لم يدخل لبنان بعد حماوة التحضيرات للانتخابات النيابية المقبلة، على الرغم من تصدر بند اقتراع المغتربين، واجهة الخلافات بين الأفرقاء السياسيين من جهة، وأي قانون ستجري على أساسه الانتخابات -إن جرت- من جهة ثانية. وبينما يستمر النقاش السياسي حول ملف الانتخابات النيابية، طلب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من نائب الأمين العام للسلام والأمن والدفاع في جهاز العمل الخارجي الأوروبي شارلز فرايس خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا "مشاركة الاتحاد الأوروبي في مراقبة الانتخابات النيابية في شهر أيار المقبل". كذلك أبلغ عون الوفد الأوروبي "ترحيب لبنان بأي دعم يقدمه الاتحاد الاوروبي لتعزيز الجيش والقوى الأمنية اللبنانية لبسط سلطتها على الأراضي اللبنانية كافة".
كذلك أبلع عون مسؤول جهاز العمل الخارجي الأوروبي أنه "من دون تنفيذ المطالب اللبنانية سيبقى الوضع مضطرباً، وتتعثر متابعة تنفيذ مراحل خطة تحقيق حصرية السلاح في يد القوات الشرعية"، إذ شدد عون على أن "الجيش اللبناني منتشر في كل الأراضي اللبنانية ويقوم بمهام أمنية محددة، إضافة إلى مهمته الأساسية في الجنوب حيث انتشر في جنوب الليطاني باستثناء المناطق التي لا تزال إسرائيل تحتلها خلافا للاتفاق الذي تم التوصل اليه في شهر تشرين الثاني الماضي".
وأضاف "من هنا فان لبنان يطالب الدول الصديقة وفي مقدمها دول الاتحاد الأوروبي، بالضغط على إسرائيل كي تنسحب من الأماكن التي تحتلها وتوقف اعتداءاتها اليومية، وتعيد الاسرى اللبنانيين".
وأكد عون أن "الحكومة ماضية في اجراء الإصلاحات الضرورية في المجالات المالية والاقتصادية، وأن التعاون قائم بين البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وهذه الإصلاحات هي مطلب لبناني قبل أن تكون مطلباً خارجياً. ونحن على الطريق الصحيح ونرحب بالشراكة الأوروبية في كل المجالات".
وتناول البحث أيضا العلاقات اللبنانية- السورية، حيث أكد عون أنها "تتطور نحو الأفضل وأن التنسيق قائم بين السلطات اللبنانية والسورية لمعالجة كل المسائل التي تهم البلدين وفي طليعتها قضية النازحين السوريين الذين يطالب لبنان بإعادتهم إلى بلادهم لأن الظروف التي أدت إلى نزوحهم قد زالت ويفترض عودتهم وتقديم المساعدة الأممية لهم في أماكنهم الأساسية".
على صعيد آخر، نقل النائب هادي حبيش بعد لقائه العماد عون في قصر بعبدا عنه "اطمئنانه إلى مسار الأوضاع" فيما يختص بالانتخابات. وقال حبيش: "الانتخابات النيابية ستجري في موعدها".
الانتخابات النيابية بين سلام والجميل
حكومياً، استقبل رئيس الحكومة نواف سلام في السراي الحكومي رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل الذي أشار إلى أن البحث تناول موضوع الانتخابات النيابية وقال: "أكدنا وجود حاجة وضرورة لتحمل الحكومة مسؤوليتها بإرسال مشروع قانون إلى المجلس لحسم النقاش حول مشاركة المغتربين، بما يضمن لهم حقّ الاقتراع على غرار الانتخابات السابقة بانتخاب 128 نائباً، باعتبار أن هذا هو الطرح المنطقي الوحيد. أمّا الاقتراحات الأخرى التي تسعى إلى حرمان المغتربين من التصويت أو عزل تمثيلهم بستة نواب فقط، بطريقة غير مفهومة".
وتابع الجميل: "شددنا على أهمية وحدة الموقف داخل السلطة السياسية وتضامن مكوّناتها، لأنّها السبيل الوحيد لإنقاذ لبنان وانتصار منطق الدولة على منطق الغابة الذي حكم البلاد على مدى عقدين". وأردف: "من هنا تأتي الحاجة إلى التكاتف والتضامن من أجل استكمال عملية حصر السلاح بيد الدولة، ومنع أن يبقى هناك أي ميليشيا مسلحة في لبنان باعتبار أن ذلك هو الشرط الأساسي لبناء الدولة، وجذب الاستثمارات والمساعدات، ووضع لبنان مجددًا على الخريطة الدولية للإصلاحات الاقتصادية".
كذلك التقى سلام مدير مكتب قطر الخيرية في لبنان محمد زهرة، الذي شكر سلام على رعايته الرسمية لحفل افتتاح مكتب الجمعية في لبنان، والذي أُقيم في السراي الكبير في 17 أيلول 2025. كما تطرّق البحث إلى سُبل دعم قطر الخيرية للفئات الأكثر ضعفًا في مختلف المناطق اللبنانية، من خلال مجموعة من المشاريع الإنسانية والتنموية ذات الأثر الكبير، والمتماشية مع أولويات لبنان الوطنية ورسالة قطر الخيرية.
سفير قطر استقبل ميرنا المر مع وفد
على صعيد آخر، استقبل سفير قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني رئيسة اتحاد بلديات المتن الشمالي الساحلي والأوسط ميرنا المر، يرافقها رئيس بلدية مار شعيا بول شختورة والمدير العام لفندق " voco " في بيروت روي بوغاريوس.
وشكّلت الزيارة، بحسب موقع السفارة على "إكس"، مناسبة للتعارف واستعراض أوضاع التنمية المحلية وسبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين.