newsأسرار المدن

قاسم: الحرب لم تنته بعد ولا تطلبوا منا شيئاً

المدن - لبنانالأحد 2025/05/25
GettyImages-103629579.jpg
الشيخ قاسم: المقاومة هي الحل الطبيعي عندما لا يكون الجيش قادرًا (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

أعاد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم التأكيد على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، معتبراً أن "المقاومة هي الحل الطبيعي عندما لا يكون الجيش قادرًا وهي السند للجيش عندما يكون قادراً". قاسم وفي كلمته في عيد المقاومة والتحرير رفع سقف خطابه بالتأكيد على أن "المقاومة باقية على قلب من لا يريدها"، بالدماء والعطاءات وبالشهداء والأسرى والجرحى، وأردف قائلاً إن "المقاومة هي دفاعية ورفض للإحتلال، وهذا لا يعني أن يكون هناك سلاح متنقل، فالسلاح أداة تستخدم وفق تقدير المصلحة".

توليفة قاسم هذه، قابلها بتحميل الدولة المسؤولية في حال فشلت في حماية لبنان، معتبراً أن "الدولة مسؤولة، وإذا فشلت في أدائها فإن الخيارات الأخرى موجودة". وقال "لا تسألوني ‏عن الخيارات الأخرى ما هي، لكن يمكنكم أن تعرفوا أن المقاومة لا تسكت على ضيم، والمقاومة لا تستسلم. ‏الآن تصبر، تتحمل، أخذت موقف أن الدولة هي التي ستتصدى، هذا أمر يحتاج إلى بعض الوقت، نحن ‏نعطي بعض الوقت، لكن يجب التحرك".

وأشار قاسم إلى أن "حزب الله والدولة التزمنا بالكامل باتفاق وقف النار غير المباشر بين الدولة والعدو مقابل 3300 خرق للعدو الإسرائيلي ونحن مستمرون بتلقي هذا العدوان"، معتبراً ان "أميركا تتحمل المسؤولية لأنها هي التي ترعى العدوان كما رعته هنا وفي غزة". وأضاف أن "لبنان يجب أن يكون قوياً واثقاً وحراً ويجب أن يعلو الصوت في مجلس الأمن وأن يرفع مجلس الوزراء صوته وأن يقوم كل معني بما يلزم". قاسم اعتبر أن الحرب لم تنته، بينما "انتهت قدرة إسرائيل على التوسع في لبنان وزمن الانتصارات أحدث تحولا في فلسطين وضع العدو على طريق الزوال".

وفي هذا الإطار أكد قاسم أن "شروط إسرائيل لن تتحقق، مهما كان حجم  التحديات والتضحيات، ولا أحد يهددنا أو يبتزنا في موضوع الاعمار فالاستقرار مصلحة لنا وللمنطقة، ونحن لا نُهدد وأمامنا خياران إما النصر او الشهادة ونحن مستعدون". وفي حديثه عن الولايات المتحدة الأميركية قال قاسم إن أميركا تتجاوز حدودها على سيادة لبنان وأن ضغطها على المسؤولين في لبنان لن يحقق الشروط الإسرائيلية وما لم يتم تحقيقه في الحرب لن يتحقق بالضغوط"، ونصح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه "أمام فرصة للتحرر من قبضة "سرائي" لأنها عبء على توسيع استثماراته في المنطقة".

 وأردف متابعاً "اعادة الإعمار دعامة الاستقرار الأولى وأمن المواطن وعلى الحكومة ان تتحرك بفعالية اكثر".

وفي هذا الإطار تساءل قاسم "نسمع من الدول حتى بشكل علني، ‏العراق الأبي الشجاع الشريف أطلق من خلال رئيس الوزراء السوداني رغبة بإعطاء تبرعات من أجل ‏إعادة الإعمار في لبنان، وأنا أعلم أن كل العراق بمرجعيته وحشده وشعبه وقواه وفصائله ومسؤوليه، كلهم ‏متعاطفون مع لبنان ومع فلسطين ويريدون الإعمار. ولكن يفترض أن يبدأ لبنان، يطلق الطلقة الأولى، يضع ‏الصندوق، فليقم بإجراءات معينة".

في الانتخابات
وفي الشأن الانتخابي، تطرق قاسم إلى عناوين عدة من خلال أربعة استنتاجات، مشيراً إلى أنه "رغم العدوان على جنوب لبنان وكل لبنان ورغم ما يحصل في منطقة الحدود اللبنانية، كنا نؤكد على إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها لأننا كنا نريد أن تقوى الدولة".

وحيا أمين عام حزب الله أهل الجنوب وموقفهم الذي يدل على شموخ واستعداد لأن يكونوا في مقدمة تحرير البلد، شكرهم "للمشاركة الفعالة خصوصاً لجمهور حزب الله وحركة أمل تحت عنوان التنمية والوفاء وحتى من قاموا بلوائح منافسة فإنهم ساهموا بإنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي".

وعن التزكية قال "البعض لا يعجبه ‏التزكية. التزكية تعني تفاهم، لا تريد تفاهم لأنك تبحث عن كرسي؟ أخي لن تحصل على كرسي حتى ‏لو لم يحصل تفاهم، فليكن التفاهم أفضل. على كل حال، لا مانع، حيثما توجد منافسة، فلتكن المنافسة، لكن ‏إذا كانت هناك إمكانية للتزكية، فلماذا لا؟ نحن مع هذه التزكية".

قاسم إعتبر أنّ الانتخابات البلدية هي مدماك لانطلاقة إدارة الدولة ومؤسساتها الإنمائية، ويجب على الدولة أن تدعم البلديات ‏من أجل أن تنطلق بشكل صحيح.‏

الاستنتاج الآخر الذي تحدث عنه قاسم أن "الحزب خاض هذه الانتخابات بعقلية الجمع الوطني، أي كنا صمام أمان اجتماعي وتوازن وطني بين ‏مكونات البلد"، وخصوصاً ما حصل في بيروت. وقال "انتخابات بيروت شاركنا فيها بلائحة ضمّت الكثير من القوى، وبعض القوى أصلًا لا يوجد تفاهم بيننا ‏وبينها، ولا يوجد تعاون بيننا وبينها، بل هناك من يتحدث عنا بطريقة ظالمة. لكن قدّمنا مصلحة البلد في أن ‏يكون هناك توازن وفي أن يشعر المسيحيون أنهم غير مستهدفين وأن الجميع يعمل معًا في دائرة بلدية واحدة. ‏هذه التجربة قدّمناها في بيروت، وهذا يعني أننا عملنا على العنوان الوطني".

وتابع "قدّمنا التجربة نفسها في حارة حريك، وضعنا رئيسًا مسيحيًّا وأعضاء مسيحيين، وضمنا أن تكون اللائحة ‏قادرة على الفوز، والحمد لله انتصرت. ‏في مشغرة أيضًا الرئيس مسيحي وشارك الآخرون، والحمد لله أيضًا نجحت اللائحة".

واعتبر أن "حزب الله وحركة أمل أثبتا أنهما صمام أمان اجتماعي، وأنهما صمام أمان للتوازن الوطني، ‏ودائمًا يضعان هذا الأمر في المقدمة.".

وختم قاسم بالقول أن "هدفنا لم يكن يومًا إلغاء أحد، بل على العكس، مدّدنا يدنا إلى الجميع، إيمانًا بالشراكة والتعاون من أجل المصلحة العامة".

عيد المقاومة والتحرير
وبالعودة إلى ذكرى المقاومة والتحرير، اعتبر قاسم أنه "بعد عيد المقاومة والتحرير أصبحت المقاومة مكونا اساسيا من مكونات لبنان لأن مشكلة العدو ما زالت موجودة"، ناقلاً فكرة المقاومة من مشروع قابل لتحقيق التحرير والنصر إلى دعامة ثابتة للبنان المستقبل القوي.

قاسم استعرض إنجازات المقاومة في ذكرى التحرير، معتبراً أنّ عيد المقاومة والتحرير توج مكانة لبنان في المنطقة والعالم، بعدماا نقل لبنان من الضعف إلى القوة وجعل اللبنانيين يعيشون الكرامة والعزة والسيادة. وتحدث قاسم أن إسرائيل حاولت أن تفرض اتفاق 17 أيار لكن المقاومة الشعبية والوطنية منعتها من عقد هذه الاتفاق المخل، "واستطاعت بالتعاون مع سوريا وقتها أن تمنعها من عقد هذا الاتفاق المذل"، مشيراً إلى أن بإرادة المقاومة منذ 1982 وتصميمها وجد الإسرائيلي أنه لا يستطيع الاستقرار على الأراضي اللبنانية، فـ"إسرائيلحاولت قبل الـ2000 عقد اتفاق مع لبنان إلا أنه رفض فخرجت في ليل وتركت العملاء خلفها".

كما تطرق قاسم إلى مقاومة الإمام موسى الصدر، حيث أشار إلى أنه "بدأت تنمو المقاومة في الستينات والسبعينات وبرز الإمام السيد موسى الصدر كإمام للمقاومة وإنشائه حركة المحرومين"، معتبراً في ذلك "انتصار كبير للمقاومة وللشعب المضحي الذي استطاع أن يكسر إسرائيل بخروجها من دون قيد او شرط". وفي هذا الإطار ذكر قاسم أنه "لم تكن هناك دماء ولا مشاكل ولا فتنة طائفية ولا فتنة مذهبية في المنطقة الحدودية بعد تحرير العام 2000".

قاسم استذكر الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله معتبراً أنه قائد الانتصارين، وقال "للمرة الأولى نجتمع من أجل إحياء عيد المقاومة والتحرير بعد 25 سنة ولا يكون سماحة السيد بيننا، هذه ‏غصّة في القلوب، ولكنها أيضًا حالة من الطمأنينة، أنه في عليائه يراقب ويتابع وأننا على العهد مستمرون ‏بحمد الله تعالى".

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث