newsأسرار المدن

قمّة لبنانيّة - كويتيّة: لترسيخ التعاون الثنائيّ

المدن - لبنانالاثنين 2025/05/12
عون في الكويت.png
أكد الرئيس عون "ضرورةَ تفعيلِ العلاقاتِ اللبنانية-الكويتية وتطويرِها في كل المجالات" (وطنية)
حجم الخط
مشاركة عبر

عادَ رئيس الجمهوريّةِ جوزاف عون، ووزيرُ الخارجيّةِ والمغتربين يوسفُ رَجّي، والوفدُ المرافقُ، إلى بيروت مساءَ اليوم، بعدَ زيارةٍ إلى الكويت استمرّت يومَين التقى خلالها أمير الكويت الشيخَ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ووليَّ العهد الشيخَ صباح خالد الحمد الصباح، وكبارَ المسؤولين الكويتيّين. وأطلقَ الجانبُ الكويتيّ خلالَ الزيارةِ مواقفَ عدّة مؤيِّدةً للبنان، ومؤكِّدةً تعزيزَ العلاقاتِ بين البلدين، ومنها قرارُ رفعِ التمثيلِ الدبلوماسيّ الكويتيّ في لبنان.

وأكّد الرئيسُ عون "ضرورةَ تفعيلِ العلاقاتِ اللبنانيّة-الكويتيّة وتطويرِها في كلّ المجالات"، مشيرًا إلى أنّ "لبنان سيبقى إلى جانب الدول الشقيقة"، ومرحّبًا بقرارِ رفعِ التمثيلِ الدبلوماسيّ الكويتيّ في لبنان. وأثنى على وقوفِ الكويتِ الدائمِ إلى جانب لبنان، وعلى مواقفِها الداعمةِ له في المحافلِ الإقليميّةِ والدوليّة، ولا سيّما في ما يخصّ الاعتداءاتِ الإسرائيليّةَ المتكرّرة، وعدمَ التزامِ إسرائيلَ اتّفاقيّةَ وقفِ إطلاقِ النار.

أمّا أميرُ دولةِ الكويت الشيخُ مشعل الأحمد الجابر الصباح، فأكّد حرصَه على تعزيزِ العلاقاتِ اللبنانيّةِ-الخليجيّةِ والعربيّة، مُثنيًا على "التعاونِ الأمنيّ بين دولةِ الكويت والجمهوريّةِ اللبنانيّة، الذي يُعَدّ ركنًا أساسًا في مواجهةِ التحدّياتِ الأمنيّةِ المشتركة، وخصوصًا في مجالِ مكافحةِ تهريبِ المخدّرات"؛ كما أكّد وقوفَ الكويتِ إلى جانبِ لبنان في كلّ ما يتّخذه من إجراءاتٍ لبسطِ سيادتِه على كاملِ أراضيه حتى الحدودِ المعترفِ بها دوليًّا، وذلك وِفقًا لقرار مجلس الأمن 425.

وجدّد دعمَ بلاده لجهودِ "المجموعةِ الخماسيّة" لحلّ الأزمةِ السياسيّةِ اللبنانيّة، وتنفيذِ الإصلاحاتِ الاقتصاديّة، ودعمِ الجيش، مؤكّدًا "مواصلةَ دورِها الفاعل من خلال مشاركتِها في مؤتمراتِ دعمِ لبنان في الأمن والتنمية".
وأعرب عن إدانةِ الكويتِ الاعتداءاتِ الإسرائيليّةَ المستمرّةَ على لبنان، مطالبًا بتنفيذِ قرار مجلس الأمن 1701 ووقفِ إطلاقِ النار، ومشدِّدًا على أهمّيّةِ استقرارِ سوريةَ وانعكاساتِه على لبنان ودولِ الجوار، وعودةِ اللاجئين السوريّين عودةً آمنةً لمنعِ تحوُّلِ سوريةَ إلى بؤرةِ توتّرٍ في المنطقة.

قمّة ومحادثات موسّعة
مواقف الرئيس عون والشيخ الصباح برزت خلال لقاء القمّة اللبنانية–الكويتية والمحادثات الموسَّعة التي عُقدت ظهر اليوم في المبنى الرئيسي لقصر بيان، وفي مستهلّ المحادثات الموسَّعة بين الجانبين، رحّب أمير الكويت بفخامة الرئيس العماد جوزاف عون والوفد المرافق في "بلدهم الثاني دولة الكويت"، شاكرًا له تلبية الدعوة ومجدِّدًا تهنئته بانتخابه رئيسًا للجمهورية اللبنانية، ومعربًا عن أصدق التمنّيات له بالتوفيق. كما هنّأ اللبنانيين بتشكيل الحكومة برئاسة معالي نواف سلام، مؤكّدًا أن أمام لبنان "فرصة تاريخية" لتجاوز التحدّيات والبدء بعملية إعادة البناء بما يلبّي تطلعات شعبه إلى الأمن والاستقرار. وسجّل الأمير إعجابه بمستوى العلاقات الثنائية منذ تأسيسها عام 1961، ودعا إلى رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، مستذكرًا موقف لبنان المشرّف إبان العدوان العراقي الغاشم، ومؤكِّدًا دعم الكويت لأمن لبنان واستقراره ولتطبيق قرار مجلس الأمن 425.

وأشاد الأمير بالدور البارز للجالية اللبنانية في تنمية الكويت، مثنيًا على ما تقدّمه من عطاء وتميّز، وشكر الشعب اللبناني على الرعاية التي يحظى بها الكويتيون في لبنان. كما أكد حرص الكويت على تعزيز العلاقات اللبنانية–الخليجية، مبديًا ارتياحه لنتائج اجتماع سفراء دول مجلس التعاون مع رئيس الوزراء اللبناني في 6 أيار الجاري بشأن عودة مواطني المجلس إلى لبنان، ومشيدًا بالتعاون الأمني ولا سيّما في مكافحة تهريب المخدرات. وجدد دعم بلاده لجهود المجموعة الخماسية لحل الأزمة اللبنانية وتنفيذ الإصلاحات ودعم الجيش، وندّد بالاعتداءات الإسرائيلية مطالبًا بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701، معبّرًا عن تعازيه بضحايا العدوان، ومشددًا على ضرورة استقرار سوريا وعودة اللاجئين. وختم قائلًا إن لبنان شريك فاعل في دعم القضايا المشتركة، مثمِّنًا موقفه من مسألة ترسيم الحدود مع العراق وفق قرار مجلس الأمن 833.

الرئيس عون شكر الأمير على دعوته وعلى "حفاوة الاستقبال والمحبّة"، مشيرًا إلى مواقف الكويت الداعمة للبنان في مختلف الظروف، ولا سيّما في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وعدم التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار. وأكد أهمية تفعيل العلاقات الثنائية في كل المجالات، مرحّبًا بقرار رفع التمثيل الدبلوماسي الكويتي في بيروت، وداعيًا الأمير إلى زيارة لبنان، فاستجاب الأمير قائلًا: "سأحضر بدعوة أو من دون دعوة"، مستذكرًا علاقات المحبّة بين الشعبين. وأشاد الأمير بدور الجالية اللبنانية البنّاء في الكويت، فشكره الرئيس عون على "الاحتضان الأخوي" الذي يحظى به اللبنانيون هناك.

عقب المحادثات الموسَّعة، عقد الرئيس عون والأمير مشعل خلوةً، ثم أقام الأمير مأدبة غداء تكريمًا للرئيس والوفد المرافق، حضرها نحو مئتي مدعو من كبار المسؤولين الكويتيين واللبنانيين والدبلوماسيين العرب، حيث صافح الأمير أعضاء الوفد اللبناني، فيما صافح الرئيس عون المدعوين الكويتيين. وفي بيان رسمي صادر عن الديوان الأميري، أفاد وزير شؤون الديوان الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح أنّ المباحثات تناولت دعم العلاقات الأخوية وتوسيع مجالات التعاون، وبحث مستجدات الأوضاع في لبنان والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وسط "جو ودي يعكس روح الأخوة" بين البلدين.

في سياق متصل، استقبل الرئيس عون رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، الذي أكد أنّ "لبنان في قلب كل كويتي" وأشاد بالتعاون الأمني، معلنًا استعداد بلاده لتقديم كل دعم مطلوب ومجدِّدًا إدانة الكويت للاعتداءات الإسرائيلية. وردّ الرئيس مشددًا على متانة العلاقات ومحبة الشعبين، آملًا أن "تُسفر اللقاءات عن نتائج إيجابية" ولا سيّما في ما يتعلّق بعودة الكويتيين إلى لبنان وتسهيل دخول اللبنانيين إلى الكويت. كذلك التقى الرئيس وليّ العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، حيث تمّ الاتفاق على إحياء الاتفاقيات الثنائية، وتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، وبحث القمة العربية المرتقبة في بغداد والقمة الخليجية–الأميركية المقرر عقدها غدًا في السعودية، إضافة إلى الأوضاع اللبنانية الراهنة.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث