تقسيم البلدية طائفياً يحرم أبناء الناعمة وحارتها من الانتخابات

غدًا، لن تُجرى الانتخابات البلدية في الناعمة وحارة الناعمة، بعد صدور قرار بتأجيلها "لتأمين حسن سير العملية الانتخابية"، وتفاديًا لأي توتر محتمل قد يعرقل هذا الاستحقاق الديمقراطي. وأشارت وزارة الداخلية والبلديات، في تعليل القرار، إلى أنه "استنادًا إلى القرار القاضي بفصل بلدة الناعمة عن بلدة حارة الناعمة وإنشاء بلديتين مستقلتين لكلٍّ منهما، ونظرًا لأن إنشاء بلدية باسم الناعمة يستوجب تحديد نطاقها الإداري المستقل، مع ما يترتب على ذلك من نتائج على صعيد المقاعد البلدية والاختيارية"، تقرّر التأجيل.

وبحسب معلومات "المدن"، يأتي هذا التأجيل في سياق مساعٍ مستمرة منذ فترة للفصل بين الناعمة وحارة الناعمة، واستحداث بلدية مستقلة لكل منطقة، بعدما كانتا تخضعان لبلدية واحدة مشتركة. ويعود هذا التوجه إلى قرار صادر عن مجلس شورى الدولة قبل أكثر من عام، قضى بتقسيم البلدة إلى منطقتين وبلديتين، نظراً لاختلاف التركيبة الديموغرافية، إذ تضم الناعمة غالبية من المسيحيين، فيما تتكوّن حارة الناعمة من أكثرية سنّية. إلا أن تنفيذ القرار واجه عقبات تقنية وإدارية، أبرزها ترسيم الحدود الجغرافية بين المنطقتين، ما أثار مخاوف من اندلاع نزاعات محتملة.

أما السبب المباشر لاتخاذ قرار التأجيل، فتشير المعلومات إلى أن اتفاقًا حصل قبل أيام على إجراء الانتخابات في الناعمة دون الحارة، ما أثار اعتراضًا واسعًا من العائلات السنية التي رفضت هذا التفرّد واعتبرته استبعادًا متعمّدًا للقرار السني. وإثر توترات وإشكالات وقعت في الأيام الماضية، صدر قرار بتجميد الانتخابات، على أن يواصل محافظ جبل لبنان تولّي مهام مجلس بلدية الناعمة - حارة الناعمة، إلى حين انتخاب مجلس بلدي جديد، ريثما يتم التوصل إلى حلّ نهائي ومتوازن يضمن استقرار المنطقة ويحفظ حقوق جميع مكوّناتها.