في اليوم الثاني من زيارته إلى بلجيكا، شاركَ رئيس "التيّار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل في اللقاء الأوروبي لهيئات "التيّار"، حيث اطّلع على واقع العمل الحزبيّ في القارّة الأوروبيّة، وحثّ أبناء الجالية على المشاركة الكثيفة في العمليّة الانتخابيّة المُزمَع إجراؤها في أيّار المقبل. وأكّد باسيل أنّ "حقّ التصويت وحقّ الترشّح هما حقّان مُكتسبان للمُنتشرين بموجب القانون الحاليّ، إضافةً إلى حقوقٍ أخرى يجب العمل على تحصينها أو السعي لاكتسابها"، شارحًا "أهميّة تخصيص نوّابٍ للانتشار يتولَّون تشريع القوانين التي تُعنى بشؤون المُغتربين، ومتابعة هُمومهم، ومنها مثلًا موضوع غلاء بطاقات السفر من وإلى لبنان".
وكان اللقاء مناسبة لإطلاق "مجلس أوروبا"، وهي هيئة تُعنى بالتواصل السياسيّ مع مراكز القرار في الدول الأوروبيّة، من سياسيّين وبرلمانيّين وصحافيّين وجمعيّات، على أن يتولّى المجلس إيصال أفكار "التيّار الوطنيّ" إلى هذه المراجع، لتوضيح الصور الخاطئة وتوفير الدعم للدفاع عن لبنان. وبعد بلجيكا، تابع باسيل جولته متوجِّهًا إلى فرنسا، فاستهلّها بجلسةٍ حواريّة مع مجموعةٍ من الشباب اللبنانيّين، ثم التقى أبناءَ البترون هناك، قبل أن يُلقي كلمةً في لقاءٍ نظّمته الـ"RPL".
جعجع يدعو المغتربين للتصويت
من جهته، أطلّ رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع على المؤتمر السنويّ لمقاطعة الولايات المتّحدة في الحزب عبر تطبيق "زووم"، داعيًا "جميع المُغتربين إلى التهافُت لتسجيل أسمائهم للانتخابات المقبلة بكثافة"، ومؤكّدًا: "تأكّدوا تمامًا أنّ الانتخابات النيابيّة حاصلة في موعدها، والنقطة الوحيدة غير المحسومة هي ما إذا كان المُغتربون سيقترعون حيث إقامتهم في الخارج أم عليهم المجيء إلى لبنان للمشاركة". وشدّد جعجع على "الإصرار على اقتراع المُغتربين في بلدان الانتشار"، كاشفًا "تقديم اقتراح قانون مُعجَّل مُكرَّر في مجلس النواب نجحنا في جمع تواقيع سبعةٍ وستّين نائبًا عليه، وتقديم مشروع قانون مُعجَّل إلى الأمانة العامّة لمجلس الوزراء عبر وزير الخارجيّة". ودعا المُغتربين إلى "التسجيل بكثافة"، موضحًا أنّه "إذا تعذَّر الاقتراع في الخارج فبكبسة زرّ تُنقَل الأسماء تلقائيًّا إلى الداخل".
وطلب جعجع من الجاليات "الاستعداد لأسوأ الاحتمالات"، قائلًا: "إن لم ننجح في تأمين الاقتراع في الخارج، فلتكن التعبئة شاملة كي يحضر المُغتربون إلى لبنان ويُدلوا بأصواتهم، ولن تُفلِح محاولات تعطيل مشاركتهم".
سكاف: "تأجيلٌ تقنيّ لأسابيع"
إلى ذلك، رأى النائب غسّان سكاف أنّ "تأجيل الانتخابات قد يأتي من لغم الاغتراب وعدم التوافق على القانون، كما أنّ التصعيد الإسرائيلي قد يُهدِّد الموعد"، مقترحًا "تسويةً قائمة على تأجيلٍ تقنيٍّ لأسابيع قليلة، تُؤدّي إلى صرف النظر عن الدائرة 16، وتُتيح للمُغتربين الراغبين ممارسة حقّهم في الاقتراع في وطنهم، والاستفادة من عطلة الصيف بما ينعكس إيجابًا على السياحة والاقتصاد".
وجاء كلام سكاف خلال غداءٍ تكريميّ أقامه وعقيلته ميسم في دارتهما في بلدة عيتا الفخار، قضاء راشيا، بحضور حشدٍ من الشخصيّات القضائيّة والقانونيّة والاجتماعيّة والمخاتير وفاعليّاتٍ محلّيّة. وفي كلمةٍ سياسيّة موسّعة، اعتبر سكاف أنّ "13 تشرين الأوّل 2025 أسدل الستار على فصلٍ دامٍ بدأ في 7 تشرين الأوّل 2023"، متحدّثًا عن "اتفاقٍ في غزّة وتحوّلاتٍ إقليميّة"، وداعيًا إلى "مقاربةٍ جديدة لموضوع حصريّة السلاح والعمل لتطبيق اتفاقية الهدنة لعام 1949 تحت الفصل السابع".
وفي ملفّ البقاع، كشف سكاف عن "عملٍ جارٍ لتحويل مطار رياق العسكريّ إلى مطارٍ تجاريّ وعسكريّ، بعد نيل موافقة قيادة الجيش ومباركة المعنيّين"، آملًا "ترجمة المشروع قريبًا بما يُنعِش اقتصاد المنطقة ويوفِّر فرص عمل"، مع التشدّد على "أولويّة طريق ضهر البيدر، والأوتوستراد العربيّ، وطريق المصنع–راشيا، ومعالجة النفايات، وتلوّث نهر الليطاني". وختم قائلًا: "لبنان أمام فرصةٍ تاريخيّة لإنهاء أزمته البنيويّة، والوقت ليس في صالحنا، وإذا ركبتم القطار الخطأ فحاولوا النزول في أوّل محطة، لأنّ الفرصة كالغيوم لا تنتظر طويلًا".