ الدّاخليُّ ملتبسًا، إذ تبدو الدّولةُ عاجزةً عن تنفيذِ قراراتِها، بينما يتمسّك "حزبُ الله" بخيارِه، معتبرًا أيَّ محاولةٍ لنزعِ سلاحِه "تنفيذًا لإملاءاتٍ إسرائيليّةٍ أميركيّة". ومع اقترابِ انتهاءِ المهلةِ الأمميّة التي يُفترضُ أن تفتحَ بابَ الاستقرار، يلوحُ شبحُ مواجهةٍ جديدةٍ إذا ما اعتبرت إسرائيلُ أنّ الفرصةَ الدبلوماسيّة قد انتهت، لتدخلَ البلادُ اختبارًا عسيرًا لسلطةِ الدّولةِ وقدرتِها على ضبطِ الحدودِ والقرار.

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث