أطلق وزير الأمن الإسرائيليّ إسرائيل كاتس سلسلة مواقف تصعيديّة، معتبرًا أنّ "حزب الله يلعب بالنّار"، ومتّهمًا "الرّئيس اللّبنانيّ بممارسة سياسة المماطلة". ودعا الوزير الحكومة اللّبنانيّة إلى "تنفيذ تعهّدها بنزع سلاح حزب الله وإبعاده عن الجنوب"، مؤكّدًا أنّ إسرائيل "لن تسمح بتهديد سكّان شماليّ إسرائيل، وستواصل تطبيق سياسة الإنفاذ القصوى وتعميقها".
وأفادت "القناة 14" الإسرائيليّة أنّ الجيش الإسرائيليّ بصدد تقديم توصيةٍ إلى القيادة السياسيّة لاتّخاذ إجراءاتٍ تهدف إلى إضعاف حزب الله، وسط تزايد التوتّرات على الجبهة الشّماليّة وتصاعد التّهديدات الإسرائيليّة الموجّهة إلى لبنان. وهدد كاتس مساء أمس "باستهداف العاصمة بيروت إذا أقدم حزب الله على إطلاق النّار باتّجاه المستوطنات الشّماليّة". وقال في حديثٍ عبر القناة نفسها إنّ إسرائيل "تعمل ضدّ أيّ تهديد"، مشيرًا إلى أنّ "الولايات المتّحدة تعوّل على الحكومة اللّبنانيّة لنزع سلاح حزب الله"، بينما "تواصل إسرائيل عمليّاتها الميدانيّة". وأضاف أنّ بلاده "تهيّئ الأجواء لمنح الجانب اللّبنانيّ فرصة التحرّك في هذا الملف، لكن من دون التوقّف عن الهجمات"، لافتًا إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ نفّذ "ضرباتٍ عميقةً داخل لبنان وأوقع نحو 300 عنصرٍ من حزب الله منذ توقيع اتّفاق وقف النّار".
الاعتداءات الإسرائيليّة
أمنيًّا، وفي سياق الاعتداءات الإسرائيليّ على الأراضي اللبنانيّة، أعلن المتحدّث باسم الجيش الإسرائيليّ أفيخاي أدرعي، اليوم الأحد، في منشورٍ على منصّة "إكس"، أنّ "الجيش الإسرائيليّ هاجم وقضى على أربعة عناصر من قوّة الرّضوان في حزب الله، ومن بينهم مسؤول الدّعم اللّوجستيّ للقوّة في جنوب لبنان". وأضاف: "هاجم الجيش أمس في منطقة كفررمان في جنوب لبنان وقضى على مسؤول الدّعم اللّوجستيّ في قوّة الرّضوان التّابعة لحزب الله، حيث كان ذلك العنصر يروّج لعمليّات نقل وسائل قتاليّة، وكان يهمّ بمحاولاتٍ لإعادة إعمار بنى تحتيّةٍ لحزب الله في جنوب لبنان". وتابع: "كما تمّ في الغارة القضاء على ثلاثة عناصر أخرى من قوّة الرّضوان في حزب الله، وسيواصل الجيش الإسرائيليّ العمل لإزالة أيّ تهديدٍ على دولة إسرائيل",
وفي المقابل، أفادت تقارير صحافيّة أنّ مدينة النّبطيّة ومنطقتها استفاقتا صباح اليوم على هول "الجريمة البشعة" التي ارتكبها "العدوّ الإسرائيليّ"، وأدّت إلى استشهاد أربعةٍ من شبّان المدينة وإصابة ثلاثةٍ آخرين، بعد استهدافهم بمسيّرةٍ معاديةٍ ليلًا عندما كانوا يستقلّون سيّارتهم من نوع "رانج روفر" على طريق دوحة كفررمان في الطّرف الشّرقيّ لبلدة كفررمان.
وأشارت التقارير إلى أنّ النّبطيّة، التي كانت تستعدّ بعد ظهر اليوم الأحد لتشييع الشّهيد حسن حامد غيث، وهو عامل توصيلٍ ارتقى بغارة مسيّرةٍ على طريق شوكين، وتتحضّر عصرًا لإحياء الذّكرى السّنويّة "لمجزرة بلديتها" التي ارتقى فيها 13 شهيدًا، بينهم رئيس البلديّة الدّكتور أحمد كحيل في "حرب الستّة والسّتّين يومًا"، كانت على موعدٍ جديدٍ اليوم مع كوكبةٍ أخرى من الشّهداء.
وأسفر العدوان الجوّيّ عن استشهاد كلٍّ من محمّد الجواد مصطفى جابر، عبد الله غالب كحيل، محمّد عبّاس كحيل، وهادي مصطفى حامد، كما أصيب شخصان آخران كانا على درّاجةٍ ناريّةٍ صودف مرورهما في المنطقة لحظة الغارة. وأدّت الغارة إلى احتراق السّيّارة المستهدفة، وتحطّم زجاج عشرات المنازل في "الدّوحة"، وهي منطقةٌ سكنيّةٌ بامتياز.
