يدخل البلد مجدداً مرحلة جديدة من التصادم السياسي، من بوابة الانتخابات النيابية؛ إذ يحتدم الخلاف اليوم بين مؤيدي ومعارضي اقتراح القانون المعجل المكرر بخصوص اقتراع المغتربين. وقبيل جلسة الثلاثاء المقبل التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لاستكمال مناقشة جدول أعمال الجلسة السابقة وإقراره، التي فقد النصاب خلالها قبل استكمال المناقشة، فإنّ عدداً من الكتل والنواب المستقلين يتوجهون اليوم إلى مقاطعة الجلسة كما حصل في الجلسة السابقة، وتحديداً القوات والكتائب وعدد واسع من المستقلين.
وأعلنت كتلة تحالف التغيير التي تضمّ النواب ميشال دويهي، مارك ضو، وضّاح الصادق، إضافة الى أمين السرّ الكتلة النائب السابق رامي فنج، بعد اجتماع لها عدم حضور الجلسة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم الثلاثاء، "إيمانًا بتمسك أعضاء الكتلة بالدستور اللبناني الذي يكفل حق النواب ويحفظ دورهم، في وجه من يصر على مخالفته على نحوٍ متكرّر، عبر ممارسته غير الدستورية، وخطابه الإلغائي".
وكذلك يعقد تكتل الجمهورية القوية اجتماعًا لاتخاذ قرار بمقاطعة جلسة الثلاثاء، لعدم إدراج تعديل قانون الانتخاب.
يأتي ذلك في وقت يصر فيها رئيس المجلس وكذلك حزب الله والتيار الوطني الحر على مواقفهم بخصوص اقتراع المغتربين، وسط تأكيد بري أنَّ "لا يحق للحكومة أن ترسل قانوناً إلى مجلس النوّاب في ظلّ وجود قانون سارٍ"، معتبراً أنَّ "ما يحاولون طرحه في قانون الانتخاب يهدف إلى عزل طائفة"، مؤكداً أن "هذا ما لن نسمح به"، على حد قوله.
رعد: استقرار لبنان في ردع العدو
على مستوى المواقف السياسية، أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "اعتداءات إسرائيل على لبنان سببها طمعها ومشروعها التوسعي لإخضاع بلدنا"، وأضاف: "من يطالب بنزع ذرائع المقاومة إما يجهل طبيعة العدوان أو يراهن خطأً على وقوف أصدقاء دوليين لحماية لبنان بعد التنازل".
وفي كلمة له من مدينة النبطية، شدد رعد على أن "مفتاح أمن لبنان واستقراره ليس في تلبية شروط العدو؛ بل في ردعه وإجباره على تنفيذ التزاماته والوقف الفعلي لاعتداءاته"، مشيراً إلى "ضرورة تعزيز الاصطفاف الوطني لمواجهة أطماع إسرائيل، والابتعاد عن سياسات إضعاف الجبهة الداخلية".
وأوضح أنه "من مصلحة البلاد أيضاً عدم الربط بين إعادة إعمار البيوت ومعاملات المواطنين وأيّة ضغوط خارجية، وإنه من غير المقبول تأجيل الانتخابات النيابية عن موعدها الدستوري، لأن هذا مطلب دستوري ورئاسي ووزاري"، مؤكداً أنه "لدى العدو مصلحة في تأجيل الانتخابات لأسباب ليست خافية".
الراعي: خلاص الأوطان يبدأ بخدمة الإنسان
من جهته، أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنَّ "المسؤولية الوطنية واجب أخلاقي وروحي، والله سلّمنا هذا الوطن كي لا يتحوّل إلى مزرعة مصالح".
وخلال عظته في قداس الأحد، شدّد البطريرك الراعي على أنَّ "خلاص الأوطان يبدأ من خدمة الإنسان"، مضيفًا أنَّ "الأوطان لا تُبنى بالشعارات؛ بل بالفعل، ولبنان مدعو إلى قيامة جديدة لا تقتصر على السياسة؛ بل تشمل روح الخدمة والتفاني في العطاء".
