الأربعاء 2025/01/08

آخر تحديث: 16:32 (بيروت)

ميقاتي يُرضي الحريري بتسليم القرضاوي للامارات؟

الأربعاء 2025/01/08
ميقاتي يُرضي الحريري بتسليم القرضاوي للامارات؟
أصدر المرسوم الوزاري الذي يحمل توقيع ميقاتي بترحيل القرضاوي للامارات إرضاءً لسعد الحريري. (فضل عيتاني)
increase حجم الخط decrease
ينشغل الرأي العام اللبناني بمسألة اتخاذ الحكومة اللبنانية قراراً بتسليم الشاعر عبدالرحمن القرضاوي إلى دولة الامارات، لا سيما أن لبنان يعرّف عن نفسه بالدولة الحامية للحريات. وما بدا مستغرباً هو مسارعة السلطة السياسية اللبنانيّة إلى التجاوب مع مطلب الإمارات بتسلّم القرضاوي وسط معلومات عن ضغوط وإغراءات دخل على خطّها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. ومع العلم أن القرار يشكل انتهاكًا صارخًا للمعاهدات الدولية! فتضاربت التفسيرات حول خلفية القرار، إذ في وقت تحدثت فيه مصادر متابعة لـ"المدن" أن الحريري قد طلب من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومسؤولين آخرين بالدولة العمل لتسليم القرضاوي للإمارات. تنفي مصادر قريبة من الحريري ذلك بشكل كامل وتقول إنه لم يتدخل بهذه المسألة.

زيارة خاصة!
بعد توقيف القرضاوي في لبنان، تكثفت الاتصالات من قبل دول عديدة لتسلمه، إلى أن قررت الحكومة تسليمه إلى دولة الإمارات، وهنا حضر إسم الحريري وبعد المقربين منه الذين عملوا على الإشراف على إجراءات الترحيل، إلا أن المصادر القريبة من الحريري تؤكد أن لا علاقة للرجل أو أي طرف محسوب عليه بالأمر.
سريعاً أيضاً، تحرّك ميقاتي، وطلب من القضاء اللبناني الإسراع في متابعة الملف وإنهاءه في مدة زمنية قصيرة جدًا، وتجاهل كل الضغوط الدولية التي تناولت هذا الموضوع ومن بينها تُركيا وقطر.
اجتمع مجلس الوزراء يوم أمس، ووقع ميقاتي المرسوم الوزاري الذي يقضي بتسليم القرضاوي للإمارات، وتذرّع بالتوصية القضائية التي تسلّمها من المدعي العام التمييزي، القاضي جمال الحجار التي جاء فيها أن الجرم المُلاحق به القرضاوي ليس متعلقًا بآرائه السياسية. وحُول المرسوم الوزاري خلال ساعات قليلة للنيابة العامة التمييزية، وبدأت إجراءات ترحيل القرضاوي، ونقل مساء أمس عند الساعة الخامسة مساءً لمديرية قوى الأمن الداخلي، ومن ثم سُلّم للأمن العام ومن ثم جرى نقله بمؤازرة أمنية مشددة إلى مطار بيروت قبل أن يتم ترحيله على متن طائرة خاصة إلى الإمارات.

التوصية القضائية أولاً! 
وعلى الرغم من أن قرار الترحيل هو قرار سياسيّ، يعود للحكومة اللبنانيّة، ولا خلاف في ذلك، إلا أن الدولة اللبنانية ترمي مسؤولية القرار على القضاء اللبناني. فكل المعلومات تشير إلى أن ميقاتي تذرّع بالتوصية القضائية، وتمسّك بمضمونها كي لا تُلاحق الدولة اللبنانية على مُخالفتها المعاهدات الدولية التي تمنع تسليم أي مطلوب لأي دولة إن كان هذا الأمر يشكل خطرًا على حياته. والدولة اللبنانية التي خالفت وتجاهلت هذه المعاهدات، تمسكت بحجة مكشوفة، وهي أن المواد القانونية التي ذكرت بالتوصية القضائية تتيح للدولة اللبنانية ترحيل القرضاوي من دون أن تعتبر أنها تجاوزت هذه المعاهدات. 
وحسب معلومات "المدن" فإن القرضاوي أضرب عن الطعام بعد تبليغه بموافقة الحكومة اللبنانية ترحيله للإمارات، وتفاجأ وكيله القانوني، محمد صبلوح بنقله لمديرية قوى الأمن الداخلي، مساء يوم أمس، وعلى الرغم من تقديمه صباح اليوم طعنًا بقرار الحكومة أمام مجلس شورى الدولة إلا أن هذا القرار لم يؤثر على مسألة ترحيله التي تم على وجه السرعة.
وترجح مصادر متابعة لـ"المدن"  أن الإمارات ستتسلم القرضاوي وهناك احتمال بإعادة تسليمه لمصر خلال الفترة المقبلة، ما يعني أن مصيره قد يكون الحكم المؤبد بالسجن. 
من جهتها، تبرر الدولة اللبنانية أنها حصلت على تعهدٍ من الامارات بحماية حياة القرضاوي وعدم التعرض له أو تعذيبه أو إلحاق أي خطر على حياته، وتؤكد مصادر لـ"المدن" إلى أن الدولة اللبنانية حصلت على تعهدات من السلطات الإماراتية خلال الساعات الماضية. وعلى هذا الأساس سُلم القرضاوي للسلطات الاماراتية. 
إذن، يتضح اليوم أن مسألة تسليم القرضاوي لها حسابات ومصالح متعددة تتصل بالعلاقات اللبنانية-الاماراتية، ومن خلالها هناك من يطرح مسألة الضغط في سبيل معالجة ملف المعتقلين اللبنانيين في الامارات.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها