قال وزير الخارجيّة الإسرائيليّ جدعون ساعر إنّه أكّد لمنسّقة الأمم المتّحدة الخاصّة بشؤون لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، عزم تل أبيب "توسيع دائرة التطبيع والسلام في الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى أنّ "حزب الله يكثّف جهوده لإعادة البناء والتسلّح، وهذا يمثّل خطرًا على أمن إسرائيل ومستقبل لبنان".
وأضاف الوزير أنّ "إسرائيل لا تستطيع أن تدفن رأسها في الرمال في مواجهة توجّه حزب الله الخطر على أمنها ومستقبل لبنان"، مؤكّدًا أنّ بلاده "ستتعامل مع هذه التهديدات بما يلزم من إجراءات".
غراهام: توغّلات إسرائيل لقمع حزب الله
قالَ السّناتورُ الجمهوريُّ ليندسي غراهام إنّ "التوغّلاتِ العسكريّةَ الإسرائيليّةَ في لبنانَ تَهدِفُ إلى قَمعِ عودةِ ظهورِ حزبِ الله"، معتبرًا أنّ التحركاتِ الميدانيّةَ تأتي "ضمنَ مسعى لاحتواءِ التهديدِ المتنامي" على حدِّ توصيفِه. وقال: "لو نُزع سلاح حزب الله لتوقفت العمليات العسكرية الإسرائيليّة في لبنان". وشدّد غراهم على أنّ انضمام الجيش اللبناني إلى حزب الله في قتال إسرائيل يُعرقل جهود مساعدة لبنان.
وفي السياقِ نفسِه، نقلت "هيئةُ البثِّ الإسرائيليّة" عن مسؤولٍ أمنيٍّ قولَه إنّ "حزبَ الله يُحقِّقُ درجاتٍ من النجاحِ في إعادةِ بناءِ قدراتِه العسكريّة"، وهو ما يُثيرُ، وفق المصدرِ نفسِه، "مخاوفَ من تعاظمِ قدراتِه التأثيريّةِ في الساحةِ اللبنانيّةِ والإقليميّة".
بالتوازي مع ذلك، قالَ وزيرُ الأمنِ الإسرائيليّ يسرائيل كاتس إنّ بلاده "قتلت القاتل الكبير نصرالله"، مؤكِّدًا أنّ الحكومةَ "فرضت أقصى العقوبات على حزب الله"، وأشارَ إلى أنّ الجيش "أقامَ منطقةً أمنيّةً على حدودِ لبنان لحمايةِ قرى الشمال"، كما أعلنَ أنّ "خطة تورنادو نجحت بفضل الجيش في استهدافِ النظامِ في طهران"، لافتًا إلى أنّ الجيش "شنَّ هجومًا شاملًا على قدراتِ نظامِ الأسد في سوريا"، ومشدِّدًا: "نَعملُ في جميعِ الجبهاتِ بجُهوزيّةٍ عالية، وسنعودُ بقوّةٍ أكبر في بعضِ الساحات".
وفي سياقٍ ميدانيٍّ متّصل، توجَّهت جرّافةٌ تابعةٌ للجيشِ اللبنانيّ إلى منطقة "غاصونة" في أطرافِ بلدةِ بليدا، للمشاركةِ في استحداثِ موقعٍ عسكريٍّ بعدَ توغّلِ قوّةٍ إسرائيليّةٍ من هذه المنطقةِ نحوَ وسطِ البلدةِ فجرَ اليوم".
في المقابل، توغّلت دبابة إسرائيليّة إلى داخل الأراضي اللّبنانيّة باتجاه أطراف منطقة الكيلو 9 لجهة بليدا.
إلى ذلك، شنّ الطيران الإسرائيليّ غارةً جويّة استهدف فيها طريق عامّ حاروف، وكان قد نفّذ غارةً استهدف فيها منزل راعٍ في بلدة شبعا، وهذا ما أسفر عن إصابتين نُقلتا إلى مستشفى حاصبيا الحكومي للمعالجة. وكان قد شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي اليوم الخميس غارةً استهدفت منطقة مفتوحة وحرجية في بلدة اللبونة قرب الناقورة، تزامنًا مع عملية تفجير نفّذها الجيش الإسرائيلي في المكان نفسه. ويأتي ذلك بعد سلسلةٍ من الغارات، قرابة الساعة العاشرة من صباح اليوم، حيث شنّ الإسرائيليّ عدوانًا جويًّا عنيفًا استهدف فيه منطقتي الجرمق والمحموديّة عند الأطراف الشرقيّة لسهل الميْدنة، كفررمان. وأفادت تقارير أنّ الطائرات المغيرة أطلقت عددًا من صواريخ جوّ-أرضٍ، وهو ما أدّى إلى انفجاراتٍ هائلةٍ دوّى صداها في مختلف أنحاء المنطقة. وزعم الجيش الإسرائيلي أنّه "يشنّ في هذه الأثناء ضرباتٍ على أهدافٍ تابعةٍ لحزب الله في جنوب لبنان". كما نفّذ الطيران غارةً أخرى قرب نقطة للجيش في منطقة اللبونة.
