رجّي يتفقد الجنوب على متن طوافة..والحجار: جاهزون للانتخابات

المدن - سياسةالجمعة 2025/10/24
رجي مع قائد اليونيفيل
رجي في الجنوب. (وطنية)
حجم الخط
مشاركة عبر

قام وزير الخارجيّة والمغتربين يوسف رجّي، يرافقه مدير مكتبه السفير ألبير سماحة، ومدير المنظّمات الدوليّة في وزارة الخارجيّة السفير سليم بدّورة، صباح اليوم، بجولةٍ تفقديّةٍ على متن طوّافةٍ تابعةٍ لقوّات الطوارئ الدوليّة العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل"، اطّلع خلالها على حجم الدمار الذي خلّفتْه الاعتداءات الإسرائيليّة في القرى الحدوديّة، وتفقّد الخطّ الأزرق والنقاط الخمس التي تحتلّها إسرائيل.

ولدى وصوله إلى مقرّ القوّات الدوليّة في الناقورة، استقبله قائد "اليونيفيل" اللواء ديوداتو إبانْيارا ورافقه في جولةٍ ميدانيّة، ثمّ دوّن رجي كلمةً في السّجلّ الذهبيّ عبّر فيها عن اعتزازه بزيارة القوّات الدوليّة بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتّحدة، مشيدًا بالدور الذي تضطلع به "اليونيفيل" في حفظ السلام والاستقرار، وبالتضحيات التي قدّمها جنودها من أجل لبنان.

وتبادل الطرفان الهدايا التذكاريّة، إذ قدّم قائد "اليونيفيل" علم الأمم المتّحدة رمزًا للسلام والازدهار، فيما أهدى الوزير رجي مجسّمًا فينيقيًّا صنع بعد انفجار مرفأ بيروت، ودخلت في صناعته بقايا من القمح الذي كان في الإهراءات.

وفي ختام الزيارة، أعرب رجي عن تقديره لتضحيات القوّات الدوليّة، وناقش مع قائدها مستقبل عمل "اليونيفيل" بعد انتهاء ولايتها المقرّرة نهاية عام 2026، وقد أكّد القائد مواصلة الجنود التعاون مع الجيش اللبنانيّ خلال المرحلة الانتقاليّة لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، ودعم صمود الأهالي على الرغم من تخفيض الموازنة.

وقال رجّي: "لا يمكننا إلّا أن نشارك في احتفالات الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتّحدة، التي ساهم لبنان في بنائها عبر المفكّر السياديّ الراحل شارل مالك. زيارتي اليوم تأتي لشكر الأمم المتّحدة بوجهٍ عام، وجنود اليونيفيل بوجهٍ خاصّ، على جهودهم وتضحياتهم من أجل أمن لبنان وسلامته". وأضاف: "تأثّرت بالمشهد خلال العرض العسكريّ وحركة الانصهار بين جنودٍ من جنسيّاتٍ وإثنيّاتٍ وثقافاتٍ مختلفة، وهذا نموذجٌ للتضامن الإنسانيّ بين الشعوب".

وتابع الوزير موضحًا: "شملت الزيارة تحليقًا جوّيًّا على الحدود، وتفقّدًا للقرى المتضرّرة والدمار الهائل الذي سبّبتْه الاعتداءات الإسرائيليّة، والنقاط الخمس العسكريّة الإسرائيليّة، وما شاهدته يزيدنا تصميمًا على ضرورة تحرير الأراضي اللبنانيّة، ودعم الجيش اللبنانيّ في جهوده لبسط سيادة الدولة وتطبيق قرار 1701، وتنفيذ قرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة واستعادة قرار الحرب والسّلم".

واختتمت الزيارة بمشاركة الوزير رجي في احتفالٍ أقيم في مقرّ القوّات الدوليّة بمناسبة مرور ثمانين عامًا على توقيع ميثاق الأمم المتّحدة، حيث وضع إكليلًا من الزهر باسم الشعب اللبنانيّ على ضريح الجنود الذين استشهدوا أثناء أداء مهامّهم في لبنان.

 

اليونيفيل تُحيي يوم الأمم المتحدة 

من جهتها، أحيت قوّات الطوارئ الدوليّة العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" الذكرى الثمانين لتأسيس "الأمم المتحدة" باحتفالٍ في مقرّها العام في الناقورة، حضره وزيرُ الخارجيّة والمغتربين يوسف رجي، وممثّلُ قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل اللواء حسان عودة، وقائدُ "اليونيفيل" الجنرال ديوداتو أبانيارا، وقائدُ المنطقة الإقليميّة في قوى الأمن الداخلي في الجنوب العميد الركن أحمد أبو ضاهر، ومديرُ التوجيه العميد حسين غدّار، والناطقةُ الرسميّة باسم "اليونيفيل" كاندِس أرديل، إلى جانب قياداتٍ عسكريّةٍ وأمنيّةٍ ودينيّةٍ وضبّاطٍ وموظّفين من البعثة.

وتخلّل الحفلَ عرضٌ عسكريّ لوحداتٍ من "اليونيفيل"، ورفعُ أعلامِ لبنان و"اليونيفيل" والدولِ المشاركة، ثمّ وضعَ أبانيارا ورجي وممثّلُ قائد الجيش أكاليلَ من الزهر على نصبِ ضحايا "اليونيفيل". كما منحَ أبانيارا دروعًا تقديريّة لعددٍ من موظّفي البعثة الذين أنهوا خدماتِهم، وأُقيم معرضُ صورٍ يجسّد دورَ قوّات الطوارئ الدوليّة في عمليات حفظِ السلام حول العالم.

وفي كلمةٍ لرئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدِها العام الجنرال ديوداتو أبانيارا، قال: "نقفُ اليومَ تحت الرايةِ الزرقاء لنُحيي الذكرى الثمانين لتأسيس منظمة الأمم المتحدة، والذكرى الخامسة والعشرين لقرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلام والأمن. هذه ليست مجرّد تواريخ، بل سرديّةٌ عن أُناسٍ آمنوا بالسلام ورفضوا أن تكون للحربِ الكلمةُ الأخيرة". وأضاف: "السلامُ لا يُبنى بجهودٍ فرديّة بل بالعملِ الجماعي، والشموليةُ جوهرُ السلام، فبدونِها لا يدوم".

وتابعَ أبانيارا قائلًا: "يمنحُنا هذا الاحتفالُ لحظةَ تأمّلٍ نستعيدُ فيها ثمانيةَ عقودٍ من التقدّم، ونتطلّعُ بشجاعةٍ إلى المستقبل وتحدّياتِه. علينا أن نبني هذا المستقبلَ معًا، فلا أحدَ ينجحُ بمفرده". واستعادَ ظروفَ التأسيس قائلاً: "وُلد ميثاقُ الأممِ المتحدة من قلبِ الدمار ووعدَ بحمايةِ الأجيال من ويلاتِ الحرب، لأنّ السلامَ ليس حلمًا مثاليًّا، بل أشجعُ المهمّات وأعمقُها ضرورة".

وأشارَ إلى أنّ "ميثاقَ الأمم المتحدة ما زال يُخاطبُ ضميرَ الشعوب على الرّغم من التحدّيات غيرِ المسبوقة التي تواجه مبادئَه"، معتبرًا أنّ "الجوابَ على أزماتِ العالم واضحٌ وهو أن نقفَ معًا ونعزّز نظامَ التعاون الدولي بدلَ تقويضِه". وأردف: "هذه هي روحُ مبادرةِ الثمانين، وروحُ الميثاقِ من أجل المستقبل، وروحيّةُ جدولِ أعمال 2030 لبناء الثقة وتجديد أسسِ التعاون الدولي كي تتمكّن الأممُ المتحدة من خدمةِ الناسِ في كلّ مكان".

وعن الواقعِ اللبناني، قال: "قصةُ الأمم المتحدة في لبنان، عبرَ اليونيفيل وجميع وكالاتها، واقعٌ نعيشه كلَّ يومٍ جسرًا بين المجتمعات وقناةً للحوار ويدًا ثابتةً في لحظاتِ التوتّر. نواصلُ العملَ إلى جانبِ الجيشِ اللبناني لتنفيذِ القرار 1701 وخلقِ مساحةٍ ينمو فيها السلام". وأوضح في وصفِ مهمّة حفظِ السلام: "ليست عملًا سلبيًّا بل شجاعةٌ وصبر، وإصرارٌ هادئٌ على ردعِ العنفِ بالحضور، وحمايةُ الحياةِ بأن نكونَ قدوة".

وختمَ أبانيارا مؤكّدًا: "السلامُ لا يُمنَحُ بل يُبنى كلَّ يومٍ بالحوارِ والشجاعة، وكلماتُ الميثاق تبدأ بـ "نحنُ الشعوب"، تذكيرًا بأنّ السلامَ ليس امتيازَ الحكومات، بل حقُّ الشعوب، ومن واجبِنا المشترك حمايتُه".

ويُذكر أنّ احتفالَ هذا العام هو الأوّلُ منذ عامين، إذ حالَ تصاعدُ النزاعِ على طولِ "الخطّ الأزرق" العامَ الماضي دون إقامةِ مثل هذه الفعاليّات.

 

الداخليّة مستعدّة

وفي سياقٍ آخر، عرض الرئيس جوزاف عون مع وزير الداخليّة والبلديّات أحمد الحجّار التحضيرات الجارية في مختلف وحدات الوزارة لإجراء الانتخابات النيابيّة في موعدها خلال شهر أيّار المقبل، وأوضح الوزير الحجّار أنّ جهوزيّة وزارة الداخليّة كاملةٌ لإنجاز هذا الاستحقاق في أفضل الظروف، وبحياديّةٍ وشفافيّةٍ مطلقة. كما جرى خلال اللقاء عرض الأوضاع الأمنيّة في البلاد في ضوء التطوّرات الأخيرة.

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث