انتهى الشغور وبدأت مرحلة جديدة عبّر عنها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بصريح العبارة بأنها "مرحلة تنفيذ القرارات الدولية". وعليه، تكشف الأيام المقبلة ما إذا كانت السعودية ومعها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، قد دخلوا كمتعهدين لهذا الاتفاق.
بينما بدا كل ما حصل وكأنّه مسبق التحضير، ومرسوم في ذهن الرئيس نبيه بري والثنائي الشيعي، بسيناريو واضح بأن لا يتم انتخاب رئيس من الجلسة الأولى، وافساح مجال للاتفاق مع الثنائي، يتبنى على اساسها انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية.
رسالة وانتخاب
فبعدما بدت الجلسة الأولى حامية على خلفية تبادل شتائم واتهامات، كادت أن تفجر الجلسة، ثم سماح بري للنواب الاستفاضة بشرح خطورة تعديل الدستور، لكأنه يحاول أن يظهر خطورة الخطوة، لتسلك الأمور المنحى المتفق عليه تلقائيا بالدعوة الى الانتخاب.
وفي المسار الذي سبق انتخاب عون، كان واضحاً منذ مشاورات الأمس والمعطيات حتى ساعات الفجر الأولى، أنّ الدورة الأولى كانت بمثابة رسالة والثانية انتخابية، حيث يأتي الرئيس بأصوات الثنائي.
سجال دستوري جديد
إذا، نال عون 99 صوتاً في الدورة الثانية، بعدما حصل في الدورة الأولى على 71 صوتاً، فيما تم التصويت بـ 9 أوراق بيضاء، و5 ملغاة و15 باسماء مختلفة.
وكان قد أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري رداً على مداخلة النائب ملحم خلف حول تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش، إلى ان تصويت الـ86 نائبا لقائد الجيش يمنع الطعن في المجلس الدستوري وهذا كل شيء فقط، والان وقت التصويت. كما أشار بري بعد انتخاب عون إلى أنّه "يتقدم باسم الامة اللبنانية واللبنانيين خاصة في هذه الظروف الحرجة وخاصة في الجنوب اللبناني حيث يتعرض اهلكم هناك لابشع واشد قساوة من اي حرب اخرى، لذلك لبنان بحاجة الى كل شيء، الجنوب بحاجة وكل لبنان بحاجة وكلنا بانتظار العهد الجديد، وباسم العهد الجديد اتقدم بالتهنئة فخامة الرئيس".
باسيل: نحنا حرّاس السيادة
وبعد الجلسة، كتب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عبر حسابه على "اكس": قالولنا انتبهوا تبقوا وحدكن. قلنالهم منبقى لوحدنا احرار برأينا وأسياد قرارنا. لا التهديد بيرهّبنا ولا الاغراء بيرغّبنا. لا مننباع ولا مننشرى ولا في شي بيهزّنا. نحنا حرّاس السيادة والدستور، ومنبقى تيار ووطني وحرّ".
موقف الثنائي
وفي أول تعليق لحزب الله على انتخاب عون، قال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "أردنا من خلال تأخير تصويتنا لفخامة الرئيس بأن نرسل رسالة بأننا حماة الوفاق الوطني في البلد". وأضاف رعد من مجلس النواب "تحية لأرواح الشهداء المقاومين الذي حموا البلد لكي تنعقد الجلسة من اجل ان يتحقق الوفاق الوطني في هذه الفترة الصعبة".
من جهته، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي حسن خليل إلى "اننا عبرنا عن موقف له علاقة بإدارة المعركة الانتخابية خلال كل المرحلة الماضية، وحريصون ان ينجح هذا العهد بالثوابت التي تم تحديدها واهمها الدفاع عن البلد وعن كرامته". ولفت خليل في تصريح له من مجلس النواب، الى انه اليوم صفحة جديدة نتطلع اليها لمستقبل افضل وهذا الامر يتطلب تعاون كل المكونات وما سمعناه من فخامة الرئيس مشجع".
ماذا بعد الرئيس؟
وكان ميقاتي قد استبق الدورة الثانية لانتخاب عون رئيساً، وقال إنّه سيكون "هناك استشارات نيابية في القصر الجمهوري الاسبوع المقبل، وفي ضوئها تتحدد الامور"، مشيراً في تصريح إلى أنّ "الحكومة قامت بجهد كبير خلال السىنتين الفائتتين ونجحت على الاقل في الحفاظ على هيكلية الدولة". وعما اذا كان مستعدا لتولي المسؤولية مجددا قال "انا بحاجة إلى فترة راحة ولكن اذا اذا كانت هناك اي ضرورة فانا دائما في خدمة البلد في أي موقع اكون فيه". وتابع "لم يتم التوصل إلى "ديل" كامل، ولكن الاكيد ان المرحلة المقبلة هي مرحلة الاحترام الكامل للدستور، تطبيق القوانين كاملة وتطبيق القرارات الدولية. هذا هو الاتفاق الحاصل. اما موضوع الاسماء وشكل الحكومات وتركيبتها فهذا امر سابق لاوانه".
وقال ميقاتي إنّه في خلال توليه رئاسة الحكومة، كانت "علاقته ممتازة مع قائد الجيش، وهو يحترم دائما مقام رئاسة الوزراء وفي الوقت نفسه احترم حرصه على السيادة اللبنانية واقدر ذلك".
تعليقات ومواقف
واولى الدول المهنأة بانتخاب رئيس الجمهورية، السعودية، حيث بعث الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية تهنئة، لفخامة الرئيس جوزاف عون بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية وأدائه اليمين الدستورية رئيسًا للجمهورية اللبنانية. وأعرب الملك سلمان، عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد لفخامته، ولشعب الجمهورية اللبنانية الشقيق المزيد من التقدم والازدهار.
كما بعث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية تهنئة، لفخامة الرئيس جوزاف عون بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية وأدائه اليمين الدستورية رئيسًا للجمهورية اللبنانية. وعبر ولي العهد، عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد لفخامته، ولشعب الجمهورية اللبنانية الشقيق المزيد من التقدم والرقي.
وفور إعلان انتخاب العماد عون، كتب الرئيس سعد الحريري عبر حسابه على منصة "إكس":
"مبروك للبنان، الدولة والشعب، انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، واحياء الأمل بإعادة الحياة الى المؤسسات الدستورية لمواجهة التحديات الصعبة وما أكثرها في هذه الايام... مبروك فخامة الرئيس العماد جوزاف عون".
وفي أول تعليق أجنبي على انتخاب عون رئيساً للجمهورية، قال المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إن "انتخاب جوزاف عون خطوة نحو السلام والاستقرار في لبنان".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها