أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنه "لدينا من القوة ما لدينا"، مشيراً إلى أنه "الآن أصبح التكتيك مختلفًا، ولا نعرض ما لدينا من قوّة أو فائض قوّة". بهذه الاستراتيجية تحدث قاسم عن استعادة حزب الله قوته، في حديث تلفزيوني بمناسبة الذكرى السنوية الأولى على توليه مهام الأمانة العامة لحزب الله، حيث أكد أن "الحزب لا يملك قراراً بالمبادرة إلى قتال"، لكنه أردف قائلاً "إذ فرض علينا سنقاتل العدو، حتى لو لم يبقَ فينا رجل وامرأة". قاسم إذ أكد أنه "نحن في موقع دفاع ولن نتخلى عنه. هناك قدر من الردع موجود قد لا يمنع الحرب لكنّه يمنع تحقيق الأهداف"، أشار إلى أن "أميركا وإسرائيل هم من يتسبّبون بالمشكلة، وتوجه بالقول "أنا أنصحهم وحتى وهم أعداء اذهبوا وطبّقوا الاتفاق الذي حصل والكلّ "بيطلع ربحان"، متوجهاً لإسرائيل بالقول "إن لم تطبقوا الاتفاق لن تحصلوا على نتيجة ونحن سنستمر بالاستعداد لنقاوم أي عدوان ممكن أن يحصل". واعتبر قاسم أن "استمرار الضغوط الأميركية والإسرائيلية بهذا الشكل يهدف إلى أن تأخذ أميركا في السياسة ما لم تستطع إسرائيل أخذه بالحرب".
وإذ تحدث قاسم قوة الردع، أكد في المقابل أن "الدولة اليوم هي مسؤولة عن عملية الدفاع ومنع العدوان ومنذ ذلك الوقت لا يستطيع أحد أن يسألنا لماذا لا تردّون على الاعتداءات".
وأوضح الشيخ قاسم أن " تواجد حزب الله العسكري اليوم مرتبط بوجود العدو المحتل، ما يعني أن المقاومة رد فعل وليست فعلًا"، مشيرًا إلى أن العدو الإسرائيلي يسعى لفرض صياغة نظام سياسي في لبنان ويفرض عقوبات على البلاد لتدمير فئة من الفئات، مشدداً على أن "وجود السلاح حقّ مشروع للدفاع عن وطننا وعن وجودنا". وقال: "مع عدم قدرة الجيش اللبناني على مواجهة العدو، يجب أن تكون هناك مقاومة شعبية، وأن يكون هناك تنسيق بينها وبين الجيش".
وأشار إلى أن الدولة اللبنانية هي التي تقرر كيف تريد العمل داخليًا للتعامل مع السلاح وغير السلاح، ولا علاقة لإسرائيل بذلك.
وأكد قاسم أن حزب الله يتصدى بشكل كبير جدًا في ملف الإيواء والترميم، مشددًا على أن مسؤولية إعادة الإعمار تقع على عاتق الدولة، وعليها أن تبدأ بالمقدار الذي تستطيع البدء به في عملية الإعمار.
ورأى أن المفروض على الحكومة اللبنانية أن تتحرك بشكل أكثر فاعلية للتصدي للاعتداءات والخروقات الصهيونية، لافتًا إلى أن وجود "الميكانزيم" لا ينفع بل يُعطي المعلومات لإسرائيل ويدافع عنها، متسائلًا: "ما هي الخروقات التي أوقفتها "الميكانزيم"؟".
ورأى أن ضع حركة حماس في غزة لم يكن يسمح لها بأن تنجز أكثر مما أنجزته، وإطلاق الأسرى اللبنانيين لم يتسنَّ مع الحركة، مشددًا على أن مسؤولية الأسرى اللبنانيين، تقع بالدرجة الأولى على عاتق الحكومة اللبنانية، وعليها أن تتابع الملف وتتصدى له أكثر وتتحرك بفاعلية أكبر.
العلاقة مع الرؤساء الثلاثة
وقال قاسم: "نحن إيجابيون مع رئيس الحكومة نواف سلام ونريد التعاون، ولا نريد الخلاف. نرغب في وحدة البلد وأن تنجح الحكومة اللبنانية، مضيفًا: "لا مشكلة بيننا وبين رئيس الحكومة نواف سلام، ونحن حاضرون للتعاون وإيجابيون، وإذا تقدم هو خطوة، نتقدم نحن عشر خطوات".
أضاف: "تنسيقنا مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أساسي وضروري ومستمر، والتواصل موجود الآن، وبهذه الطريقة نحقق إنجازات للبنان".
واعتبر قاسم أنّ "العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري علاقة ممتازة جداً وكانت طوال فترة العدوان قائمة على تنسيق دائم ونحن نطلعه على الأجواء وما لدينا في الموضوع المقاوم وهو يتابع ما لديه وكان أبلغ وأهم محطة في معركة "أولي البأس" حين أُبرم الاتفاق، مشيراً إلى أن "ما أسّسه سيد شهداء الأمة في العلاقة مع الرئيس بري الآن بالمستوى نفسه".
وعن موضوع الانتخابات النيابية في لبنان، قال الشيخ قاسم: "نحن مع إجراء الانتخابات في موعدها"، مطالبًا المغتربين الراغبين بالتصويت أن يأتوا إلى لبنان ليصوّتوا هنا.
وعن التحالفات قال: "يذهب حليف يأتي آخر مكانه"، مشيرًا إلى أنه "لا شيء يمنع من التحالف مع التيار الوطني الحرّ".
وتابع: "نحن مع إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وفق القانون الساري، والتأجيل لا ينفع إلا إذا كان للبعض أهداف.. نحن مع الانتخابات لتحقيق الانتظام العام، ولنثبت تمثيلنا الواسع، ولعله تتغير بعض المعادلات داخل المجلس النيابي". موضحًا أن القوانين اللبنانية تعطي حقوقًا مدنية للمواطن اللبناني، وأي مسؤول لا يحق له تطبيق القرارات الأميركية".
حزب الله مشروع استراتيجي
واعتبر الشيخ قاسم أن "حزب الله مشروع استراتيجي له علاقة بالرؤية، وبمعالجة قضايا الناس، والمواقف من كل ما يتحداهم ويتصدى لهم"، مؤكداً "نحن صامدون ومستمرون.. ولا نتعب"، لافتاً إلى أن "حزب الله بعد الضربة القاسية جداً تجوهر أكثر".
وتطرق قاسم بالتفصيل إلى عمليات المقاومين، وأشار إلى أن "مئات من المقاومين الأسطوريين أوقفوا تقدّم 75 ألف جندي إسرائيلي، وكذلك منعوا احتمال أن تصل إسرائيل إلى الليطاني وبيروت، وأن تحقّق أهدافها".
قاسم تحدث عما أسماه "خطاً يصنع الاستشهاديين"، وقال: "صحيحٌ أني استشهادي، لكن كل من في الحزب استشهاديون؛ من الذي يجلس على خط التماس الأول إلى العائلات التي تُربّي وتتحمّل الصعاب، كلهم استشهاديون، وأنا واحد من هؤلاء الاستشهاديين". -
وانطلاقاً من هنا، أشار قاسم إلى أنه "من غير الطبيعي الذهاب للاستسلام"، وقال: "لم أقبل مغادرة لبنان في الحرب، واعتبرتُ تكليفي وواجبي أن أبقى". وبعد استشهاد الأمين العام السابق الشهيد السيد حسن نصرالله، أشار قاسم إلى أنه "استعدنا العافية سريعًا، وملأنا المراكز المختلفة. وكانت الإدارة فعّالة من كلّ الإخوان". وعن معركة أولي البأس أكد قاسم أنه "ليس صحيحًا أن الإيرانيين أداروا المعركة"، مشيراً إلى أن "السيد علي الخامنئي قدّم كل أشكال الدعم، وكانت عنده متابعة تفصيلية لمجريات المعركة ونتائجها، ومستوى الحاجات المطلوبة".
وإذ اعتبر قاسم أن "فائض القوة أتى ثماره من 2006 حتى 2023، وردع إسرائيل كان بسبب فائض القوة"، أكد أنه "في معركة أولي البأس بدأنا ننتقل إلى مرحلة جديدة اختلفت فيها الأدوات والقيادة وتقبّل الجمهور"، لافتاً إلى أن "مُشاركتنا في معركة الإسناد في محلّها، ولو تكرّر الأمر لكرّرناه".
وأردف الشيخ قاسم بأنه "حافظنا على استهداف الأهداف العسكرية فقط، ومراعاة ظروفنا الموجودة، وتقديرنا السياسي لما يجدي، وهذه نتيجة تقدير وقدرة، والمسألة كلها تتعلق بكيفية إدارة المعركة، بحيث نضمن أطول فترة ممكنة من المواجهة، ونحن في النهاية عملنا ما نقدر عليه، وبتقديرنا أن هذا هو الممكن"، ورداً على اغتيال السيد نصرالله قال "قُمنا بما يلزم، وبما نقدر عليه".
وعن استهداف منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال قاسم: "عملية استهداف منزل نتنياهو في قيساريا جاءت وفق إحداثية دقيقة من أحد الإخوة، وكانت إنجازاً استخبارياً عملانياً بأن طال الاستهداف غرفة نوم رئيس وزراء العدو".
وأضاف أنَّ "عنصراً من الحزب شارك في استهداف منزل نتنياهو"، موضحًا أنَّ "العامل الميداني كان بحوزته خريطة وتوزيعات المكان، فبلّغ مسؤوله بأنه قادر على تجهيز الإحداثية الدقيقة اللازمة للضرب".
