باراك يصله قريبًا: لبنان يطلب هدنة وتفعيلًا لدور الميكانيزم

المدن - سياسةالجمعة 2025/10/24
بلاسخارت
ستواصل الأمم المتحدة الوقوف إلى جانب الدولة اللبنانية
حجم الخط
مشاركة عبر

بعد ليلٍ عنيفٍ جرّاء الغارات التي شنّتْها إسرائيل على البقاع والجنوب يوم أمس، استأنفتْ إسرائيل عدوانها على لبنان صباحًا، وألقتْ مسيّرةٌ إسرائيليّةٌ قنبلةً صوتيّةً بالقرب من جرّافةٍ في الحيّ الغربيّ من مدينة الخيام، من دون إصابة الجرّافة ومن دون وقوع إصابات، فيما استهدفتْ غارةٌ أخرى الحيّ الجنوبيّ في المنطقة. واندلع حريقٌ في الحفّارة المستهدفة في الخيام، وعمل عناصر من الدّفاع المدنيّ على إطفائه، وسط تحليق مسيّرةٍ إسرائيليّةٍ على علوٍّ منخفض.

في ظلّ التّصعيد الإسرائيليّ الذي ينذر بالأسوأ، تتكثّف الاتّصالات الدّاخلية والمشاورات لتلافي عدوانٍ إسرائيليٍّ أوسع على لبنان والتوصّل إلى اتّفاقٍ على هدنة. وأبلغتْ مصادرٌ دبلوماسيّةٌ "المدن" أنّ لبنان يسعى إلى وقف العدوان، إفساحًا في المجال أمام البحث في الخطوات اللاحقة، وأنّ الموفد الأميركيّ توم باراك يفترض أن يصل إلى لبنان مطلع الشّهر المقبل، فيما لم يتأكّدْ بعد ما إذا كانت مورغان أورتاغوس ستشارك في اجتماع "الميكانيزم" المقبل، تلك اللجنة التي طالب لبنان بتفعيل دورها في أيّ مفاوضاتٍ غير مباشرة. كما ينتظر لبنان زيارة وفدٍ أميركيٍّ ينقل إليه توجّه الإدارة الأميركيّة حيال موضوع حصرية السّلاح، الذي بات شرطًا أساسيًّا للتّعاطي مع لبنان.

 

مناورةٌ تحاكي الدّخول إلى الجليل

وإلى الخروقات الإسرائيليّة والعدوان المستمرّ، لم توقفْ إسرائيل تهديداتها التي تكرّرتْ على لسان عددٍ من المسؤولين، في وقتٍ ذكر تقريرٌ لصحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيليّة أنّ "الجيش الإسرائيليّ أجرى تدريبًا لمدّة ثلاثين ساعة، للتدرّب على المعارك الدفاعيّة على امتداد الحدود الشماليّة خلال الأسبوع الماضي، بهدف الاستعداد لمحاولة هجومٍ شبيهٍ بـ7 تشرين الأوّل من لبنان". وأشار التقرير إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ تدرّب، في أحد السّيناريوهات، على القدرة على الرّدّ على هجومٍ مفاجئٍ على نهاريا، التي يسكنها عشرات الآلاف من السّكّان، في حال حاول مسلّحون التسلّل جوًّا وبرًّا وبحرًا للسّيطرة على المدينة. ووفق الصحيفة الإسرائيليّة، "تعامل الجيش الإسرائيليّ مع محاولات محاكاةٍ للسيطرة على بلداتٍ إضافيّةٍ في شمال إسرائيل، ومنشآتٍ تابعةٍ للجيش الإسرائيليّ، ومواقع استيطانيّةٍ على طول الحدود".

وأضافت أنّه "في مساء يوم الأربعاء، دخل التمرين مرحلته الثانية، حيث انتقل الجيش الإسرائيليّ من الدّفاع إلى الهجوم داخل الأراضيّ اللبنانيّة، وخلال الليل، طلب من القوّات الإسرائيليّة التدرّب على سيناريوهاتٍ تتعلّق بمنع تهريب الرّهائن من الأراضي الإسرائيليّة إلى لبنان". وقال ضابطٌ كبيرٌ لـ"جيروزالم بوست" إنّ "هناك أماكن فشلتْ فيها الكتائب الإسرائيليّة فشلًا ذريعًا في أداء مهامّها، وإنّ الوحدات اضطرّت أحيانًا إلى استبدالها أثناء التمرين أو التّعافي من انتكاساتٍ كبيرة". وعن سيناريو نهاريا وهجماتٍ أخرى في الجليل، قال الضابط الإسرائيليّ إنّه "تمّ التدرّب على تنسيقٍ مكثّفٍ مع سلاح الجوّ الإسرائيليّ، إلى جانب اشتباكاتٍ أصغر وأكبر نطاقًا في مواقع مختلفة".

وتابعت الصحيفة، "بحسب الجيش الإسرائيليّ، يبقى السؤال مطروحًا عمّا إذا كان "حزب الله" لا يزال قادرًا على تحدّي إسرائيل في سيناريو متطرّف، وفي هذا الإطار، قال ضابطٌ إسرائيليٌّ كبير: "في هذه المرحلة، هل يمكنهم تنفيذ شيءٍ مشابهٍ لما تدرّبنا عليه، كما فعلوا من قبل؟ على الأرجح لا، لكن نقطة انطلاقنا هي الاستعداد للاحتمالات السّهلة والصّعبة، لا يمكننا التنبّؤ بما سيحدث". وأشارت الصّحيفة أيضًا إلى أنّ "الجيش الإسرائيليّ أقرّ أنّ أيّ هجومٍ لـ"حزب الله" قد يكون مفاجئًا". وقال الضابط الإسرائيليّ الكبير إنّ "قدرات "حزب الله" تضرّرتْ بشدّة، لكنّه لا يزال يحاول". ولفتت "جيروزالم بوست" إلى أنّ "منظّمي التدريب وضعوا سيناريوهاتٍ بناءً على قدرات "حزب الله" قبل الحرب، حتّى إنّهم بالغوا في تقدير قوّته لاختبار جاهزيّته". وأضاف الضابط، "لقد جاءوا من البحر، من اتجاهاتٍ متعدّدة، وليس فقط فوق الماء، في البحر مهمّة البحريّة هي إيقافهم، على البرّ تمنحنا عمليّاتنا المستمرّة داخل لبنان ميزتين، مسحٌ قصير المدى لضمان عدم إعادة بناء "حزب الله"، وتنظيمٌ طويل المدى للمنطقة العازلة الأمنيّة لتصعيب شنّ هجماتٍ عليهم".

 

عون يجدّد التزام لبنان

إلى ذلك، وجّه رئيس الجمهوريّة جوزاف عون كلمةً في مناسبة يوم الأمم المتّحدة، في 24 تشرين الأوّل، مؤكّدًا أنّ هذا اليوم "يرمز إلى التزام الدّول منذ ثمانين عامًا بميثاقٍ إنسانيٍّ يقوم على إنقاذ الأجيال من ويْلات الحروب، والعيش بسلامٍ وحسن جوار، والإيمان بحقوق الإنسان وكرامة الفرد والمساواة بين الأمم كبيرها وصغيرها".

ورأى الرّئيس عون أنّ "هذا الميثاق يعكس جوهر رسالة لبنان ونضاله من أجل سيادة دولته، واستقلال قراره، وحريّة شعبه"، متقدّمًا بالتهنئة إلى الأمم المتّحدة في يومها، ومعربًا عن تمنّياته "بتحقيق أهدافها النبيلة".

وختم بالتأكيد على التزامه بأن يكون "الحقّ والخير رفيقيْ درب اللبنانيّين، مهما كانت تقلبّات العهود والأيّام".

 

بلاسخارت: لبنان أكّد ألّا عودة إلى الوراء

ولمناسبة يوم الأمم المتّحدة العالمي، صدر عن المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، بمناسبة يوم الأمم المتّحدة، بيانٌ جاء فيه، "بينما تكمل الأمم المتّحدة عامها الثمانين في ظلّ سعيٍ دؤوبٍ إلى التغيير والإصلاح، يمرّ لبنان بمرحلةٍ مفصليّةٍ من تاريخه الحديث ستحدّد مساره المستقبلي، وفي الوقت عينه تستمرّ التّحوّلات الإقليميّة الكبرى والقوى العالميّة في رسم مشهدٍ أمنيٍّ وجيوسياسيٍّ جديد".

"في العام 1945، كان لبنان أحد الدّول التي شاركتْ في تأسيس منظمة الأمم المتّحدة، كمحاولةٍ لتجنّب البشريّة المزيد من المعاناة بعد الدّمار الذي خلّفتْه الحرب العالميّة الثانية، ومنذ ذلك الحين، نشأتْ شراكةٌ قويّةٌ بين المنظمة ولبنان، الذي شقّ طريقه في ساحة العمل الدوليّ متعدّد الأطراف، ولا سيّما من خلال مساهمته في صياغة الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان عام 1948. وعلى امتداد العقود، واكبت الأمم المتّحدة الشعب اللبنانيّ في مختلف المحطّات، لا سيّما خلال الفترات التي طغتْ عليها الأزمات والاضطرابات، وذلك عبر بعثاتها السياسيّة وعمليّات حفظ السلام، إلى جانب وكالاتها المتخصّصة وصناديقها وبرامجها الإنمائيّة".

"يحلّ يوم الأمم المتّحدة هذا العام في ظلّ حالةٍ من عدم اليقين يمرّ بها لبنان، فبعد تصاعد الأعمال العدائيّة في العام 2024، بذلت السّلطات اللبنانيّة والقوّات المسلّحة اللبنانيّة جهودًا كبيرةً أعادت الحياة لعددٍ من بنود قرار مجلس الأمن الدوليّ رقم 1701 لعام 2006 بعد سنواتٍ من الجمود، ومع ذلك، لا يزال الجنوب اللبنانيّ يعاني من دمارٍ واسع، في ظلّ نقصٍ حادٍّ في التمويل واستمرار حالة عدم اليقين بشأن ملامح المرحلة المقبلة، الأمر الذي يخلق سياقًا يتعذّر معه مطالبة اللبنانيّين بمواصلة التزام الصّبر".

"لقد خلّف التاريخ آثارًا لا تمحى، ولا تزال الأسباب الجذريّة للأزمات المتكرّرة في الماضي دون معالجةٍ حقيقيّة، ومع ذلك، فإنّ الجهود الجماعيّة لدعم مسيرة لبنان الشّاقّة والشّجاعة لا تزال مستمرّة، ورغم أنّ الطريق لا يزال طويلًا ويتطلّب عملًا دؤوبًا، على المستويين الداخليّ والإقليميّ، فقد أكّد لبنان بوضوحٍ ألّا عودة إلى الوراء عن مسار التقدّم الذي اختاره، لقد عانى لبنان، على مدى تاريخه، من إخفاقاتٍ سياسيّةٍ واقتصاديّةٍ ممنهجة، لكن شعبه لم يكنْ يومًا مصدر هذا الفشل، ستواصل الأمم المتّحدة الوقوف إلى جانب الدّولة اللبنانيّة وشعبها، سعيًا لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع".

 

 

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث