أعلن المتحدّث باسم الجيش الإسرائيليّ أفيخاي أدرعي، في بيانٍ له، اليوم الجمعة، عن هوية المستهدف بغارة خلدة أمس، قائلًا إنّ "قوات الجيش بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك) قتلت اللبناني قاسم صلاح الحسيني، بعد عمليةٍ عسكرية نُفِّذت داخل الأراضي اللبنانية استنادًا إلى معلوماتٍ استخباراتية دقيقة."
وأوضح البيان أنّ الحسيني كان "يُروِّج لمخططاتٍ إرهابية تستهدف مواطني إسرائيل وقواتها على الحدود الشمالية، بتكليفٍ مباشر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني".
وأضاف البيان:" أدّى الحسيني دورًا محوريًّا في شبكةٍ لتهريب الأسلحة من إيران عبر سوريا إلى الجبهة الشمالية وإلى مناطق الضفة الغربية (يهودا والسامرة)، حيث كان على اتصالٍ بتجّار لبنانيين وسوريين. كما ساهم في محاولات إدخال أسلحة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية لخدمة هذه المخططات." واعتبر الجيش الإسرائيليّ تصفية الحسيني "ضربةً لقدرات التنظيمات المسلّحة الناشطة على الجبهة الشمالية وفي الضفة الغربية على تعزيز قوّتها"، مؤكّدًا أنّ تلك التنظيمات "تسعى لاستهداف المدنيين الإسرائيليين وجنود جيش الدفاع".
وختم البيان بالتشديد على أنّ "جيش الدفاع الإسرائيلي وجهاز الأمن العام سيواصلان العمل لإحباط أيّ تهديدٍ يمسّ أمن مواطني دولة إسرائيل".
الاعتداءات الإسرائيليّة
إلى ذلك، تواصل القوات الإسرائيلية اعتداءاتها، مستهدفةً قصف المنازل أو تفخيخها، في سياسة يعتمدها جيش الاحتلال لإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في الممتلكات. تهدف هذه السياسة إلى منع أصحاب المنازل من العودة إليها أو إعادة إعمارها في المدى القريب، في إطار خطة لترحيل الجنوبيين وتهجيرهم من قراهم وبلداتهم.
فجر اليوم، نفّذت قوة إسرائيلية هذا النهج مجددًا، حيث استهدفت منزلًا مأهولًا يقع في محيط تلة شواط في بلدة عيتا الشعب، بقذيفة مباشرة، بعدما كانت قد قصفت المنزل سابقًا عدّة مرات بقنابل صوتية.
وفي سياق متصل، توغّلت قوة مشاة تابعة للجيش الإسرائيلي ليلًا مسافة مئات الأمتار داخل الأراضي اللبنانية، مقابل مستعمرة المنارة، على طريق عام مستشفى ميس الجبل الحكومي في حي "الجديدة"، شمال مدينة ميس الجبل. وقد قامت القوة بإطفاء كاميرات المراقبة التابعة لمعمل البياضات العائد للمواطن صبحي حمدان، قبل أن تُقدم على تفخيخه وتدميره بالكامل.
ويُذكر أن هذا المعمل كان قد دمّره الجيش الإسرائيلي خلال العدوان الأخير، وقد أعاد صاحبه ترميمه وتجهيزه بالكامل على نفقته الخاصة، في محاولة لإعادة الحياة الاقتصادية إلى المنطقة.
بيان استنكار
تعليقًا على الحادثة، أصدرت بلدية ميس الجبل بيانًا وضعت فيه ما جرى "برسم الدولة والحكومة اللبنانية بكل أجهزتها، وبمختلف أركانها وتسمياتها، معتبرةً ما حصل نقطة سوداء جديدة تُضاف إلى سجل العهد الجديد، الذي كنّا ننتظر منه خيرًا، وقوة، واقتدارًا. لكنه شكّل، بكل أسف، مسمارًا أخيرًا في نعش القرارات الدولية، وعناوين السيادة الوطنية، والشرعية الدولية، فضلًا عن الأساليب الدبلوماسية، والسياديين الجدد الذين طالما برّروا للعدو أفعاله الإجرامية على مدى سنوات".
وتابع البيان: "نحن في الجنوب، وتحديدًا في المناطق الحدودية، وفي ميس الجبل وأخواتها، نتعرّض يوميًا لاعتداءات إسرائيلية غادرة، من دون حسيب أو رقيب. حتى بيانات الاستنكار غائبة، وإن حضرت، فلا مفعول لها يوازي قطرة دم من شهيد أو جريح واحد".
وفي ميس الجبل أيضًا، أقدمت قوة إسرائيلية فجرًا على تفخيخ وتفجير محرك إحدى الجرافات الكبيرة التي تعمل لمصلحة مجلس الجنوب في أعمال إزالة الردم، في حي كركزان شمال ميس الجبل، داخل الأراضي اللبنانية، على طريق عام ميس الجبل – حولا، وذلك بعد عودتها من تفجير مبنى معمل البياضات.
حزب الله يدرس تقليص دوره؟
وفي سياق الأخبار والتحليلات المتداولة، فيما يتعلق بموضوع سلاح حزب الله، ذكرت وكالة "رويترز" نقلاً عن مصادر مطلعة قولها إن "حزب الله توصّل لقناعة بأن الترسانة التي جمعها لردع إسرائيل تحولت لعبء عليه"، وبأن "الحزب يدرس تقليص دوره كحركة مسلحة من دون نزع سلاحه بالكامل". وهو كلام يتناقض مع التصريحات الصادرة خصوصاً عن الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، خلال احياء مراسم عاشوراء، من حيث التأكيد على أن الحزب لن يتخلى عن سلاحه، وبأن أي نقاش بموضوع السلاح يرتبط أولاً بموضوع الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة جنوباً وإطلاق سلاح الأسرى اللبنانيين ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، إضافة إلى التأكيد من قبل حزب الله أن النقاش بموضوع السلاح هو نقاش محلي بحت.
وذكرت الوكالة في تقريرها أنَّ النقاشات الداخلية بشأن ملف سلاح "حزب الله"، لم تعكس الضغوط الهائلة التي واجهها الأخير منذ التوصل إلى هدنة مع إسرائيل في أواخر شهر تشرين الثاني 2024.
وقال مسؤول كبير، مطلع على المداولات الداخلية لحزب الله، إنَّ الأخير كان يُجري مناقشات سرية بشأن خطواتها التالية، مشيراً إلى أنَّ "لجاناً صغيرة كان تجتمع شخصياً أو عن بُعد لمناقشة قضايا تشمل هيكل القيادة والدور السياسي والعمل الاجتماعي والتنموي والتسلّح"، بحسب "رويترز".
وأفادت المصادر، وفق رويترز، بأنَّ "حزب الله يدرس الآن تسليم بعض الأسلحة التي يمتلكها في أماكن أخرى من البلاد - ولا سيما الصواريخ والطائرات المسيرة التي تُعتبر أكبر تهديد لإسرائيل - بشرط انسحاب إسرائيل من الجنوب ووقف هجماتها".
بدوره، قال مسؤول أوروبي مطلع على تقييمات الاستخبارات إن هناك الكثير من العصف الذهني الجاري داخل "حزب الله" حول مستقبله، ولكن دون نتائج واضحة.
ووصف المسؤول وضع حزب الله كجماعة مسلحة بأنه جزء من هويته، قائلًا إنه سيكون من الصعب عليه أن يصبح حزباً سياسياً بحتاً.