newsأسرار المدن

"التنمية والوفاء" تتصدر بعلبك... و"القوات" تكرّس حضورها بالقاع

زينب زعيترالاثنين 2025/05/19
17.jpg
أظهرت النتائج الأولية فوز الثنائي الشيعي بفارق كبير بالأصوات على "بعلبك مدنيتي" (مصطفى جمال الدين)
حجم الخط
مشاركة عبر
لا مشهد استثنائياً في بعلبك. فلم تحمل انتخابات المدينة مشهداً خارج المتوقع. فالبصمة السياسية التي تسيطر على المدينة بقيت حاضرة وثابتة في الصورة العامة. التحالفات التقليدية رسخت حضورها مجدداً، ما جعل النتائج شبه محسومة سلفاً. الاستثناء الأوحد، كان في تلك المحاولات لإحداث خرق في المعتاد، الذي برز من خلال من أراد إيصال صوته في مواجهة تحالف راسخ، مستفيداً من مساحة ديمقراطية ليعبّر عن رغبة في التغيير. محاولات لم تبدّل في النتائج، لكنها تعكس نبضا يريد أن يُسمع.


بعلبك تتصدر
عموماً، تصدرت محافظة بعلبك - الهرمل من حيث نسبة الاقتراع، إذ شارك 147287 ناخباً، أي ما نسبته 44.90 بالمئة من مجموع الناخبين. انتخابات تشكل نقطة مفصلية تعكس تداخل الأبعاد الإنمائية والسياسية في المنطقة. المشهد في بعلبك عكس رغبة جمهور أهالي المدينة المعروف بولائه وتجديد التزامه للمقاومة، فكانت الانتخابات كامتحان لمجتمع البيئة وتأكيد على الموقف الثابت. هذا ما أراد الناخبون ايصاله والتأكيد أن "بعلبك بيت حزب الله، والمدينة كانت ولا تزال خزان المقاومة"، غير المفصول أيضاً عن تحديات الطموحات الإنمائية. وهو ما عكس بحسب النتائج الأولية الفارق الكبير في الأصوات لصالح لائحة "التنمية والوفاء" المدعومة من الثنائي الشيعي في مقابل لائحة "بعلبك مدينتي". اختبار "خزان المقاومة" قابله اختبار المجتمع المدني وبعض العائلات، الذي أملوا في مشهد إنماء حقيقي يتجاوز حدود الاستحقاقات السياسية، بما يليق بالمدينة على صعيد تعزيز العمل البلدي وتفعيل البنية المحلية. وهذا ما أراد أن يحمله كل من صوت لصالح اللائحة الثانية.

قرى شرق بعلبك المسيحية
أمّا في القرى المسيحية في شرق بعلبك، فتقدّمت "القوات اللبنانية" بحسب المعطيات الأولية في معظم القرى التي خاضت فيها معركة على المحك بمواجهة "التيار الوطني الحر"، وخصوصاً في بلدة القاع الحدودية التي اُعتبرت المؤشر الأبرز على قياس الوجود القواتي الذي انفصل عن ترابط الثنائية مع "التيار" كما في انتخابات 2016. في القاع فازت بحسب النتائج الأولية لائحة رئيس البلدية بشير مطر المدعومة من "القوات"، في مقابل لائحة العائلات و"التيار"، بعدما اُعتبرت معركة القاع أم المعارك البقاعية. بينما فاز المختار كامل البيطار المدعوم من التيار في القاع. فيما حافظ "التيار" على تواجد خجول في غير مناطق، مثل سرعين التحتا، حيث فازت اللائحة المدعومة من التيار فيها. كذلك فازت لائحة أبناء دورس المدعومة من الثنائي والتيار الوطني الحر في دورس - بعلبك كاملة. كما فازت اللائحة المدعومة من التيار الوطني الحر في حوش بردى – بعلبك.

أما في بلدة دير الأحمر، تنافست لائحة مكتملة مكونة من 15 عضوًا مع ثلاثة مرشحين مستقلين، وجميعهم ينتمون في الأصل إلى حزب القوات اللبنانية. تدعم القوات اللائحة المكتملة، الأمر الذي تسبب في بعض سوء التفاهم بين المرشحين المستقلين. مع ذلك، يجمع غالبية أهالي دير الأحمر على أن المنافسة لا تستحق إثارة الانقسامات، وأن الجميع سيقف إلى جانب من يصل إلى المجلس البلدي حفاظًا على وحدة البلدة.

أمّا فيما يتعلق بالإشكال الذي أُشيع أنه وقع في بلدة دير الأحمر بين "القوات" ومؤيدين لـ"حزب الله"، فالإشكال وقع بين أهالي بلدة القدام على طريق دير الأحمر، وليس في البلدة، التي كانت تتنافس عائلياً على الانتخابات.

تنافس في القرى الشيعية
أمّا القرى ذات الغالبية الشيعية، فأظهرت النتائج الأولية للماكينات الانتخابية تقدماً ملحوظاً لغالبية اللوائح التي كانت مدعومة من "حزب الله" و"حركة أمل". العملية الانتخابية جرت كما في معظم المناطق بمواكبة القوى الأمنية، ورغم ذلك لم تمنع من وقوع بعض الإشكالات كما في بلدتي حربتا وشعث. في هذه القرى، وخصوصاً في المناطق الشيعية، جدد الأهالي الالتزام بخيار المقاومة والثنائي الشيعي. طابع المعركة كان عائلياً في بعض الأحيان، حيث كانت العائلات تواجه الأحزاب، وعلى رأسها الثنائي الشيعي. اللافت أيضاً هو نسبة الإقبال الكبيرة في هذه المناطق الشيعية، والتي كانت رافعة لنسبة المشاركة في بعلبك بشكل عام، كما الحال في المناطق المسيحية ومناطق أخرى.

وأُفيد بحسب النتائج الأولية عن فوز لوائح "التنمية والوفاء" في بلدتي حربتا ودورس بكامل أعضائها، وفي بلدة حوش الرافقة بكامل أعضائها، وكذلك فوز اللوائح المدعومة من ثنائي أمل – حزب الله بالمقاعد البلدية كافة في بريتال وبدنايل. وكذلك في بلدة الكنيسة البقاعية التي وعلى الرغم من فوز اللائحة المدعومة من الثنائي إلا أنها كما عدد كبير من القرى تؤكد أن أبناءها يتنافسون بعيداً عن منطق الأحزاب والانقسامات السياسية، كما يؤكد المحامي يوسف زعيتر الداعم للائحة، مشيراً إلى أن "الناس تعبر عن إرادتها بكل حرية ووعي. هذه الانتخابات ليست ساحة خصام، بل مساحة للتعبير عن الرأي، في إطار من الاحترام المتبادل والانتماء الصادق لهذه الأرض الطيبة، وأن الهدف ليس الفوز بحد ذاته، بل الوصول إلى مجلس بلدي يُمثّل الجميع، ويعمل لأجل الجميع، دون تفرقة أو إقصاء".

وهو ما يدعو إليه جميع أبناء البقاع الذين يأملون بمجيء بلدية تحقق تنمية حقيقية تتجاوز الحدود التقليدية للصراعات السياسية، وتعزز من فرص الازدهار والاستقرار على الصعيد البلدي والمحلي.

وهكذا،نه7 في ختام يوم انتخابي طويل وقبيل ساعات على إعلان النتائج الرسمية عن وزارة الداخلية والبلديات، يبقى المشهد الانتخابي في بعلبك والبقاع معبراً عن تناقضات المجتمع بين الولاء السياسي والطموحات الإنمائية. آمال ينتظرها البقاعيون الذين عانوا ما عانوه سنوات طوال من تهميش وإقصاء، ليرتقي المشهد إلى ما يليق بتاريخ هذه المناطق وحجم طموحاتها.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث