اليونيفيل تحيي يوم الأمم المتحدة الأخير..أرديل: يوماً مؤثراً

حسين سعدالجمعة 2025/10/24
اليونفيل في جنوب لبنان (حسين سعد)
تشخص كل الأنظار حالياً إلى ما بعد اليونيفيل (حسين سعد)
حجم الخط
مشاركة عبر

إحياء قوات الطوارئ الدولية المعززة "اليونيفيل" في جنوب لبنان، يوم الأمم المتحدة، هو مناسبة سنوية تعتمدها "اليونيفيل" منذ انتدابها إلى منطقة جنوب الليطاني، في آذار من العام 1978، بموجب قراري مجلس الأمن 425 و426، كونها جزءاً من المنظمة الدولية.

الاحتفال المقرر صباح اليوم في المقر العام لقيادة هذه القوات في بلدة الناقورة، التي تُعقد على أرضها اجتماعات متتالية للجنة "الميكانيزم" المنبثقة عن اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، يحضره وزير الخارجية يوسف رجي.

يتميز الحفل المزمع عن الاحتفالات السابقة، إذ يأتي بعد قرار الأمم المتحدة بالتمديد الأخير لليونيفيل، التي تنهي وجودها أواخر العام 2027، وبعد حرب واسعة ومدمرة شنتها إسرائيل على لبنان، وما زالت متواصلة بأشكال مختلفة.

تشخص كل الأنظار حالياً إلى ما بعد اليونيفيل، التي أضحت على مدى 47 عاماً جزءاً لا يتجزأ من نسيج أبناء منطقة جنوب الليطاني تحديداً، حيث لا تخلو بلدة أو قرية من أثر لقوات حفظ السلام، من خلال المشاريع الحيوية واللوحات التي تؤرخها، إلى جانب تسجيل عدد من حالات الزواج بين عناصر من اليونيفيل ولبنانيات.

حتى الآن، لا يوجد تصوّر أو خريطة واضحة لما بعد اليونيفيل، لكن سيلاً من التقارير والمعطيات يتناول عدة خيارات، من بينها إنشاء قوة أوروبية للمراقبة أو توسيع مهام مكتب الأمم المتحدة في بيروت، وزيادة فعالية فريق مراقبي الهدنة المعروف بـ OGL، الذي ينتشر أفراده الخمسون منذ العام 1949 في ثماني نقاط على الجانب اللبناني من الحدود مع فلسطين المحتلة، ابتداءً من الناقورة وحتى الخيام، ويتخذ من مقر اليونيفيل نقطة انطلاقه.

 

علامة: التحضير لحضور قوة بديلة

يقول رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب اللبناني الدكتور فادي علامة لـ"المدن": كنا نتمنى أن يستمر عمل اليونيفيل، لأن وجودها مهم وضروري، كونها الجهة التي توثّق كل ما يتضارب مع نص القرارات الدولية. ونحن بحاجة إلى جهة دولية على الأرض تراقب وتساعد، واستكمال حضور الجيش اللبناني وانتشاره على الحدود.

وحول البدائل عن قوات اليونيفيل وإمكانية انتداب قوة أوروبية أو غيرها، أوضح علامة: لقد سمعنا كلاماً عن التفكير بجهات دولية، ودول راعية لبعض الاتفاقات مع لبنان، وأن يكون هناك نوع من الحضور لمواكبة انتشار الجيش وتوثيق أي انتهاكات للسيادة اللبنانية.

وكشف علامة عن التحضير لزيارة لجنة الشؤون الخارجية إلى مقر القوات الدولية خلال أسبوعين، لكي نفهم جيداً ماذا يحصل على الأرض، لاستكشاف إذا ما كانت هناك خطة بديلة. مضيفاً: يُحكى في الإعلام أن أصدقاء لبنان يحضرون لإنشاء قوة بديلة ليست بحجم اليونيفيل، لكني لا أملك هذه المعطيات.

 

كانديس أرديل: سندعم الجيش

وقالت الناطقة الرسمية باسم اليونيفيل كانديس أرديل لـ"المدن": سيكون يوم الأمم المتحدة هذا العام مؤثراً لنا جميعاً في اليونيفيل. يأتي في وقتٍ عصيب للغاية، إذ من المقرر انتهاء مهمتنا في نهاية عام 2026، وفي ظلّ عجز الميزانية الذي يُجبرنا على خفض عدد أفرادنا في المستقبل القريب.

أضافت: لكن يوم الأمم المتحدة يُذكرنا بما كان عليه العالم قبل ثمانين عاماً، وبالتقدم الذي أحرزناه عالمياً وفي لبنان، من خلال العمل على منع النزاعات ومحاربة الفقر والجوع، والنهوض بحقوق الإنسان، وبناء مستقبل أكثر استدامة. لم تكن الأمم المتحدة يوماً مثالية، لكنها قدّمت خيراً عظيماً، بما في ذلك هنا في جنوب لبنان.

وأكدت أرديل أن اليونيفيل ستبذل قصارى جهدها لدعم القوات المسلحة اللبنانية في عملها الحيوي بموجب القرار 1701. يحثّنا يوم الأمم المتحدة على تجديد التزامنا بالرؤية المتجسدة في ميثاق الأمم المتحدة، وبالعمل الذي سنبذله خلال الأشهر الأربعة عشر المقبلة سعياً لتحقيق استقرار دائم، ونأمل أن يتحقق السلام يوماً ما لجميع السكان على طول الخط الأزرق.

وحول ما إذا أدّت الأمم المتحدة من خلال اليونيفيل دورها المطلوب في جنوب لبنان، أشارت أرديل إلى أنه على مدى سبعة وأربعين عاماً، عملت قوات حفظ السلام على الحفاظ على الاستقرار. لم يكن هذا دائماً سهلاً أو ناجحاً تماماً، نظراً للواقع المعقد وعدم التزام أيٍّ من الطرفين الكامل بالقرار 1701. لكننا تمكّنا من تهدئة التوترات وتجنّب سوء الفهم وتصحيحه، والمساهمة في شعورٍ بالاستقرار سمح لسنواتٍ عديدة للناس والمجتمعات بالازدهار على جانبي الخط الأزرق.

 

وتابعت: لطالما وقفت قوات حفظ السلام إلى جانب المجتمعات في جنوب لبنان، ولا سيما العام الماضي عندما رفضنا مغادرة مواقعنا عندما أمرنا الإسرائيليون بذلك. وفي حين أن ولايتنا والظروف السائدة آنذاك قد حدّت مما كنا قادرين على فعله، إلا أننا واصلنا القيام بالمراقبة والإبلاغ — لنكون شاهدين محايدين على ما يحدث على الأرض. وقالت إن اليونيفيل ليست سوى جزء واحد من التزام الأمم المتحدة تجاه لبنان. هناك 26 وكالة وصندوقاً وبرنامجاً تابعاً للأمم المتحدة تعمل بنشاط على تحقيق السلام والأمن والاستقرار الداخلي، والحوكمة الفعالة، والحدّ من الفقر، وتعزيز التنمية المستدامة. وقد سهّلت قوات حفظ السلام وصولهم إلى الجنوب ليتمكنوا من القيام بعملهم لمساعدة الناس هنا.

 

وعن تصورها كيف سيكون جنوب لبنان بدون اليونيفيل في مثل هذا الوقت من العام المقبل، أوضحت أرديل لـ"المدن": سيظلّ جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل في جنوب لبنان العام المقبل. سنعمل حتى آخر لحظة من آخر يوم من شهر كانون الأول  2026، وهو موعد انتهاء ولايتنا. وحتى ذلك الحين، سنعمل بجهدٍ مكثّف جنباً إلى جنب مع الجيش اللبناني استعداداً لتولّي مهامنا الأمنية بموجب القرار 1701.

بحلول هذا الوقت من العام المقبل، ستكون لدينا أيضاً فكرة أوضح عن مستقبل اليونيفيل. فقد طلب القرار 2790 من الأمين العام بحث الخيارات المتاحة لمستقبل تنفيذ القرار 1701 بعد مغادرة اليونيفيل. ولن ينتهي التزام الأمم المتحدة تجاه جنوب لبنان برحيلنا.

 

الانسحاب التدريجي يبدأ في تشرين الثاني المقبل

مصادر مطلعة أكدت لـ"المدن" أن قوات اليونيفيل ستبدأ بسحب جزء من عديدها خلال تشرين الثاني المقبل، ويُقدَّر العدد بحوالي ألفين وأربعمئة ضابط وجندي من كتائب مختلفة، وقد حان وقت تبديلهم، لكنه لم يأتِ بديلاً لهم، بسبب البدء التدريجي بسحب قوات اليونيفيل، التي يبلغ عديدها حالياً حوالي أحد عشر ألف عسكري، من ضمنهم عناصر القوة البحرية من التابعية الألمانية التي تقود القوة البحرية منذ سنوات.

وأفادت المصادر عينها أنه حتى تاريخه لم يجرِ خفض عدد الموظفين المدنيين، وكل ما يحصل هو عدم ملء الشواغر للوظائف، إلى جانب إحالة عددٍ آخر إلى التقاعد بعد بلوغهم السن القانونية. مؤكدة أنه في 31 آب 2027 تتوقف كل عمليات اليونيفيل، ويتم تدريجياً تسليم المراكز إلى الجيش اللبناني، وهي مراكز قائمة على أملاك خاصة تدفع بدل إيجاراتها الحكومة اللبنانية.

وكانت أُنشئت هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (UNTSO) في أيار 1948، وكانت أول عملية حفظ سلام تُنشئها الأمم المتحدة.

وقدّمت هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (UNTSO) مراقبين عسكريين لبعثتين للأمم المتحدة في المنطقة: فريق مراقبي لبنان (OGL)، الذي يدعم قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في جنوب لبنان، ومجموعة مراقبي الجولان (OGG)، التي تدعم قوة الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك (UNDOF) في الجولان السوري المحتل.

ومنظمة الأمم المتحدة التي يُحتفل بإنشائها كانت قد تأسست عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية، وقد حدّد ميثاق الأمم المتحدة الغاية من تأسيسها بالمحافظة على السلم والأمن الدوليين.

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث