عون التقى الراعي واطلع منه على أجواء لقائه البابا

المدن - سياسةالأحد 2025/10/19
الراعي والبابا
ينظر إلى الحراك اللبناني في روما على أنه يتجاوز الطابع البروتوكولي. (وطنية)
حجم الخط
مشاركة عبر

يشارك رئيس الجمهوريّة جوزاف عون والسّيّدة الأولى نعمت عون في احتفال إعلان قداسة الطوباويّ المطران إغناطيوس مالويان من الكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة، في قدّاسٍ يترأّسه البابا لاوون الرابع عشر. ويرفع خلال هذا القدّاس سبعة قدّيسين جدد على مذابح الكنيسة، ومن بينهم المطران الشهيد إغناطيوس مالويان، أسقف ماردين، في حدثٍ كنسيٍّ وروحيٍّ كبيرٍ يحضره وفدٌ لبنانيٌّ رسميٌّ رفيعٌ يرأسه رئيس الجمهوريّة، الذي كان قد وصل إلى روما أمس، معلنًا أنّ لبنان بدأ التحضيرات لاستقبال البابا في زيارةٍ مرتقبةٍ قريبًا.

وعند وصوله إلى العاصمة الإيطاليّة، زار الرئيس عون المدرسة الحبريّة الأرمنيّة، والتقى بطريرك الأرمن الكاثوليك رافائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان، الذي منحه "وسام صليب الإيمان"، وهو الأعلى رتبةً في البطريركيّة. وقال البطريرك موجّهًا كلامه إلى الرئيس: "حضوركم ليس مجرّد مشاركةٍ رسميّة، بل شهادةٌ على أنّ لبنان ما زال بلد الإيمان رغم كلّ العواصف". وردّ الرئيس عون شاكرًا، مؤكّدًا سعادته بالمشاركة في تقديس المطران مالويان، ومشدّدًا على أنّ "التربية الروحيّة والوطنيّة للأجيال هي أساس بقاء لبنان".

وفي موازاة ذلك، عقد الرئيس عون لقاءً مع البطريرك المارونيّ  بشارة الراعي، جرى خلاله البحث في زيارة البابا المرتقبة إلى بيروت وفي الوضع اللبنانيّ العام. كما استقبل عون سفير لبنان لدى الكرسيّ الرسوليّ فادي عسّاف، وسفيرة لبنان في روما كارلا جزّار، وطاقمي البعثتين الدبلوماسيّتين، واطّلع منهم على أوضاع الجالية اللبنانيّة والعلاقة مع الفاتيكان.

سياسيًّا، يقارب القصر الجمهوريّ هذه الزيارة بوصفها فرصةً لإعادة وصل ما انقطع بين الدولة اللبنانية وشركائها الروحيّين والدوليّين، وتوظيف لحظة الإجماع الكنسيّ حول قداسة مالويان في تعزيز صورة لبنان كـ"وطن الرسالة". ويقرأ مقرّبون من الرئاسة في منح "وسام صليب الإيمان" للرئيس، وتأكيد البطريرك ميناسيان أنّ "لبنان ما زال بلد الإيمان"، مؤشّرًا إلى دعمٍ روحيٍّ ومعنويٍّ يمكن تحويله رأس مالٍ سياسيًّا في معركة تثبيت الاستقرار الداخليّ واستعادة الثقة الخارجيّة.

وفي ساحة الفاتيكان، سجّل لقاءٌ لافتٌ جمع البابا لاوون الرابع عشر بالبطريرك الراعي، في زيارةٍ هي الأولى منذ انتخاب البابا. وأكّد خلال اللقاء أنّ "لبنان حاضرٌ بقوّةٍ في قلب الكرسيّ الرسوليّ، وأنّ التحضير لزيارته يجري بفرحٍ أبويٍّ كامل". وقد عبّر الراعي عن امتنان الكنيسة المارونيّة والشعب اللبنانيّ للحبر الأعظم، مشيرًا إلى أنّ زيارته المرتقبة "تحمل أملًا جديدًا لوطن الرسالة".

وينظر إلى الحراك اللبنانيّ في روما على أنّه يتجاوز الطابع البروتوكوليّ، إذ يسعى إلى توظيف الزخم الفاتيكانيّ في مسار إنعاش المبادرة السياسيّة الداخليّة، ودفع القوى المحليّة إلى التقاط فرصة رعايةٍ دوليّةٍ ناعمة يمكن أن تعيد الانتظام إلى المؤسّسات، وتمهّد لورشة إصلاحاتٍ تعيد تثبيت موقع لبنان في خارطة الشرق المتوسّط. 

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث