وجّه البطريرك المارونيّ بشارة الراعي، نداءً إلى المسؤولين والمواطنين خلال قدّاس الأحد الذي ترأّسه في بكركي، شدّد فيه على أن "لبنان وطنٌ يضمّ الجميع، ولا يبْنى إلّا على الأمانة والحكمة والعدالة"، محذّرًا من أن ما يهدّد البلاد هو "غياب روح الوكالة الأمينة والحكمة العادلة".
وطالب الراعي بمراجعة الذّات وتحميل النفس مسؤوليتها الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة، سائلاً: "هل أنا وكيلٌ أمينٌ، وأتحمّل المسؤوليّة الوطنية أمام التحدّيات التي تعصف بوطننا؟".
وأكّد الحاجة إلى "أمناء على المال العامّ والذّاكرة الوطنيّة والرسالة التاريخيّة"، مشيرًا إلى أن إدارة الدولة تستلزم "الأمانة في شؤون الناس، والحكمة في القرارات التي تصون الكرامة الوطنيّة وتحمي المصلحة العامّة، والعدالة في المساواة بين المواطنين تحت سقف قانونٍ يطبّق على الجميع".
وشدّد الراعي على أن كلّ سلطةٍ هي "خدمةٌ لا تسلّط"، محذّرًا من الاستهانة بالقيم المؤسسة للبنان، وداعيًا إلى "العودة إلى الضمير الحيّ والقيم التي أسّس عليها وطننا"، بما يحفظ العيش المشترك ورسالة لبنان كـ"أرض لقاءٍ وجسر حوارٍ ومنارة حرّيّةٍ وكرامةٍ".
جععج يندّد بالاعتداءات الإسرائيليّة
إلى ذلك، صدر عن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع البيان الآتي، حيث استهلّه بالتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية التي "تسفك الدماء، وتوقع قتلىً وجرحى، وتكبّد البلاد خسائر ماديّةً جسيمةً"، معتبرًا أن ردود الفعل الكلاميّة لدى ما يسمّى بـ"جماعة الممانعة" لا توقف نزيف الدم ولا تنقذ حياة اللبنانيين.
وقال جعجع: "فلنكن عمليين، علينا أوّلًا السعي إلى حلٍّ فعليٍّ يقي اللبنانيين شرّ هذه الهجمات اليومية ويبعد إسرائيل عن أرضنا، بدلًا من الاكتفاء بعروضٍ خطابيةٍ لا تغني ولا تسمن".
وأضاف أن الحلّ الوحيد لحماية لبنان واللبنانيين وإخراج إسرائيل يكمن في قيام دولةٍ فعليةٍ تتولّى مسؤولياتها وتمارس سلطتها وسيادتها كاملةً، مع التأكيد أن لا أحد مستعدٌّ لمساعدة دولةٍ لا تحتكر قرار الحرب والسلم ولا السلاح، ولا تتولّى مسؤولية الأمن والسياسة الخارجية.
وخاطب البيان من يدعون الدولة في وضعها الحالي إلى القيام بدورها، بالقول إن ذلك "تحريفٌ للواقع"، مطالبًا البعض، بدل ذرف "دموع التماسيح" يوميًا، أن يسلّم سلاحه للدولة اليوم وليس غدًا، لتمكينها من أداء واجبها في وقف الاعتداءات وإخراج إسرائيل نهائيًا من جنوب لبنان.