من جهته، أعلن المتحدّث باسم الجيش الإسرائيليّ، أفيخاي أدرعي، في منشورٍ على حسابه عبر "إكس" أنّ "جيش الدّفاع الإسرائيليّ شنّ هجماتٍ على أهدافٍ تابعةٍ لمنظّمة حزب الله في لبنان". وأوضح الجيش الإسرائيليّ أنّه "قبل وقتٍ قصيرٍ، نفّذت قوّات الجيش، بقيادة الجبهة الشماليّة وبمساندةٍ من سلاح الجوّ، هجماتٍ استهدفت بنى تحتيّة، ومنصّات إطلاق، وأنفاقًا تابعةً لحزب الله في منطقة المحموديّة جنوب لبنان". وأضاف أنَّ "وجود هذه البنى التحتيّة في المنطقة يشكّل انتهاكًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان"، مؤكّدًا أنّ "جيش الدّفاع الإسرائيليّ سيواصل العمل لإزالة أيّ تهديدٍ يواجه دولة إسرائيل".
عدوان بليدا
https://x.com/almodononline/status/1983783164008190119
قطع عدد من أهالي بلدة بليدا الطريق العام اعتراضاً على اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمبنى البلدية وقتل الموظف إبراهيم سلامة.
وخلال التحرك، مرّت دورية تابعة لقوات اليونيفيل، فأجبرها المحتجون على التراجع.
ففي عدوانٍ هو الأخطر منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان، وفي ما يؤكد أن إسرائيل نالت ضوءاً أخضر لاستمرار خروقاتها البرية بعد الجوية، شهد الجنوب فجر اليوم عمليةً عدوانيةً جديدة تمثّلت بتوغل إسرائيلي إلى عمق بلدة بليدا الحدودية، حيث اقتحمت قوةٌ إسرائيلية مبنى البلدية وأطلقت النار مباشرةً على موظف البلدية إبراهيم سلامة، أثناء نومه مما أدّى إلى استشهاده.
وفي التفاصيل، فقد نفّذت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليةً عسكريةً برية هي الأولى من نوعها؛ إذ تقدّمت قوةٌ معادية مؤلفة من آليات وجيبات عسكرية تجاوزت الحدود ودخلت إلى مركز بلدية بليدا، في الوقت الذي سُمع فيه إطلاقُ نارٍ أثناء عملية التوغّل.
وعلى الفور، وصلت قوةٌ من الجيش اللبناني إلى محيط وجود القوة الإسرائيلية المتوغّلة في نطاق بلدية بليدا. وفي هذا الوقت، فُقد الاتصال بأحد موظفي البلدية الذي كان يبيت داخل المبنى، وبقي مصيره مجهولاً بعد دخول عناصر العدو إليه.
ومع تطوّر عملية التوغّل، استدعى الجيش اللبناني مزيداً من التعزيزات في مواجهة تمركز القوة الإسرائيلية التي احتلّت مبنى البلدية، في حين كانت عشرات المسيّرات والطائرات الإسرائيلية الصغيرة تواكب القوة المتوغّلة، التي ظلّت موجودة داخل مبنى بلدية بليدا بعد تجاوزها الحدود لمسافة تقارب ألف متر.
وأجرى الجيش اللبناني اتصالاتٍ عاجلةً بقوات اليونيفيل، طالباً تدخلها ومؤازرتها في مواجهة عملية التوغّل الإسرائيلي في البلدة.
وبعد نحو ساعتين من التوغّل الإسرائيلي في بلدة بليدا، انسحبت قوات الاحتلال من مبنى البلدية باتجاه الحدود، ودخل الجيش اللبناني إلى المبنى ليتبيّن أن القوة الإسرائيلية التي توغّلت إلى داخل بلدية بليدا أطلقت النار بكثافة، وأعدمت موظف البلدية إبراهيم سلامة أثناء نومه قبل انسحابها باتجاه الحدود، كما أنذرت الموجودين في مبنى البلدية بضرورة إخلائه فوراً.
وصباحاً، توغّلت قوةٌ إسرائيلية إلى ساحة العديسة، وفجّرت ما تبقّى من مبنى الحسينية المدمَّر.
المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي
وفي روايته، قلب الجيش الإسرائيلي الوقائع محاولاً تبرير عدوانه؛ إذ قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه خلال الليل، وفي إطار عملية نفّذتها قوات الجيش الإسرائيلي لتدمير البنية التحتية لمنظمة حزب الله في قرية بليدا جنوب لبنان، رصدت القواتُ مشتبهًا به داخل المبنى، وبدأت باتخاذ إجراءات اعتقاله.
وبعد رصد تهديدٍ مباشرٍ للمقاتلين، أُطلقت النار عليه للقضاء على التهديد، وأُكّدت إصابته، ويجري حالياً التحقيق في الحادث.
وقد استُخدم المبنى في الآونة الأخيرة لأنشطةٍ إرهابيةٍ تابعةٍ لحزب الله، تحت غطاء البنية التحتية المدنية. ويُعدّ ذلك مثالاً إضافياً على نمط عملٍ يُعرّض سكان لبنان للخطر، ويمثّل استغلالاً سافراً للبنية التحتية المدنية من قبل منظمة حزب الله لأغراضٍ إرهابية.
وسيواصل جيش الدفاع الإسرائيلي العملَ للقضاء على أيّ تهديدٍ موجّهٍ ضدّ دولة إسرائيل.
وبعد الحادث، وصل جنودُ الجيش اللبناني إلى الموقع، من دون أن يحدث أيّ احتكاكٍ مع قوات جيش الدفاع الإسرائيلي.
وقفة استنكاراً
استنكاراً للاعتداء السافر على السيادة والكرامة الوطنية، وللجريمة النكراء التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في بلدة بليدا، واعتراضاً على غياب الدولة اللبنانية وتقاعسها عن أداء واجباتها في حماية الأرض والشعب والتصدي للعدوان، وتأكيداً على تقصير قوات اليونيفيل ولجنة الإشراف على تطبيق قرار وقف إطلاق النار في القيام بمهامهما التي وُجدتا في لبنان من أجلها،
دعت بلدية بليدا وسائل الإعلام إلى تغطية الوقفة الاستنكارية التي تنظّمها أمام مبنى البلدية اليوم الخميس عند الساعة العاشرة والنصف صباحاً
اتحاد بلديات الجنوب: لحماية المدنيين
وعبّر تجمّع بلديات الجنوب عن إدانته واستنكاره الشديدين لاستباحة العدو الإسرائيلي للأراضي اللبنانية ودخوله إلى نطاق بلدية بليدا، في انتهاكٍ صارخٍ وخطيرٍ بحقّ المواطنين المدنيين والمنشآت البلدية، وهو عملٌ عدوانيّ يشكّل خرقاً فاضحاً لكلّ الأعراف والمواثيق الدولية.
وقال في بيانٍ له: "إنّ البلديات، بصفتها الإدارة المحلية التي تعمل لخدمة الناس وتعزيز صمودهم، تعتبر أنّ هذا الاعتداء المباشر على بلدية بليدا هو تعدٍّ على جميع بلديات الجنوب، وعلى دورها الوطني والإنساني في رعاية شؤون المواطنين".
وأكد تجمّع البلديات أنّ هذه الممارسات العدوانية لن تُثنينا عن أداء واجبنا في خدمة أهلنا والدفاع عن حقّهم في الأمان والحياة الكريمة، وسنواصل عملنا من أجل تثبيتهم في أرضهم مهما اشتدت التهديدات والتحدّيات.
داعياً التجمّع الدولة اللبنانية، جيشاً ومؤسسات، وكذلك المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، إلى تحمّل مسؤولياتهم في إدانة هذا الاعتداء الخطير واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين والمنشآت العامة في الجنوب اللبناني. كما دعا التجمّع البلديات على امتداد الوطن إلى وقفةٍ تضامنيةٍ مع بلدية بليدا، غداً الجمعة عند الساعة العاشرة صباحاً أمام محافظة النبطية.