تقرير إسرائيليّ: تفكيك حزب الله فرصةٌ تاريخيّةٌ للبنان الآن

المدن - سياسةالثلاثاء 2025/10/28
GettyImages-1256879398.jpg
ترى إسرائيل أن القيادة اللبنانية الحالية "تُوَفِر، فعليًا، فرصة تاريخية". (المدن)
حجم الخط
مشاركة عبر

نشرت القناة الإسرائيليّة "N12" تقريرًا جديدًا بعنوان "الكذبة الكبرى المُسَمّاة تفكيك حزب الله في لبنان"، عرضت فيه قراءتها لمواقف السلطات اللبنانيّة، والدورين الأميركيّ والإيرانيّ، والاستراتيجيّة الإسرائيليّة حيال الوضع في لبنان. وجاء في التقرير أنّ "ما يحدث الآن في لبنان، وكيفيّة تفسير تصاعُد هجمات الجيش الإسرائيلي هناك، يَستَوجبان محاولة تنظيم الصورة وفهم الاتجاهات الّتي تُشَكِّل اللغز اللبناني".

 

القيادة اللبنانيّة و"الفرصة التاريخيّة"

بحسب القناة، ترى إسرائيل أنّ القيادة اللبنانيّة الحاليّة "تُوَفِّر، فعليًّا، فرصة تاريخيّة". ويصف التقرير كلًا من قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بأنّهما "شخصيّتان تاريخيّتان، وهما أوّل مَن يعلن، بصراحة، الرغبة في نزع سلاح حزب الله"، ويحثّان الجيش اللبناني على إعداد "خطّةٍ عمليّةٍ للتنفيذ".

وتربط القناة هذه التطوّرات بما تصفه بأنّه "ضُعفٌ لدى حزب الله ناجمٌ عن إنجازات الجيش الإسرائيلي". لكنّ التقرير يشير في المقابل إلى أنّ هذه الرغبة تصطدم بتهديدٍ وُصِف بأنّه "خَطِرٌ ووجوديٌّ بالنسبة إلى لبنان"، وهو خطر الحرب الأهليّة. ويُضيف أنّ "الصدمة التاريخيّة التي دمّرت لبنان في الماضي تُرَدِّع أيّ تحرُّكٍ قد يُفجِّر احتكاكًا داخليًّا"، ما يعني، وفق الرواية المعروضة، أنّ "التصريحات بارزة، لكن الأفعال على الأرض تساوي صفرًا، لأنّ أيّ احتكاكٍ مع حزب الله يُعتبَر خطرًا استراتيجيًّا".

ويؤكّد التقرير أنّه "نَعَم، هناك خطّة لتفكيك حزب الله"، لكنّ هذه الخطّة "لم تُعتمَد رسميًّا من الحكومة اللبنانيّة"، وأنّه "لا وجود لأيّ احتكاكٍ حقيقيّ بالحزب على الأرض، على الرغم من التصريحات".

 

الزاوية الإيرانيّة: إعادة بناء الحزب

يتناول التقرير المقاربة الإيرانيّة، مُعتبِرًا أنّ "فشل حزب الله لا يُعتبَر، من وجهة نظر طهران، نهاية الطريق، بل نقطة انطلاق لإعادة بنائه بشكلٍ أفضل". ويقول إنّ إيران "لا تُبدي أيّ نيّةٍ للتخلّي عن هذا التنظيم"، وإنّ المتغيّرات الإقليميّة، وبينها أنّ "سورية لم تَعُد جسرًا بريًّا سهلًا إلى لبنان وأنّ النظام القائم فيها يُعتبَر أقلّ وُدًّا لإيران"، تُشَكِّل تحدّيًا، لكن "ليست عقبةً لا يمكن تجاوزها".

ويَعرِض التقرير حزب الله بوصفه "تنظيمًا مقاوِمًا، غايتُه الأساسيّة الصراع والمواجهة"، ويعتبر أنّ "فكرة وجود حزب الله من دون سلاح تُجسِّد تناقضًا داخليًّا ومفارقةً مستحيلة". وبناءً على ذلك، يَزعُم التقرير أنّ إيران "تَبذُل جهدًا حقيقيًّا في إعادة تأهيل الحزب وبنائه من جديد". ويُشير إلى أنّ "الخطوة الأولى التي تُنَفَّذ فعلًا هي تحويل الأموال ودفع الرواتب، إلى جانب محاولة تجديد البُنى التحتيّة للحزب على الأرض".

 

الزاوية الأميركيّة: وعودٌ بلا تطبيق؟

أمّا في ما يخصّ الولايات المتحدة، فينسب التقرير إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب قناعته بأنّه "يمكن تحقيق السلام بين إسرائيل ولبنان"، وبأنّه "يجب تفكيك قوات اليونيفيل لأنّها ليست سوى إهدارٍ للمال".

وبحسب التصوّر المنسوب لترامب، ستكون الولايات المتحدة "منخرطةً مباشرةً في عمليّة تفكيك حزب الله، لكن من دون إنزال قواتٍ على الأرض". ويقول التقرير إنّ واشنطن، وفق هذا المنطق، قد تعتبر أنّ "التصريحات الإيجابيّة" المنسوبة إلى القيادة اللبنانيّة "كافية لإعلان إنجازٍ كبير".

وتحذّر القناة من أنّ هذا النهج "يَحمِل معه مشكلة وخطرًا"، وتقول إنّ "الولايات المتحدة تُعلِن وتُصرِّح من دون أن تتّخذ خطواتٍ فعليّة، فيما تتحرّك إيران بصمتٍ ومن دون كلام".

 

الزاوية الإسرائيليّة: حَسْمٌ ميدانيّ وتأجيل سياسيّ

في قراءتها للموقف الإسرائيلي، تقول القناة إنّ "إسرائيل تعتبر أنّ الحسم قد تحقّق في لبنان، وأنّ التهديد الأكبر قد زال"، وإنّ "الوضع الحالي المتمثِّل في تعزيز الدفاع عن مستوطنات الشمال، إلى جانب العمليات المستمرّة لمنع إعادة بناء حزب الله، يُعَدّ كافيًا في هذه المرحلة".

ويضيف التقرير أنّه "لا توجد، حاليًا، رغبة أو استعجال لدى إسرائيل للتقدُّم دبلوماسيًّا إلى ما بعد ذلك". لكنّه يحذّر في الوقت نفسه من أنّ هذا النهج "يتماشى تمامًا مع الجدول الزمني الإيراني"، إذ إنّ "إيران أيضًا بحاجةٍ إلى وقت لإعادة بناء قدرات الحزب".

ويتابع التقرير أنّه "لا يجب أن نُوْهِم أنفسنا بأنّ هجماتٍ متفرِّقة يُمكنها منع تعاظُم قدرة جيشٍ وُصِف بأنّه جيش إرهابيّ منظَّم"، مشيرًا إلى أنّ "التجارب السابقة أثبتت أنّ هذا الأسلوب لا ينجح".

 

الخلاصة كما توردها القناة

يرى التقرير أنّه "من دون خطواتٍ عمليّة، سيمرّ الوقت وتنكشف الكذبة اللبنانيّة أمام الواقع: سيعود الوضع السابق، وسيبقى حزب الله مُسَلَّحًا، لكن من دون إسقاط حكومة لبنان"، فيما "تَبقى بقيّة الأطراف في توازُنٍ قائمٍ على تسوياتٍ من تحت الطاولة، من دون حكومة فاعلة". ويَخلُص إلى أنّ هذا "النظام" سيصبح مجدّدًا "الكذبة المُنظَّمة للبنان"، وأنّ "الفرصة التاريخيّة لتغيير الواقع قد تتلاشى، وإلى غير رجعة".

 

توصيات القناة: ما الذي يجب فعله الآن؟

يعرض التقرير ما يَصِفُه بخطواتٍ يجب دفعها في المرحلة المقبلة:

  1. "لا يجب الخوف من وضع هدفٍ طويل الأمد للسلام مع لبنان". وبرأي كاتبي التقرير، "رغم أنّ ذلك يبدو مثاليًا الآن، يجب صياغة هذه الرؤية وبناء استراتيجيّة لتحقيقها".

  2. "يجب استغلال زخم ترامب والمطالبة بعملٍ فعليّ"، بدءًا ممّا يورده التقرير على أنّه "إخراج قائد قوّة القدس المحلّي (المُلقَّب الطبطبائي) من لبنان"، إذ "يوجَد هذا الرجل بأمانٍ في بيروت، ويعمل على بناء حزب الله"، بحسب ما ورد في النص.

  3. "يجب حضّ الجيش اللبناني على الاحتكاك بحزب الله"، حتى وإن كان "احتكاكًا محدودًا"، لأنّ ذلك "سيُعزِّز مكانة وهيبة وسلطة الجيش والحكومة اللبنانيّة"، كما جاء.

  4. "يجب استمرارُ غاراتِ الجيشِ الإسرائيليّ طالما أن الأمور على حالها، لكن لا يجب اعتبار هذه الغارات الحلّ".

ويشدِّد التقرير على أنّ "الاستراتيجيّة الإسرائيليّة في المدى الطويل يجب أن تكون مختلفة"، وأنّ "الغارات ليست سوى وسيلةٍ موقّتة في غياب سياسةٍ أميركيّة - إسرائيليّة طويلة الأمد". ويضيف أنّه "لا يجب أن نُضَلِّل أنفسنا بالاعتقاد أنّها ستمنع تجدُّد قدرة حزب الله"، داعيًا إلى "الجمع بين رؤيةٍ سياسيّة تُكمل العمل العسكري الجيّد للجيش الإسرائيلي، وبالتعاون مع الولايات المتحدة"، باعتبار أنّ هذا وحده "قد يُؤدّي إلى واقعٍ أمنيٍّ مُستقرٍّ في المدى الطويل"، وفق ما جاء في التقرير.

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث