عون يرحب بزيارة البابا لاون للبنان: ننتظرها برجاء كبير

المدن - سياسةالثلاثاء 2025/10/07
البابا (Getty)
زيارة رسولية من 30 تشرين الثاني الى 2 كانون الأول (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

رحّب رئيس الجمهوريّة جوزاف عون بالزّيارة الرّسوليّة الأولى التي سيقوم بها البابا "لاون الرابع عشر" للبنان، قائلًا: "بإيمانٍ راسخٍ ووجدانٍ مفعمٍ بالامتنان، أرحّب باسم الشّعب اللّبناني بإعلان الكرسيّ الرّسوليّ الزّيارة الرّسوليّة التّاريخيّة التي سيقوم بها قداسة البابا لاون الرابع عشر للبنان، تلبيةً للدّعوة الرّسميّة التي وجّهتها إليه. إنّ هذه الزّيارة التي يقوم بها قداسته إلى وطننا في بداية حبريّته ليست مجرّد محطّةٍ رسميّة، بل لحظةً تاريخيّةً عميقةً تعيد التّأكيد على أنّ لبنان، رغم جراحه، لا يزال حاضرًا في قلب الكنيسة الجامعة كما في وجدان العالم، مساحةً للحرّيّة، وأرضًا للعيش المشترك، ورسالةً إنسانيّةً فريدةً تعالن السّماء وتخاطب ضمير البشريّة".

وأضاف عون: "إنّ هذه الزّيارة المباركة تشكّل علامةً فارقةً في تاريخ العلاقة العميقة التي تجمع لبنان بالكرسيّ الرّسولي، وتجسّد الثّقة الثّابتة التي يوليها الفاتيكان لدور لبنان، رسالةً ووطنًا، في محيطه وفي العالم، كما شدّد عليها الأبحار الأعظمون الذين طالما اعتبروا لبنان، بتعدّديّته الفريدة وبإرثه الرّوحيّ والإنسانيّ، أنّه أكثر من وطن، إنّه أرض حوارٍ وسلامٍ، وملتقى للأديان والثّقافات، ورسالةٌ حيّةٌ للعيش المشترك".

وتابع رئيس الجمهوريّة: "يأتي قداسة البابا إلى لبنان، وقلوب أبنائه مشرعةٌ له من أقصى الشّمال إلى أقصى الجنوب. جميع اللّبنانيّين، مسيحيّين ومسلمين، من مختلف الطّوائف والمكوّنات، يتهيّأون منذ الآن لاسْتقباله بفرحٍ صادقٍ ووحدةٍ وطنيّةٍ نادرةٍ تعكس صورة لبنان الحقيقيّة. إنّ لبنان، قيادةً وشعبًا، ينظر إلى هذه الزّيارة بكثيرٍ من الرّجاء في زمنٍ تتعاظم فيه التّحدّيات على مختلف المستويات. ونراها نداءً متجدّدًا إلى السّلام، وإلى تثبيت الحضور المسيحيّ الأصيل في هذا الشّرق، وإلى الحفاظ على نموذج لبنان الذي يشكّل حاجةً للعالم كما للمنطقة".

وختم بالقول: "أتوجّه بالشّكر العميق لقداسة البابا لاون الرابع عشر على استجابته لدعوتنا، وعلى محبّته للبنان وشعبه. إنّنا ننتظر هذه الزّيارة التّاريخيّة بكثيرٍ من الرّجاء والفرح، مؤمنين بأنّها ستكون محطّةً روحيّةً ووطنيّةً جامعةً، تحمل معها بلسمًا للقلوب ودعمًا معنويًّا كبيرًا للبنان في مسيرته نحو النّهوض والاستقرار".

إعلام الفاتيكان يعلن الموعد
وصدر عن مكتب الإعلام في الكرسيّ الرّسوليّ إعلانٌ رسميٌّ للزّيارة جاء فيه: "تلبيةً لدعوة فخامة رئيس الجمهوريّة والسّلطات الكنسيّة اللّبنانيّة، سيقوم الأب الأقدس بزيارةٍ رسوليّةٍ إلى لبنان من 30 تشرين الثّاني إلى 2 كانون الأوّل. وسيعلن عن برنامج الزّيارة الرّسوليّة في حينه".

ترحيبٌ كنسيٌّ واسع
ورحّب مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بالإعلان عن الزّيارة، مؤكّدًا باسم رئيس المجلس، البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، أنّه "نستقبل هذا الحدث التّاريخيّ بفرحٍ عظيمٍ ورجاءٍ متجدّد، راجين أن تحمل هذه الزّيارة الرّسوليّة للبنان سلامًا واستقرارًا، وأن تكون علامة وحدةٍ لجميع اللّبنانيّين مسيحيّين ومسلمين في هذه المرحلة الدّقيقة من تاريخ وطننا".

حراكٌ دبلوماسيّ
وعلى صعيدٍ آخر، وصل سفير لبنان لدى الكرسيّ الرّسوليّ في الفاتيكان سمير عسّاف إلى الدّولة لتسلّم مهامّه، وكان في استقباله على أرض المطار وكلاء الرّهبانيّات، إضافةً إلى قنصل لبنان في سفارة الفاتيكان ماري فهيم، وموفدٌ من أمانة سرّ الكرسيّ الرّسوليّ.

سياقٌ تاريخيّ: زيارات البابوات إلى لبنان

وفي تاريخ الزّيارات السّابقة للبابوات إلى لبنان، كان البابا بولس السّادس أوّل بابا يزور لبنان في العام 1964، ولم تكن زيارته رسوليّةً بل محطّةً خاطفةً خلال توجّهه إلى بومباي، واستمرّت لساعةٍ فقط في مطار بيروت، واستقبله الرّئيس شارل حلّو على أرض المطار. وفي العام 1997، زار البابا يوحنا بولس الثاني لبنان في عهد الرّئيس إلياس الهراوي، وأطلق شعار "لبنان بلد الرّسالة"، ودعا الشّباب إلى هدم جدران الحرب والانتقال من الرّيبة إلى الثّقة. أمّا في العام 2012، فزار البابا بنديكتس السّادس عشر لبنان لتقديم الإرشاد الرّسوليّ الخاصّ بالشّرق الأوسط، واستقبله الرّئيس ميشال سليمان، وأقام قدّاسًا مركزيًّا في بيروت. أمّا البابا فرنسيس، فلم تتيسّر له فرصة القيام بزيارةٍ رسوليّةٍ إلى لبنان على غرار أسلافه.

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث