newsأسرار المدن

شهيدان بغارات على الجنوب... أورتاغوس ستغادر منصبها!

المدن - لبنانالأحد 2025/06/01
غارة.jpg
أسفرت الغارة على بيت ليف عن إصابة شخصٍ واحد (الإنترنت)
حجم الخط
مشاركة عبر
أُفيد مساء الأحد عن استهداف مسيّرة معادية لسيارة من نوع رابيد على طريق عيتا الشعب -دبل وقد أصيب سائقها. ليعلن مركز عمليات طوارئ ​الصحة العامة​ التابع لوزارة الصحة لاحقًا في بيان، عن سقوط شهيد في الغارة التي شنها ​العدو الإسرائيلي​ واستهدفت السيارة على طريق دبل قضاء ​بنت جبيل​.
وزعم الجيش الإسرائيل​يّ، في بيان، اغتيال "أحد عناصر ​حزب الله​ الذي ينتمي إلى منظومة الصواريخ المضادّة للدروع في منطقة أرنون ​جنوب لبنان​".
وكان قد شنّ الطيران الإسرائيليّ المُسيَّر صباح اليوم الأحد غارةً جويّة استهدفت سيارةً مدنيّة في بلدة بيت ليف جنوب لبنان، ما أسفر عن إصابة شخصٍ واحد على الأقلّ. كما وشنّ غارةً أخرى استهدفت بلدى أرنون. من جهته، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة​، في بيان، عن "إصابة مواطن بجروح في غارة للعدو الإسرائيليّ استهدفت سيارة في ​بيت ليف​ قضاء بنت جبيل". كما وأعلن عن "سقوط شهيد في الغارة التي شنها العدو الإسرائيلي واستهدفت دراجة نارية في بلدة ​أرنون​ ​قضاء النبطية​". 
وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيليّ أفيخاي أدرعي، في بيان إنّه "هاجم جيش الدفاع في وقت سابق اليوم في منطقة عيتا الشعب في جنوب لبنان وقضى على أحد عناصر المدفعية في حزب الله الإرهابي".

وتأتي هذه الغارات في سياق الاعتداءات الإسرائيليّة اليوميّة على الأراضي اللبنانيّة، وسط استمرار احتلال إسرائيل لعددٍ من النقاط الحدوديّة، وخرقها المتواصل لوقف إطلاق النار الموقَّع في تشرين الثاني 2024.

الجيش اللّبنانيّ يفتح طريقًا
ميدانيًّا، أعاد الجيش اللبناني، اليوم الأحد، فتح الطريق الحيويّة التّي تربط بين بلدتي حولا ومركبا وصولًا إلى تلّة العباد، وذلك بعد أن كان الجيش الإسرائيليّ قد أقدم في وقت سابق على إقفالها. وتُعد هذه الطريق من المحاور الحيوية الّتي يستخدمها الأهالي للتنقل اليوميّ، كما أنّها تُشكّل ممرًا استراتيجيًّا في المنطقة الحدوديّة.

أورتاغوس ستغادر منصبها
وفي سياقٍ متّصل، كشف الصحافيّ الإسرائيليّ تامر موراغ، في "القناة 14" العبريّة، أنّ نائبة المبعوث الأميركيّ لشؤون الشرق الأوسط والمسؤولة عن ملفّ لبنان في الإدارة الأميركيّة، مورغان أورتاغوس، ستُغادر منصبَها قريبًا. ورأى موراغ أنّ هذه الخطوة "لا تُبشِّر بالخير بالنسبة إلى إسرائيل"، إذ إنّ أورتاغوس كانت تُعَدّ "من أشدّ الداعمين لتلّ أبيب وعملت بحزمٍ على ملفّ نزع سلاح حزب الله".

وأشار موراغ إلى أنّه "في الآونة الأخيرة أُقيلت كذلك ميراف سيرين، وهي أميركيّة إسرائيليّة كانت تتولّى ملفّ إيران، إضافةً إلى إريك تراغر، المسؤول عن شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مجلس الأمن القومي الأميركي". وكان المسؤولان، وفق الكاتب، "من أبرز المُناصرين لإسرائيل"، وقد عيّنهما مستشار الأمن القوميّ السابق مايك والتز، قبل أن يُقيلهُما خليفته، وزير الخارجية الحاليّ ماركو روبيو، عقب تعيين والتز سفيرًا لدى الأمم المتحدة.

وأوضح موراغ أنّ إقالة سيرين وتراغر "ليست مرتبطةً بآرائهما، بل تأتي ضمن مسعى أوسع للرئيس الأميركيّ دونالد ترامب لإضعاف مجلس الأمن القوميّ وتركيز صُنع القرار في السياسة الخارجيّة في يد دائرةٍ ضيّقة من المقرّبين منه". وبحسب الصحافي الإسرائيليّ، فإنّ غياب مستشارٍ فعليّ للأمن القومي في الوقت الراهن-إذ يتولّى وزيرُ الخارجية روبيو المنصبَ رسميًّا- يُسهم في "زيادة القلق داخل المؤسّسات الإسرائيليّة المعنيّة بمتابعة الملف اللبنانيّ".

وختم موراغ بالقول إنّ "المحصّلة النهائيّة لموجة التغييرات والمغادرات الأخيرة من البيت الأبيض لا تصبّ في مصلحة إسرائيل"، في ظلّ غياب شخصيّاتٍ تُعرَف بدعمها الثابت لتلّ أبيب عن مواقع القرار الأميركيّ المؤثِّرة في سياسات الشرق الأوسط.

دراسة إسرائيليّة
نشرت صحيفة "مكور ريشون" الاسرائيلية دراسة للباحث في معهد "مِسغاف للأمن القومي" إيلي كلوتشتاين، أشار فيها إلى أنّه مع مرور أكثر من عام ونصف على اندلاع العدوان الإسرائيليّ على غزّة، تتزايد التساؤلات حول فشل إسرائيل في القضاء على حركة حماس، رغم التصريحات الّتي أطلقتها منذ بداية الحرب، لاسيّما بعد الضربات الّتي وجّهتها إلى حزب الله في لبنان. وأبرز كلوتشتاين، في الدراسة، وجود فروقات بين الساحتين اللبنانية والفلسطينية من حيث الجغرافيا، الهدف، الوضع السياسي، وأزمة الأسرى.

ورأى أنّ الحرب الطويلة ضدّ حماس مستمرة بشكل متقطع منذ عام وثمانية أشهر، لكن إسرائيل لا تملك ترف الوقت، إذ باتت الحرب تُثقل الجبهة الداخلية واحتياط الجيش، وتُضعف المصداقية السياسية، وتضرّ بالاقتصاد، وتُقلّل من قدرة الجمهور على الصمود، ما يطرح تساؤلات حول كيفية وصول الجيش إلى هذا الوضع فيما الوقت ينفد.

وفي مقاربة مقارنة، قال الباحث إنّ السؤال يزداد حدّة عند النظر إلى تجربة إسرائيل في لبنان، حيث انتهت الحرب خلال بضعة أشهر من بدايتها الجديّة، في حين تواجه تعثّرًا طويلًا في غزّة، رغم أن العدو هناك أضعف من حزب الله.

وأضاف أنّ الحرب في لبنان وغزة انطلقت تقريبًا في ذات التوقيت، في 7 و8 تشرين الأول 2023، وفي الحالتين واجه الجيش منظمتين إسلاميتين مدعومتين من إيران، ونجح في استهداف قياداتهما السّياسيّة والعسكريّة بدرجات متفاوتة.

ورأى أنّ الاختلافات كثيرة، أوّلها الجهوزيّة، إذ استعد الجيش الإسرائيليّ لحرب محتملة مع حزب الله لسنوات طويلة، وطور سيناريوهات استخباراتيّة وعسكريّة متقدّمة، فيما نظر إلى حماس كعدوٍ يمكن احتواؤه أو التوصل إلى تهدئة معه، وليس القضاء عليه.

وأشار إلى أنّ الاختلافات تمتد إلى نمط المواجهة، إذ بات حزب الله في السّنوات الأخيرة أقرب إلى جيش نظاميّ يسهل رصد مواقعه، بينما تعتمد حماس على الأنفاق والكتائب القتالية، ما يجعل استهدافها أصعب.

ولفت إلى الفرق الجغرافي بين الجبهتين: غزّة منطقة مغلقة، لا منفذ فعليًا للفلسطينيين منها، ما يزيد من صعوبة العمليات والضغط الإنسانيّ، بينما في لبنان لجأ السكان جنوبًا إلى مناطق آمنة وتفادوا التصعيد المباشر.

وأشار إلى أنّ الاختلاف يمتد إلى أهداف الحرب، إذ لم تسعَ إسرائيل إلى القضاء على حزب الله، بل إلى إبعاده عن الحدود وضمان عودة مستوطني الشمال، بينما تهدف في غزّة إلى نصر كامل ونزع سلاح حماس كليًا.

وأوضح أنّ الوضع السّياسيّ يختلف كذلك، إذ أفرزت حرب لبنان توازنًا داخليًّا جديدًا في بيروت عبر مؤسّسات الدولة، فيما لا يوجد بديل لحماس في غزّة، ولا تعتبر إسرائيل السلطة الفلسطينيّة خيارًا لإدارتها.

وأضاف أنّ الضغط الدوليّ على إسرائيل مختلف أيضًا، إذ لم تكن الحرب في لبنان موضع اهتمام المحاكم الدوليّة، بينما الحرب في غزّة تتعرض لضغوط ومطالبات قانونيّة دوليّة، ما يزيد من التحديات.

وختم بالقول إنّ مفهوم "النصر الكامل" في غزّة غير واقعيّ، والحكومة ارتكبت خطأ بتصوير الهدف وكأنه معادلة ثنائيّة: نصر أو هزيمة، في حين أنّ النصر في الحروب مفهوم معقّد وغامض يصعب تعريفه بوضوح.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث