تسابق الحركة الديبلوماسية التي تشهدها الساحة اللبنانية، رسائل التهديد الإسرائيلية بتصعيد العمليات العسكرية. كل الموفدين يركزون على نقطة أساسية، وهي تحقيق تقدم جدي في مسار سحب السلاح، كي لا تنتقل إسرائيل إلى مرحلة جديدة من العمليات العسكرية والدخول في "أيام قتالية". هذه الرسائل سيتبلغها المسؤولون اللبنانيون من الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، ورئيس المخابرات المصرية حسن رشاد الذي سيلتقي الرؤساء والمسؤولين، ويبلغهم بما لدى القاهرة من معلومات ومعطيات حول التوجه الإسرائيلي للمرحلة المقبلة. في السياق أيضاً، فإن الممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة دخلت على خط المساعي وهي بدأت زيارة إلى إسرائيل ستلتقي خلالها المسؤولين هناك لتعود بجواب واضح حول التوجه الإسرائيلي في المرحلة المقبلة.
عملياً، تتركز الأنظار على هذه الزيارات واللقاءات، فالموفدة الأميركية ستكون واضحة في مواقفها ورسائلها. ووفق المعلومات، فإنها ستنقل رفضاً إسرائيلياً للمسار المتبع لبنانياً في سبيل سحب سلاح حزب الله. وتضيف المعلومات أنها سمعت من الإسرائيليين ملاحظات كثيرة حول أداء الدولة اللبنانية، وأن الإسرائيليين يعتبرون أن هناك تراجعاً في مسار حصر السلاح، وإذا بقيت الأمور على حالها، فإن الاتجاه الإسرائيلي هو لتصعيد العمليات العسكرية. ووفق المعلومات، إن الإسرائيليين، وخلال الجولة التي أجروها لأورتاغوس على الحدود مع لبنان، أطلعوها على ما لديهم من معطيات حول استعادة حزب الله لبناء قوته وقدراته العسكرية، وقدموا إليها سردية تفيد بأن الحزب لا يزال يهدد إسرائيل، وبإمكانه تنفيذ عمليات داخل المستوطنات الإسرائيلية، ولا سيما حانيتا ومسكافعام. وبدا ذلك كأنه محاولة لتسويغ أي تصعيد إسرائيلي لاحقاً، وتبريره. في هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى أن سجالات ونقاشات وخلافات كبيرة تشهدها إسرائيل حول كيفية التعاطي مع الملف اللبناني، بين من يشير إلى أن الضربات الحالية لا تمنع حزب الله من بناء قدراته، وأنه لا بد من القيام بعملية برية موسعة، في مقابل الذين يرفضون ذلك، ويشددون على ضرورة تشديد الخناق والاكتفاء بالعمليات الجوية وتكثيفها.
ووفق المعلومات، فإن الإسرائيليين حمّلوا أورتاغوس شروطاً واضحة لسحب سلاح الحزب ومنع بناء قدراته، مع تحديد مهلة زمنية بدأت تضيق قبل أن تتحرك إسرائيل بنفسها، مع الإشارة إلى زيادة التعزيزات العسكرية الإسرائيلية على الحدود مع لبنان. وفي هذا السياق، تشير مصادر متابعة إلى أن هذه الضغوط والتصعيد سترتبط بضغط أميركي وديبلوماسي على لبنان للقبول بالدخول في مفاوضات مباشرة لتجنب التعرض لعمليات عسكرية موسعة. لبنانياً، الاتصالات مستمرة بين الرؤساء والمعنيين لأجل الوصول إلى صيغة للتعاطي مع كل هذه الضغوط، ومع العروض المتواصلة حول الدخول في مفاوضات لتجنب التصعيد، كما أن اتصالات تحصل مع حزب الله لإقناعه بالتخلي عن إعلاناته المتكررة حول بناء قدراته العسكرية وجهوزيته للقتال، وإقناعه بالموافقة على خطة لحصر السلاح بيد الدولة.
