قال قائد القيادة الوسطى الأميركيّة إنّ "شركاءنا اللّبنانيّين يواصلون قيادة الجهود لضمان نجاح نزع سلاح حزب الله"، موضحًا أنّ "قادةً عسكريّين التقوا أمس في الناقورة لبحث وقف النار بجنوب لبنان ونزع سلاح حزب الله". وأكّدت القيادة الوسطى أنّ "لدينا مصلحةً مشتركةً في الحفاظ على السّلم والاستقرار في لبنان"، فيما شدّد الممثّل العسكريّ الأميركيّ في لبنان على أنّ "الالتزام قائمٌ بدعم جهود الجيش اللّبنانيّ في عمله الدؤوب لتعزيز الأمن الإقليميّ"، لافتًا إلى أنّ "العمل جارٍ مع الجيش واليونيفيل وشركائنا الدّوليّين لضمان نجاح إطار وقف إطلاق النار".
وكان قد صدر عن اجتماع القادة العسكريين المعنيين بجهود نزع السلاح في جنوب لبنان، بيان أكدّوا فيه أنّ قادةً من الولايات المتحدة وفرنسا و"اليونيفيل" والجيش اللّبنانيّ ناقشوا استمرار عمليات الجيش اللبنانيّ، مع أرقام مفادها أنّ الجيش اللبناني أزال خلال العام الماضي نحو 10 آلاف صاروخ، قرابة 400 صاروخ/قذيفة، وأكثر من 205 آلاف قطعة من مخلفات الذخائر غير المنفجرة.
وفد فلسطينيّ في السراي
إلى ذلك، استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في السرايا وفدًا فلسطينيًّا ضمّ "الممثّل الخاصّ لرئيس دولة فلسطين السيّد ياسر عبّاس، والمستشار القانونيّ للرئيس السيّد وائل لافي، وسفير دولة فلسطين في لبنان السيّد محمّد الأسعد"، وذلك بحضور "رئيس لجنة الحوار اللّبناني–الفلسطيني السفير رامز دمشقية، والمستشار السّياسيّ والقانونيّ في اللّجنة الدّكتور علي مراد". وجرى خلال اللّقاء "بحث الأوضاع العامّة للاجئين الفلسطينيّين في لبنان، ومتابعة مسار تسليم السلاح داخل المخيّمات، إلى جانب مناقشة الحقوق الإنسانيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة للاجئين، وسبل معالجة عددٍ من الملفّات الحياتيّة الملحّة بما يعزّز التّعاون اللّبناني–الفلسطيني، في إطار احترام السّيادة والقوانين اللّبنانيّة وضمان كرامة العيش للاجئين الفلسطينيّين". وأكّد الرئيس سلام "حرص الحكومة اللّبنانيّة على متابعة هذه الملفّات بما يسهم في تعزيز العلاقات اللّبنانيّة–الفلسطينيّة".
رجّي: صفحة جديدة مع سوريا
وفي سياقٍ متّصل، استقبل وزير الخارجيّة والمغتربين يوسف رجي وفدًا من جمعيّة "إعلاميّون من أجل الحرّيّة". واستهلّ أعضاء الوفد اللّقاء "بالإشادة بالأداء المميّز للوزير رجي"، معتبرين أنّه "نقل وزارة الخارجيّة من مرحلةٍ اتّسمت بالظلاميّة إلى مرحلةٍ من العمل المشرق والفاعل". وشكر الوزير رجي الوفد، مؤكّدًا "أهميّة الحرّيّة الإعلاميّة في لبنان ودور الإعلام الحرّ والمسؤول في عمليّة التغيير وبناء الوطن".
وبشأن اقتراع المغتربين، أوضح الوزير رجي أنّه "أحال إلى الحكومة مشروع قانونٍ لإلغاء المادتين المتعلّقتين باقتراع المغتربين، بعدما وصل النقاش حول هذا الملفّ إلى طريقٍ مسدود"، مؤكّدًا أنّ "خطوته جاءت انطلاقًا من واجبه القانونيّ والدستوريّ، بعيدًا عن أيّ اعتبارٍ سياسيّ"، ونافيًا "أن يكون قد نسّق مسبقًا مع رئيس الجمهوريّة أو رئيس مجلس الوزراء". ولفت إلى أنّ "قرار إدراج المشروع على جدول أعمال الجلسة قد يكون غير محسوم"، مطمئنًا المغتربين بأنّهم "سيتمكّنون من ممارسة حقّهم في الاقتراع داخل لبنان إذا ألغي اقتراعهم بصيغتي المقاعد الستّة الخاصّة وعدم السير بخيار 128 نائبًا"، ومشدّدًا على "حرصه على ضمان مشاركتهم الكاملة في الحياة الوطنيّة والسياسيّة".
وتطرّق اللّقاء إلى العلاقات اللّبنانيّة–السوريّة، في ضوء زيارة وزير الخارجيّة السّوري أسعد الشّيباني إلى بيروت، حيث أكّد الوزير رجي أنّ "صفحةً جديدة فتحت بين البلدين في إطارٍ واضح يقوم على الاحترام المتبادل لسيادة الدّولتين وعدم التّدخّل في الشؤون الدّاخليّة". وأشار إلى أنّ "لبنان يتطلّع إلى أفضل العلاقات مع جميع الدّول، بما فيها الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، شرط احترام سيادته"، لافتًا إلى أنّ "الملفّات العالقة مع سوريا تسير في الاتّجاه الصّحيح وإنْ بوطيرةٍ بطيئة".
وعن التطوّرات الإقليميّة، رأى الوزير رجي أنّ "اتّفاق غزّة لا يزال في مراحله الأولى"، معبّرًا عن "قلقه من احتمال تصعيدٍ إسرائيليٍّ جديدٍ بعد إقفال هذا الملفّ". أمّا في ما يتعلّق بإعلان رئيس الجمهوريّة الاستعداد للتفاوض مع إسرائيل، فجدّد الوزير رجّي التأكيد أنّ "موقف لبنان ثابتٌ في رفض أيّ تفاوضٍ مباشر، على أن يقتصر التّواصل على معالجة النقاط الحدوديّة المختلف عليها، حفاظًا على الثوابت الوطنيّة والسّياديّة، وهذا ما قصده الرئيس عون".
وختم الوزير رجي شارحًا "الورشة الإصلاحيّة التي أطلقها في وزارة الخارجيّة والمغتربين، والهادفة إلى إعادة تنظيم الهيكليّة الإداريّة وتعزيز فاعليّة العمل الدبلوماسيّ، بما يعيد إلى الوزارة دورها الطبيعيّ والمحوريّ في تمثيل لبنان وحماية مصالحه في الخارج".
