لبنان ودروسُ الهدنةِ في غزة: تفاوضٌ، ترسيمٌ، وتفاهمات أمنية

المدن - سياسةالجمعة 2025/10/24
استهداف سيارة في الجنوب الخردلي من قبل العدو الاسرائيلي(لطف الله ضاهر)
ساد "اللاحرب واللاسلم" في لبنان منذ اتفاق وقف إطلاق النار. (لطف الله ضاهر)
حجم الخط
مشاركة عبر

نشرت صحيفة "ذا ناشيونال" تقريرًا تساءلت فيه عن الدروس التي يمكن تطبيقها من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة على الواقع اللبناني، موضّحةً أنّ بيروت وإن لم تُدعَ إلى "قمّة شرم الشيخ" في 13 تشرين الأوّل، فإنّ مسؤوليها يراقبون مسار إنهاء الأعمال العدائية في غزة لما قد يحمله من انعكاسات مباشرة على لبنان.

وأشار التقرير إلى أنّ رئيس الجمهوريّة جوزاف عون قال في اليوم نفسه: "الجوّ العام اليوم هو جوّ تسويات، وبالتالي لا بدّ من التفاوض مع إسرائيل، أمّا شكل التفاوض فيُحدَّد في حينه". وبعد أسبوع، بدا أنّ المبعوث الأميركي المؤقّت إلى لبنان، توم برّاك، يؤيّد هذا التوجّه بقوله إنّ "المرحلة الثانية من الإطار الأمني الشمالي لإسرائيل" ينبغي أن تكون "نزع سلاح حزب الله داخل لبنان وبدء مناقشات أمنية وحدودية مع إسرائيل"، مُحذّرًا من أنّ "عدم القيام بذلك سيقود الذراع العسكري للحزب إلى مواجهة كبرى مع إسرائيل".

ووفق التقرير، فمنذ تسهيل إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وقف إطلاق النار في لبنان في تشرين الثاني الماضي، ساد "اللاحرب واللاسلم". وللوصول إلى الاتفاق، مُنحت إسرائيل "خطابًا جانبيًّا" يتيح لها ضرب "تهديدات حزب الله المزعومة"، ما جعله وقفًا لإطلاق النار "مفروضًا على جانبٍ واحد"، فيما حُثّت السلطات اللبنانية على "نزع سلاح حزب الله"، واستمرّت إسرائيل في قصفه واستهداف مواقع مدنيّة.

ولفت إلى أنّ برّاك قدّم في الصيف "جدولًا زمنيًّا" لنزع السلاح، فوافق عليه لبنانيون أملاً في الحدّ من الهجمات الإسرائيلية، لكنّه "فشل في نيل موافقة إسرائيل"، فسقطت الخطة. وتوقّع التقرير أن تُسلَّم "ملفّات لبنان" قريبًا لجهة أميركية أخرى، مع الإشارة إلى أنّ السفير الأميركي المعيّن في بيروت، ميشال عيسى، قد يصبح "المسؤول الرئيسيّ عن السّياسة اللّبنانيّة"، وأنّ واشنطن "تُعِدّ خطةً مكمّلة لمقترح برّاك، مستوحاة من خطة ترامب بشأن غزّة".

ويرجّح التقرير أنّ "آليّة التدرّج" التي تربط خطوة طرفٍ بخطوةٍ مقابلةٍ للطرف الآخر ستكون جزءًا من أي طرح، وأنّ "المفاوضات المباشرة بين لبنان وإسرائيل" مطروحة، رغم تمسّك اللبنانيين بصيغة "مفاوضات غير مباشرة" عبر الأميركيين على غرار "اتفاق ترسيم الحدود البحرية في تشرين الأوّل 2022".

وعن جدول الأعمال المحتمل، يُتوقَّع "وضع اللمسات الأخيرة على الحدود البرّية" مع بقاء خلافات على 13 نقطة، إلى جانب "ترتيبات أمنية" قد تشمل "نظام إنذار مبكر داخل لبنان" وربّما "منطقة حدودية لبنانية خالية من السكّان". ويذكّر التقرير بأنّ افتراض المبعوث آموس هوكستين كان أنّ "ترسيم البرّ" يزيل ذريعة استمرار مقاومة الحزب بذريعة "الاحتلال"، وأنّ "موافقة حماس على اتفاقٍ يتضمّن نزع سلاحها وإعادة الرهائن" إن حصلت، ستترك أثرًا مباشرًا على النقاش اللبناني: "إذا قبل حليفكم الاستراتيجي بذلك، فلماذا لا تقبلون؟".

وفي المقابل، يذكّر التقرير بأنّ "عامين من الهجوم الإسرائيلي على غزة" لم يقضيا على حماس، وأنّ الولايات المتحدة "تفاوضت مباشرةً مع قياداتها"، ما يجعل "الحلّ العسكري لسلاح حزب الله" في لبنان أكثر صعوبةً على من يدفعون نحوه. وعليه، يخلص التقرير إلى أنّ "النتائج العسكرية التبسيطية ليست الحلّ"، وأنّ كسر الجمود يتطلّب "مسارًا سياسيًّا تدريجيًّا" عبر مفاوضات ترسيم الحدود وتفاهمات أمنية تحدّ من هامش المناورة، وتُجنِّب الانزلاق إلى العنف.

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث