حجم الخط
مشاركة عبر
جاء الاستحقاق البلدي في مناطق المنية-النبي يوشع، وبخعون، وبحنين، وببنين ليؤكد أن البلدية لم تعد مجرد شأن خدماتي، بل أصبحت محطة سياسية بامتياز. كان المشهد الانتخابي خاضعًا لحسابات سياسية وعائلية معقدة، تُدار بعناوين إنمائية وتُخاض بأدوات تعبئة حزبية واضحة، حتى وإن كانت من خلف الستار.
معركة إثبات الوجود… بدعم المغتربين
في المنية والنبي يوشع، دارت المعركة بين لائحتين واحدة مدعومة من النائب أحمد الخير، والأخرى من النائب السابق عثمان علم الدين. التنافس نفسه انسحب على بلدة بحنين أيضاً. ورغم أن المعركة اتخذت طابعاً عائلياً في الشكل، فإن مضمونها حمل رهانات سياسية واضحة، بين شخصيتين تتنافسان على تثبيت حضورهما داخل القاعدة "الحريرية" في المنطقة، استعداداً لأي استحقاق نيابي مقبل.
لكن ما ميّز هذا الاستحقاق الانتخابي، كان الحضور الاغترابي، خصوصاً من أبناء المنية المقيمين في أستراليا. إذ لعب المغتربون دوراً تمويلياً أساسياً في تحريك المعركة، مما منح بعض اللوائح دفعاً إضافياً في التعبئة، وجعل من "المال الاغترابي" عنصراً مؤثراً في رسم النتائج وربما التحالفات.
صراع "الصمدين" والخيارات
في قلب الضنية، تحوّلت بخعون – كبرى بلدات القضاء – إلى ساحة تنافس سياسي من العيار الثقيل، مع انقسام البلدة بين لائحتين يقودهما نائبان. واحدة مدعومة من النائب عبد العزيز الصمد، وأخرى من النائب جهاد الصمد.كانت المعركة في بخعون تخطّت الشأن البلدي لتصبح بمثابة اختبار للثقل السياسي داخل العائلة الواحدة. ويبلغ عدد ناخبي بخعون نحو 9 آلاف، ما يجعل نتائجها تحمل دلالات سياسية تتجاوز الإطار المحلي.
تحالفات عائلية وأبعاد سياسية
في ببنين، كبرى بلدات عكار، لم تكن المعركة مجرّد استحقاق بلدي، بل تحولت إلى مواجهة شرسة بين لائحتين شهدتا انقساماً عائلياً كبيراً، تعزّزه خلفيات سياسية لا يمكن إغفالها.
اللائحة الأولى ضمّت رئيس البلدية الحالي محمود جوهر، المختار زاهر الكسار، وآل الرفاعي، بينما جمعت الثانية تحالفًا بين الجماعة الإسلامية برئاسة غسان السبسبي، والمحامي خالد المصري، وآل السبسبي. وعلى الرغم من أن الخطاب العام بقي عائليًا، إلا أن الدور السياسي بدا جليًا، خصوصاً أن ببنين تُعدّ من أبرز معاقل الجماعة الإسلامية، وتتمتع بتأثير كبير للنائبين السابقين خالد الضاهر ومصطفى هاشم، إلى جانب المفتي السابق أسامة الرفاعي. وقد أجبر الغموض في النتائج المرتقبة الأطراف السياسية على التموضع خلف العائلات، تجنبًا لأي خسارة معنوية علنية.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها