أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "إسرائيل لا تحتاج إلى إذن من أحد لضرب أهداف في غزة أو لبنان، بالرغم من موافقتها على الهدنة الأخيرة"، مشيراً في كلمة خلال اجتماع لحكومته إلى أن "إسرائيل دولة مستقلة، لسنا مستعدين للتسامح مع هجمات ضدنا. نردّ على الهجمات وفق ما نراه مناسباً، لا نسعى للحصول على إذن من أحد للقيام بذلك. نحن نتحكّم في أمننا".
كلام نتنياهو تزامن مع زيارة تقوم بها الموفد الأميركية مورغان أورتاغوس إلى إسرائيل، حيث أفادت وزارة الدفاع الإسرائيلي أن الوزير يسرائيل كاتس، أجرى جولة عند الحدود اللبنانية برفقة أورتاغوس. وتجوّل وزير الدفاع وأورتاغوس على الحدود وزارا مستوطنة "مسغاف عام"، حيث قاما بمراقبة الأراضي اللبنانية من هناك. كما استمعا إلى القادة الميدانيين حول جهود الدفاع والهجوم للجيش الإسرائيلي في تلك الجبهة – بما في ذلك الإعلان عن تصفية عنصرين من حزب الله خلال الزيارة.
ووجّه كاتس الشكر للرئيس الأميركي دونالد ترامب وللمبعوثة أورتاغوس شخصيًا على الدعم والمساندة لسياسة حماية الحدود والمستوطنات الإسرائيلية في مواجهة لبنان. وأكد أنّ إسرائيل ستواصل الدفاع عن مستوطنات الشمال أمام أي تهديد.
زيارة أورتاغوس هذه تسبق مجيئها إلى لبنان، حيث من المفترض أن تصل الموفدة غداً الاثنين في زيارة تستمر لغاية يوم الأربعاء، حيث ستشارك في اجتماع الميكانزيم الأربعاء، في الوقت الذي تكثف فيه إسرائيل عدوانها على المناطق الجنوبية.
واجتماع الميكانزيم الأربعاء سيكون بحضور رئيس اللجنة الجديد الجنرال الأميركي جوزيف كليرفيلد، الذي جال على الرؤساء الثلاثة قبل أيام، حيث شدد المسؤولون على ضرورة وضع حدٍّ للاعتداءات الإسرائيلية وانتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار، داعين لجنة الإشراف المكلّفة بتنفيذه، إلى تفعيل دورها، وهو ما تعهّد به الرئيس الجديد للجنة؛ إذ أشار إلى تكثيف عمل اللجنة وتفعليها على نحوٍ دوري.
اعتداء إسرائيلي جديد على اليونيفيل
في هذا السياق، كشفت قوات اليونيفيل في جنوب لبنان عن تعرّضها لاعتداء إسرائيلي؛ إذ أشارت إلى أنّ مسيّرة إسرائيلية ألقت قنبلة مساء اليوم قرب دورية لليونيفيل، قبل أن تطلق دبابة إسرائيلية النار باتجاه جنود حفظ السلام.
وقالت في بيانٍ لها:" عند حوالي الساعة 5:45 من مساء اليوم (الأحد)، اقتربت مسيّرة إسرائيلية من دورية تابعة لليونيفيل قرب بلدة كفركلا وألقت قنبلة. وبعد لحظات، أطلقت دبابة إسرائيلية النار باتجاه قوات حفظ السلام. لحسن الحظ، لم تُلحق أيّة إصابات أو أضرار بأفراد اليونيفيل أو معداتهم".
وأضافت:" جاء ذلك عقب حادثة سابقة في الموقع نفسه، حيث حلقت مسيّرة إسرائيلية فوق دورية اليونيفيل على نحوٍ عدواني. وقد اتخذت قوات حفظ السلام الإجراءات الدفاعية اللازمة لعزل المسيّرة".
وأكّدت تُشكّل هذه الأفعال التي قام بها الجيش الإسرائيلي انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 وسيادة لبنان، وتُظهر استخفافاً بسلامة جنود حفظ السلام وأمنهم، والذين يُنفّذون المهام التي كلفهم بها مجلس الأمن في جنوب لبنان.
غارة على النبي شيت
أمّا ميدانياً، توسّع إسرائيل من عدوانها على لبنان بقاعاً وجنوباً في إطار تصعيدي على وقع الضغوط الأميركية في موضوع حصرية السلاح بيد الدولة. واستهدف الطيران الإسرائيلي عصر اليوم بـِ 3 صواريخ مسيرة إسرائيلية سقطت في سهل بوداي ودمرها. ولاحقاً، استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيليّة منزلاً في منطقة الحفير فلاوي، غرب بعلبك، وهو ما أدى إلى سقوط شهيد وإصابة آخرين بجروح، وفق ما أعلن بيان وزارة الصحة.
كذلك أغارت طائرة مسيّرة إسرائيلية على سيارة في بلدة النبي شيت في البقاع، قرب مركز الأمن العام عند مدخل البلدة، وهو ما أدى إلى سقوط شهيد وفق وزارة الصحة. يأتي هذا الاستهداف في تصعيد إسرائيلي مباشر على القرى البقاعية؛ إذ كانت الاستهدافات على البقاع سابقاً تطال جرود البقاع والهرمل، في حين جاء هذا الاعتداء على مدخل بلدة وفي وضح النهار.
أدرعي: استهدفنا مهرب أسلحة لحزب الله
وحول الاستهدافات الإسرائيلية اليوم، أشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي أدرعي في منشور عبر حسابه على منصّة "أكس"، إلى أنّه "خلال ساعة قضينا على تاجر أسلحة في حزب الله والمندوب المحلي للحزب الإرهابي في البياضة".
وأفاد بأنّه "هاجمنا في وقت سابق اليوم في منطقة البقاع في لبنان وقضينا على المدعو علي حسين الموسوي، الذي كان يعد مهرب أسلحة في حزب الله حيث عمل الموسوي تاجرًا للأسلحة ومهربًا للوسائل القتالية في صفوف حزب الله، وتورط في شراء الأسلحة ونقلها من سوريا إلى لبنان، وشكل عنصرًا مهمًا في أعمال إعمار حزب الله الإرهابي وتسلّحه".
وأضاف: "كما استهدفنا في وقت سابق اليوم في منطقة الناقورة وقضينا على الإرهابي المدعو عبد محمود السيد، الذي عمل مندوبًا محليًا لحزب الله في منطقة البياضة في جنوب لبنان، وكان مسؤولًا عن العلاقة بين التنظيم الإرهابي وسكان المنطقة في القضايا الاقتصادية والعسكرية، وساهم في محاولات إعادة ترميم القدرات العسكرية لحزب الله في القرية".
غارة على الناقورة
وفي وقت سابق استهدفت مسيّرة إسرائيلية بصاروخين سيارة عند مدخل الناقورة، وهو ما أدى إلى سقوط شهيد.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة في بيانٍ له أن "غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة الناقورة قضاء صور أدت إلى سقوط شهيد".
سبق ذلك اعتداءات إسرائيلية عدة؛ إذ ألقت محلّقة معادية قنبلة صوتية في اتجاه بلدة عيتا الشعب. ولاحقاً، ألقت محلقة للمرة الثانية، قنبلة صوتية في اتجاه عدد من المزارعين في بلدة عيتا الشعب.
وفجراً أغارت مسيّرة بصاروخ مستهدفة حفارة في بلدة بليدا، من دون وقوع إصابات. وسط تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي في أجواء الجنوب، خصوصاً مدينة صور والقرى والبلدات المحيطة. كما تحلق مسيرة على علو منخفض جداً فوق قرى الزهراني.
من جهة ثانية، أصيب مواطن بجروح بانفجار من مخلفات الحرب في بلدة عيترون قضاء بنت جبيل.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي زعم في وقتٍ سابق أنَّ "الجيش الإسرائيلي قضى على عنصر في قوة الخاصة لوحدة الرضوان في حزب الله". وادَّعى بالقول: "هاجم الجيش مساء أمس في منطقة القليعة في جنوب لبنان وقضى على المدعو محمد أكرم عربية أحد عناصر القوة الخاصة في قوة الرضوان التابعة لحزب الله".
وأضاف: "لقد دفع عربية في الفترة الأخيرة بمحاولات إعادة إعمار قدرات قتالية في حزب الله، وساهم في المحاولات لإعادة إعمار بنىً تحتية، حيث شكلت أنشطتها خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".
