أطلقت مسيرة إسرائيلية من بعد ظهر اليوم صاروخاً موجهاً باتجاه مبنى عند مدخل المدينة الصناعية على طريق جادة نبيه بري في مدينة النبطية. وأصاب الصاروخ سطح المبنى، ولم يفد عن وقوع إصابات. وأحدث انفجار الصاروخ دوياً، تردد صداه على نحوٍ قوي وأثار أجواء من التوتر والهلع لدى المواطنين.
وبعد أقل من نصف ساعة، أغار الطيران المسيّر مستهدفاً دراجة نارية بين مدينة النبطية وبلدة شوكين، وهو ما أدى إلى سقوط شهيد.
تحذير إسرائيلي جديد
توازياً مع الاعتداءات، تتواصل التهديدات الإسرائيلية. فقد حذّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، من أنّ "صبر إسرائيل بدأ ينفد إزاء ممارسات حزب الله في لبنان"، مشدّدًا على أنّ جيشه "لن يتسامح مع أي انتهاك يعرض أمن إسرائيل للخطر في أيّة ساحة". صحيفة "معاريف" الإسرائيلية نقلت عن زامير قوله إنه "نعمل في جميع الساحات بجاهزية عالية، وفي بعض الساحات سنعمل مجددًا بقوة أكبر مما عرفناه خلال العامين الماضيين"، في إشارة إلى احتمال تصعيد عسكري جديد.
واعتبرت الصحيفة أنّ تصريحات زامير تحمل رسالة مباشرة إلى عدة جهات في الشرق الأوسط، بينها غزة وبيروت وطهران وأنقرة، في ظل ازدياد التوتر الإقليمي وتبادل التحذيرات بين الأطراف.
في السياق، أفاد موقع "JDN" الإسرائيلي بأنّ أجهزة استخبارات إسرائيلية وإقليمية أطلعت الإدارة الأميركية على تقارير تؤكد أنَّ "حزب الله يواصل إعادة بناء ترسانته العسكرية"، مشيرًا إلى أنّ إسرائيل نفذت أكثر من 1000 هجوم منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع الحكومة اللبنانية. ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنّه "إذا استمرت بيروت في التردد، فقد تتصرف إسرائيل من جانب واحد"، في إشارةٍ إلى احتمال شنّ عملية عسكرية جديدة ضد مواقع الحزب في لبنان.
ووفق التقرير، فإنّ الحزب يعيد تجهيز نفسه بالصواريخ والقذائف المضادة للدروع والمدفعية، وسط مراقبة استخباراتية دقيقة من جانب تل أبيب.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أنَّ رئيس الأركان الأميركي بحث مع رئيس الأركان الإسرائيلي التطورات الإقليمية على كل الجبهات.
اليونيفيل: مستمرون في دعم الجيش اللبناني
على صعيد متصل، أشارت قوات "اليونيفيل"، في بيانٍ لها، إلى أنَّ "اليونيفيل تستمر في دعم الجيش اللبناني في تنفيذ مهامه بموجب القرار 1701". وأوضحت أنّ "حفظة السلام يقومون بدوريات يومية مع الجيش اللبناني للمساعدة في استعادة الأمن والاستقرار"، مشددةً على أنَّ "هذه الجهود المشتركة أساسية لدعم الجيش في بسط سلطة الدولة في جنوب لبنان".
شهيد في كونين
وفي وقت سابق من اليوم، استهدفت غارة إسرائيلية من مسيّرة دراجة نارية أمام أحد المنازل في بلدة كونين، قضاء بنت جبيل، وهو ما أدى إلى سقوط شهيد وجريح.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة أنَّ "غارة العدو الإسرائيلي اليوم على بلدة كونين قضاء بنت جبيل أدت إلى سقوط شهيد وإصابة شخص بجروح".
سبق ذلك تحليق مكثف للطيران المسيّر وعلى نحوٍ منخفض ودائري في أجواء قضاء بنت جبيل، عيناثا كونين وشقرا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه "هاجم في وقت سابق اليوم في منطقة كونين بجنوب لبنان، وقضينا على المدعو إبراهيم محمد رسلان الذي شغل منصب ضابط صيانة في حزب الله، والذي كان يهم بمحاولات لإعادة إعمار بنىً تحتية لحزب الله".
الاستهداف الصباحي لكونين واحتمالات التصعيد الإسرائيلي، تأتي على وقع ما أفادت به هيئة البث الإسرائيلية أمس، مشيرة إلى أن تل ابيب تدرس تكثيف هجماتها في لبنان، وبأن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأن وتيرة الضربات الإسرائيلية على لبنان ستتزايد. كذلك أفاد الاعلام الإسرائيلي أن "وتيرة الضربات الإسرائيلية ستتزايد، وأن كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وافقوا على رفع التصعيد ضد حزب الله في لبنان والاستعداد لعدة أيام من القتال".
في حين سُجل موقف حاسم لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمس بعد حادثة إعدام مواطن لبناني أعزل في مكان عمله في بلدية بليدا، إثر توغل إسرائيلي على البلدة، حيث رسم عون مساراً جديداً في الرد الرسمي مع ما يحصل في الجنوب، لإطلاق يد الجيش اللبناني في الرد على الاعتداءات الإسرائيلية.
