newsأسرار المدن

انتخابات صور: فوز الثنائي والقوات حاضرة في المدينة

خضر حسانالأحد 2025/05/25
IMG_0855.JPG
شهدت حارة المسيحيين في صور منافسة على المقاعد الاختيارية (خضر حسان)
حجم الخط
مشاركة عبر
تأخّرَ إعلان النتائج النهائية في بعض قرى قضاء صور، لكن النهاية كانت شبه محسومة لصالح الثنائي قبل بدء الانتخابات. وبدأت بوادر هذا الحسم تظهر منذ فترة ما بعد ظهر اليوم الانتخابي الطويل. ومع اقتراب موعد إقفال الصناديق، كان كل شيء قد أصبح واضحاً.

لكن لا مفرّ من انتظار عملية الفرز لصناديق المعركة البلدية والاختيارية. فكانت النتيجة أن أخذَ الثنائي حزب الله وحركة أمل بالمعركة، ما لم يأخذه بالتزكية. لكن الفوز لم يختصر المشهد كاملاً، لأن الحالة الاعتراضية لا زالت موجودة، وعبَّرَت عنها نسب المشاركة وحضور المعارضين.

فوز لائحة تنمية ووفاء
انطلقت العملية الانتخابية في قضاء صور، بهدوء ثبّته تدحرج كرة التزكية التي حصلت في معظم قرى القضاء. أمّا القرى التي لم يستطع الثنائي حسمها لصالحه كليّاً أو بالتوافق مع الخصوم، حملت النتائج فوز الثنائي بمقاعد المجلس البلدي، وفوز الخصوم بجدارة المواجهة وثبات خيارهم وإن لم يكن الفوز حليفهم، لأن إثبات الوجود والتأكيد على وجود خيارات أخرى للناخبين، هو الهدف الأساس.
ومع حسم نتائج الانتخابات لصالح الثنائي، بقي التنافس الداخلي بين أمل وحزب الله لإثبات مَن يملك الساحة على حساب الآخر. وهذا السجال أفرزَ إشكالات، وهو ما حصل في بلدة طيردبا، إذ عمدَ الحزب إلى الترويج للائحة تضمّ مرشّحيه الثمانية فقط من دون المرشّحين السبعة الآخرين التابعين لحركة أمل، وهو ما أثار استياء الحركة، وهدَّدَ مرشّحوها بالانسحاب من المجلس البلدي رغم الفوز، في حال تبيَّنَ أنّ الخطوة التي قام بها الحزب، تركت فجوة كبيرة بعدد الأصوات بين الفريقين.
في بلدتيّ العباسية والبازورية، كانت الأجواء أكثر من هادئة، منذ لحظة فتح باب الاقتراع صباحاً. لم تشهد البلدتان أيّ إشكال، وانتهى اليوم الانتخابي بفوز لائحة تنمية ووفاء في العباسية، ولائحة التوافق في البازورية، وهي اللائحة التي تضم مرشّحين من أمل وحزب الله والحزب الشيوعي والحزب التقدمي الاشتراكي.
لكن في ظل هذ الربح، لم تصل نسبة المشاركة إلى 50 بالمئة، ما يعكس تململاً وعدم رضى من الجمهور. ولدى بعض المرشّحين على اللوائح المعارضة للثنائي قراءة لنتائج هذا اليوم، فيقول المرشّح على لائحة "صوتك للعباسية" فؤاد معتوق، أنّ "عدم خرق لائحة الثنائي لا تعني الهزيمة لنا، فالقراءة مختلفة"، وأوضح في حديث لـ"المدن"، أنّ "المشاركة في الترشّح هو تكريس لهذا الحق، وتشجيع للآخرين على الخوض في الانتخابات". وأمّا النتائج "فهي نقطة يمكن البناء عليها لمضاعفة العمل في المستقبل".

مسيحيو صور
في الصورة الانتخابية العامة في مدينة صور، كان لافتاً المشهد المسيحي. فالتوجّه إلى مراكز الاقتراع في حارة صور المعروفة باسم "حارة المسيحية"، يُنبىء بأنّ هناك معركة خاصة بين أبناء الحارة الكاثوليك والموارنة والأورثوذكس وأقلية لاتينية تتبع انتخابياً للموارنة. وبما أنّ نتائج الانتخابات البلدية كانت شبه محسومة، شكّل انتخاب المخاتير فرصة للتنافس في الحارة.
هذا التنافس حسم منذ البداية عند الأورثوذكس، إذ فازت بالتزكية المختارة الوحيدة المرشّحة. أمّا بالنسبة للكاثوليك، فتنافسَ 4 مرشّحين على مقعدين، وعند الموارنة، تنافس 3 مرشّحين على مقعد واحد.
وكان لانتخابات المخاتير في المدينة نصيبها من الضغوط السياسية وشدّ العصب العائلي، وتولَّت القوات اللبنانية محاولة شدّ العصب لضمان انتخاب مرشّحيها. والمفارقة أنّ حركة أمل دخلت على الخط، فكان لديها مَن تدعمه من المرشّحين المسيحيين. وتقول مصادر "المدن" من بين المرشّحين، إلى أنّ "للقوات حضورها في الشارع المسيحي في صور، ومن الطبيعي أن تضغط لإثبات وجودها في استحقاق كهذا. أمّا حركة أمل، فيهمّها أن تبرز سيطرتها، على المشهد العام في المدينة، وإن كان عبر مخاتير مسيحيين مؤيّدين للحركة".

انتهت العملية الانتخابية كما توقَّعَ المراقبون في منطقة صور. النتائج لم تكن مفاجئة. الثنائي أراد إبراز سيطرته، والمعارضون أرادوا إثبات حضورهم. هكذا، وبكل هدوء، بدأت انتخابات منطقة صور، وانتهت.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث