newsأسرار المدن

تدني الإقبال في طرابلس وبشري تشهد انتخابات حامية وتضارب

المدن - لبنانالأحد 2025/05/11
1.jpg
تعرض أحد الأشخاص لعملية طعن بالسكين تدخل على إثرها الجيش اللبناني (مصطفى جمال الدين)
حجم الخط
مشاركة عبر
بخلاف الجولة الأولى من انتخابات مجالس البلديات في جبل لبنان الأسبوع الفائت، اتّسمت انتخابات محافظتَي الشمال بارتفاع منسوب المشاكل الإدارية والأمنية، ولا سيّما في عكار وطرابلس.

وقد انطلقت الانتخابات صباح اليوم الأحد، في 11 أيار، وسط أجواء هادئة نسبيًا، تخلّلتها إشكالات إدارية وأمنية متفرقة، فيما سجّلت وزارة الداخلية نحو 450 شكوى خلال النهار الانتخابي.

واكبت "المدن" مجريات الانتخابات البلدية في مختلف المناطق، وبحسب مراسلينا، تبيّن أن المعارك الانتخابية محتدمة في مناطق محددة ضمن كل قضاء، مع تسجيل العديد من الإشكالات الإدارية والأمنية، ولا سيّما في عكار وطرابلس، وسط شائعات عن عمليات شراء للأصوات.

البترون والصراع على الاتحاد
يسجّل قضاء البترون واحدة من أشرس المعارك البلدية في الجولة الثانية من الانتخابات، حيث تتقاطع الولاءات العائلية مع دعم الأحزاب، العلني منه حينًا والخفي أحيانًا، فيما يراهن الجميع على الفوز برئاسة اتحاد بلديات القضاء.

وقد استُهلّ النهار الانتخابي في مركز القضاء بهدوء نسبي وسط تعزيزات أمنية كثيفة. ويتنافس في المدينة لائحتان: "كلّنا للبترون" التي يقودها رئيس البلدية مرسيلينو الحرك، مستندًا إلى تحالف نادر بين عدد من الأحزاب المسيحية وبدعم مباشر من رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، و"للبترون وأهلها" المعارضة.

وسيطرت على اليوم الانتخابي حركة توافد تدريجي للناخبين، وسط إجراءات لوجستية لم تمنع المدينة السياحية من مواصلة نشاطها اليومي كالمعتاد.

في شكا، اتخذت المواجهة طابعًا حزبيًا وطائفيًا حادًا بين لائحتي "كلّنا شكا" و"شكا بتستاهل"، وشهدت مراكز الاقتراع ازدحامًا لافتًا، رافقته توقيفات طالت ثلاثة شبّان بشبهة تقديم رشى انتخابية وحجز هويات عدد من الناخبين.

ولا يقلّ المشهد الانتخابي احتدامًا في بلدات حامات، عبرين، بُقسميا، ودوما، حيث تتواجه لوائح مدعومة بالتناوب من أحزاب "القوات اللبنانية"، و"الكتائب"، و"التيار الوطني الحر"، و"المردة"، إلى جانب شخصيات مستقلة فاعلة محليًا.

أما في تنورين، مسقط رأس النائب السابق بطرس حرب، فتتنافس لائحة "تنورين قبل الكلّ" المدعومة منه ومن "القوات اللبنانية" مع لائحة شبابية مستقلة تحمل اسم "تجمّع تنمية تنورين".

ورغم ضراوة المنافسة في عدد من البلدات، يُجمع المتابعون على أن نتائج العديد من القرى شبه محسومة لصالح تحالفات محلية متجذّرة يصعب خرقها.

الكورة وانقسام القومي
اتّسم النهار الانتخابي في قضاء الكورة بهدوءٍ عام، رغم شائعات عن بلوغ أسعار الأصوات حدود 2000 دولار في بعض المناطق.

في بلدة أميون، دارت المنافسة داخل البيت القومي نفسه، في ظلّ انقسام بين تيارين في الحزب السوري القومي الاجتماعي، وهو ما تحاول القوات اللبنانية الاستفادة منه لتوسيع نفوذها على المستوى البلدي. أما في دده، فقد شهدت البلدة معركة انتخابية حامية وسط إقبال كثيف وازدحام أمام مداخل أقلام الاقتراع، ترافق مع تعزيزات أمنية مشددة.

وتنافست لائحتان: دده القرار" برئاسة هنري الزاخم وربيع الأيوبي (الرئيس الحالي بالتناوب)، وتحظى بدعم تيار المستقبل، وتيار المردة، والقوات اللبنانية، وتيار الكرامة، إلى جانب عدد من العائلات، و"دده للتغيير" برئاسة حسين الأيوبي وجورج الزاخم، مدعومة من التيار الوطني الحر، والحزب الشيوعي اللبناني، والحزب القومي، ومستقلين، إلى جانب النائب ميشال عبد المسيح.

أما في أنفه، تغيّر المشهد الانتخابي بشكل لافت خلال النهار. فبعد فتور في ساعات الصباح الأولى، شهدت البلدة توافدًا كثيفًا للناخبين مع حلول ساعات الظهيرة.

وفي كفرحزير، فدارت معركة انتخابية محتدمة بين لائحة "كفرحزير تستحق"، المدعومة من النائب أديب عبد المسيح في مسقط رأسه، ولائحة "عائلات كفرحزير" التي تضم تحالفًا من القوات اللبنانية والحزب السوري القومي الاجتماعي، برئاسة فوزي المعلوف.

معارك متفرقة في زغرتا
وسط تسجيل بعض الإشكالات المتعلّقة بممارسة ضغوط على الناخبين وخرق مبدأ سرية الاقتراع، سار النهار الانتخابي في زغرتا وقضائها بهدوء نسبي. وتتنافس في مدينة زغرتا لائحتان رئيسيتان: سوا لزغرتا وإهدن"، المدعومة من تيار المردة وحلفائه، و"بلدنا بلديتنا"، إلى جانب عدد من المستقلين.

وتشير الأجواء العامة إلى فارق مريح محتمل لصالح لائحة المردة، بانتظار تبلور النتائج في الساعات الأخيرة من الاقتراع.

أما في بلدات القضاء حيث المعركة أكثر حدّة، فقد شهدت مراكز الاقتراع إقبالاً كثيفًا منذ ساعات الصباح، لا سيّما في رشعين. وتتسم أردة، عشاش، ومجدليا بمعارك انتخابية محتدمة بين لوائح مدعومة من المردة وحلفائهم، وأخرى مدعومة من حركة الاستقلال وحلفائها.

بشري تشدّ العصب
منذ الصباح الباكر، بدت المعركة حامية في مدينة بشري، وسط أجواء انتخابية هادئة، دون تسجيل أيّ إشكالات تذكر. وتنافس في المدينة لائحتان رئيسيتان: "بشري لجمهورية قوية"، المدعومة من القوات اللبنانية، و"بشري سوا أقوى"، اللائحة المستقلة. كما شهدت المدينة التزامًا قويًا من قبل أنصار القوات اللبنانية مع تعبئة للتصويت لصالح اللائحة المدعومة من الحزب.

أما في قرى القضاء، فقد كان التنافس أقل حدة، لكن برز التنافس بشكل خاص في بلدة بزعون وعبدين حيث دارت منافسات محلية ضيقة.

طرابلس وتدني نسبة الاقتراع
بخلاف معظم مناطق الشمال والدورات الانتخابية السابقة، شهدت طرابلس أدنى نسبة اقتراع، على الرغم من تنافس ست لوائح، وهو العدد الأعلى لللوائح في لبنان.

وتزامنًا مع ضعف الإقبال على صناديق الاقتراع، توالت الشكاوى بشأن العقبات الكبيرة التي واجهها المندوبون. وقد اتهم العديد من المرشحين محافظ الشمال رمزي نهرا بتأخير إصدار التصريحات لعشرات المندوبين، باستثناء لائحة "رؤية طرابلس" التي حظيت بتسهيلات كبيرة من المحافظة.

وفي منطقة جبل محسن، أفادت المعلومات بأن معظم أبناء الجبل اتجهوا لتشكيل لوائحهم الخاصة التي تجمع أسماء من لوائح مختلفة، وسط إقبال ضعيف على صناديق الاقتراع.

مشاكل متنقلة في عكار
بعد إشكاليات عدة متعلقة بعدم وصول صناديق الاقتراع، عادت وارتفعت نسبة الإقبال في البلدات العكارية. ومع ازدياد الاقبال، حصل العديد من الاشكالات في أقلام الاقتراع، في قرى مارتوما، التي تتنافس فيها لائحتان، واحدة يدعمها ويرأسها رئيس البلدية أحمد المير، والثانية تدعمها عائلة المحمد وعائلات أخرى، استدعت تدخل الجيش اللبناني.
كذلك شهدت فنيدق اشكالاً بين مناصري اللائحتين، وتبادل كل طرف الاتهامات عن افتعالها، حيث تتنافس لائحة يدعمها النائب وليد البعريني ولائحة أخرى مدعومة من أجواء المفتي زيد بكار زكريا. وكذلك تعرض أحد الأشخاص لعملية ضرب وطعن بالسكين، تدخل على إثرها الجيش، وعمل على منع الدخول إلى مدرسة المقاصد ما عدا النساء، حتى عودة الهدوء إلى أقلام الاقتراع. وعمل الجيش اللبناني على فض الاشكالات المتنقلة بين المناطق، وسط شكاوى متكررة من المواطنين، بسبب البطء في العملية الانتخابية.

ولم يخل النهار من عمليات رشاوى كالتي حصلت في عندقت ورصدتها إحدى الكاميرات، كما تم رصد توزيع لوائح داخل أقلام الاقتراع، بالإضافة إلى تسجيل شكوى من أحد أقلام الاقتراع في ببنين بأن أحد الأشخاص انتخب عن أحد الأموات.

تضارب وتدافع بسير الضنية
اتسمت الانتخابات في المنطقة بوقوع بعض الإشكالات المتنقلة، وشكاوى من شراء الأصوات. ففي بلدة السفيرة توقّفت العملية الانتخابية عقب إشكال كبير بين عدد من المواطنين داخل قلم الاقتراع المخصص للإناث. وقد تطوّر الإشكال إلى تضارب بالأيدي وتحطيم كراسي، ما استدعى تدخّل الجيش والقوى الأمنية.

في بحنين، تطوّر التوتر داخل مدرسة بحنين الرسمية المختلطة إلى إشكال بين مندوبي لائحة "القرار الحر" ولائحة "التضامن والمحبة"، ما استدعى تدخل الجيش اللبناني الذي أخرج الحاضرين من المركز لإعادة ضبط الوضع.

في بخعون، لم يكن المشهد أقل توتراً داخل المدرسة الرسمية، حيث وقع إشكال بين مندوبي اللوائح المتنافسة على خلفية الخلاف حول عدد المندوبين المسموح بوجودهم داخل القلم، ما أدى إلى تدافع استدعى إخلاء المركز مؤقتاً، قبل أن يُعاد فتحه. أما في ببنين – العبدة، فرُصدت تحركات مشبوهة في محيط بعض المراكز، وسط شبهات بشراء أصوات. كما اشتكى ناخبون من بطء شديد في سير العملية داخل الأقلام، نتيجة ارباك الموظفين وضعف التنسيق الإداري.

في المنية–النبي يوشع، سجلت الانتخابات انخفاضاً ملحوظاً في الإقبال على صناديق الاقتراع، إذ ينتظر كثير من الناخبين الساعات الأخيرة ترقّباً لارتفاع سعر الصوت. ورغم النسبة المرتفعة صباحاً، تراجعت وتيرة الاقتراع تدريجياً، وسط تزايد الشكاوى من محاولات شراء الأصوات في معظم المراكز. كما شهدت ثانوية المنية الرسمية إشكالاً بين مندوبة إحدى اللوائح ورئيس القلم.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث