اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه برّي أنّ الغارات الإسرائيليّة على منطقتَي المصيلح والزهراني تحمل "رسالةً واضحةً لمنع إعادة إعمار الجنوب"، مؤكِّدًا أنّ استهداف أكثر من 300 آلية وجرافة وحفّارة مخصَّصة لرفع الأنقاض وإعادة تأهيل البُنى التحتيّة، يعكس محاولةً إسرائيليةً لتثبيت واقعٍ يمنع عودة الحياة إلى القرى الحدوديّة.
وقال برّي إنّ "الرسالة الإسرائيلية وصلت سريعًا عبر تدمير المعدّات المدنيّة لمنع ورشة الإعمار"، مشيرًا إلى أنّ إسرائيل "اختارت توقيت الغارات للدخول بالنار على السجال الدائر بشأن تغييب مخصّصات إعمار الجنوب عن مشروع موازنة 2026".
وأضاف: "إصرارُنا على إعادة الإعمار هو الرّدّ العمليّ على مسعى إسرائيل لتحويل الجنوب إلى منطقةٍ عازلةٍ يصعب العيش فيها"، مؤكِّدًا أنّ الأولويّة ستكون لإعادة تأهيل البُنى التحتيّة والمرافِق الحيويّة.
وتوجّه برّي بسؤالٍ إلى الولايات المتحدة قائلًا: "أين صدقيَّتكُم في رعاية وقف إطلاق النار في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل خروقها أمام هيئةِ رقابةٍ دوليّةٍ يرأسها جنرالٌ أميركيّ؟".
وأشار إلى أنّ الجنوب على موعدٍ مع اجتماعٍ لهيئة الرقابة في الخامس عشر من الشهر الجاري، متسائلًا: "هل ستتدخّل الهيئة لوقف الاعتداءات، أم نكون أمام اجتماعٍ جديدٍ بلا نتيجة؟".
وأكّد رئيس المجلس أنّ لبنان "مع الحلّ الدبلوماسيّ وتطبيق القرار 1701 بالكامل"، لكنّه اعتبر أنّ "غياب الضغط الأميركيّ على إسرائيل هو ما يُعطِّل التنفيذ"، وقال: "إسرائيل بغياب الضغط الأميركيّ هي من يُعطِّل الاتفاق، في حين أنَّ لبنان جاهزٌ للتنفيذ اليوم قبل الغد".
ولفت برّي إلى أنّه توصّل سابقًا إلى اتفاقٍ مع المبعوث الأميركيّ توم براك يقوم على مبدأ "التلازم في الخطوات" بين لبنان وإسرائيل، "لكنّ المبعوث عاد بلا جواب، وهذا ما شجّع إسرائيل على التمادي".
وختم قائلًا: "إسرائيل تُريد منع الإعمار بالنار، لكنّنا لن نتراجع، والرّدّ سيكون بوحدةٍ وطنيّةٍ، وتحركٍ دبلوماسيٍّ فاعلٍ، وتقديمِ شكوى في مجلس الأمن، لأنّ استهداف معدّات الإعمار محاولةٌ للضغط على لبنان للذهاب نحو مفاوضاتٍ مباشرةٍ، وهو ما نرفضه بالكامل".
